ما هي «شيفرة» حزب الله للتفوق على الارهابيين؟ ابتسام شديد
يوماً بعد يوم يحقق حزب الله انتصارات عسكرية تدهش الرأي العام المحلي والدولي خصوصاً ان لبنان من خلال العمليات النوعية التي نفذتها قوات النخبة في حزب الله ضد الارهابيين ومن خلال صمود الجيش وتصديه للمجموعات الارهابية اثبت انه البلد الوحيد بعد دخول النصرة و«داعش» اليه الذي لم يسقط بسرعة فيما انهزمت جيوش كثيرة في دول دخلت اليها التنظيمات الارهابية. فمعركة الجرود ومن بعدها معركة رأس بعلبك اول من أمس التي استدرجت فيها «داعش» بعد سقوط «النصرة» في القلمون فانهزمت داعش وتكبدت خسائر توازي خسائر وهزيمة «النصرة» في جرود القلمون لا تزال الحدث، فإذا كانت معركة القلمون فاجأت الرأي العام بالسقوط المدوي والسريع وسيطرة حزب الله على مئات المئات من الكيلومترات، فان معركة رأس بعلبك رمزيتها في قدرة المقاومة على القتال في اكثر من جبهة، في سوريا وفي جرود القلمون وفي جرود رأس بعلبك وفي قدرتها على تسجيل الانتصارات القتالية وتكبيد الاعداء الخسائر الجسيمة.
التوقعات كانت تؤكد استنزاف حزب الله في المعارك مع الارهاب بعد ان خسر جزءاً كثيراً من ترسانته العسكرية وعدداً من مقاتلية من وحدات النخبة يصل الى 700 مقاتل منذ اندلاع الحرب السورية كما يقول اخصام الحزب في الداخل اللبناني، فإذا بالوقائع الميدانية تحبط المراهنين على ضعف الحزب تؤكد اوساط في 8 آذار لتذهب تمنيات 14 آذار بغرقه في حول المعركة السورية ومن ثم معارك الجرود القاسية التي تحصنت بها المجموعات الارهابية وهي تمسك ورقة العسكريين المخطوفين لديها تتبخر، فحزب الله استطاع ان يدحض كل الشائعات القائلة بانه لن يصمد وستنهار معنويات مقاتليه وقد اكد امينه العام السيد حسن نصرالله ان الحزب لا يخجل بسقوط شهداء وجرحى يعتز بشهادتهم في المعركة الكبرى على الارهاب ، وهو بالتالي سيفرض شروطه في المرحلة المقبلة في مجريات المعركة.
فانتصارات الجرود مجدداً اربكت 14 آذار ومحلليها واخصام حزب الله في الداخل ومن يعترضون على قتاله التكفيريين في سوريا وعلى الحدود اللبنانية واسرائيل ايضاً ولا احد يملك شيفرة الحل للتفوق العسكري لحزب الله في مطاردة الارهاب الذي عجزت عنه دول كبيرة وقوية وتتميز بعديدها العسكري، وفي فك رموز عملية القضم السريعة وسيطرة حزب الله على التلال الاستراتيجية وطرد وقتل الارهابيين في اوكارهم ومغاورهم المحصنة منذ عام، من هنا تضيف الاوساط، كانت حملة المستقبل والأذاريين لتمييع الانتصار وغض النظر عنه بمحاولة الإيحاء بان هناك من يستدرج الجيش ليزجه في المعركة مع التكفيريين وكأن التكفيريين لم يدخلوا ارضاً لبنانية ولم يخطفوا جنوداً لبنانيين ولم يقوموا بإعدام عسكريين بدم بارد كانوا اسرى لديهم، وكأن الارهابيين مجرد سواح في الجرود او نزلاء في فنادق خمسة نجوم يفترض بالدولة اللبنانية تكريمهم والاهتمام بضيافتهم نزولاً عند رغبة 14 آذار الحيادية وبدفن رأسها في الرمال المتحركة.
ولعل ما يربك 14 آذار يمكن تفسيره كما تقول الاوساط بانه لإحتواء صدمة انتصار حزب الله بدل سقوطه، فانتصار الحزب محطة لا يمكن تجاوزها طبعاً في الاستحقاقات الداخلية والحسابات بين الافرقاء وهي مؤشر مهم لطبيعة المواجهة السياسية وهكذا يمكن فهم الكلام الأخير لنائب الأمين العام نعيم قاسم «عون او لا رئيس» في تحد علني وواضح المعالم للمستقبل ومن يدور في فلكه بان الاستمرار على هذا المنوال لا ينفع في الموضوع الداخلي وان صمت حزب الله لا يعني سكوته الطويل على التجاوزات والارتكابات بحقه ، فصحيح ان حزب الله لا تهمه المواقع والمراكز امام المعركة الكبرى لكن كلام قاسم من موقعه في قيادة حزب الله له مدلولاته ومعناه ان انشغال حزب الله في سوريا وعلى السلسلة الشرقية لا يثنيه عن معركة الداخل وانه ليس في صدد ترك حلفائه في الاستحقاقات الداخلية الملحة. سبق لحزب الله ان حصل على حصص متواضعة في الحكومات السابقة وهو اعطى المستقبل حقائب اساسية بدون تردد حفاظاً على الوحدة الوطنية ولمحاربة الارهاب معاً، لكن الاستهتار بقدراته الداخلية والمس بحلفائه خط أحمر.
ما لا يمكن فهمه بحسب الاوساط لماذا تنزعج 14 آذار من الربح على التكفيريين وطردهم من الاراضي اللبنانية طالما ان الخسائر واقعة على حزب الله ومقاتليه وحدهم، وما الضرر الذي يصيب هذا الفريق الذي يقبع في منازله مرتاحاً فيما المقاتلين ينامون في العراء والظروف الصعبة من اجل قضيتهم والحفاظ على وطنهم، ولعل ما لا تفهمه قيادات المستقبل و14 آذار وفق الاوساط ايضاً ان حزب الله قادر على الاستمرار والصمود الى جانب الجيش لمئة عام، ولعل الرجوع الى المواقف الاميركية من الارهاب الذي بات بلا سقف ويهدد الغرب يفيد الآذاريين في كبح شهواتهم ورغباتهم في القضاء على حزب الله.
(الديار)