من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : جنبلاط يحث الحريري على “المقايضة”.. وواشنطن أولويتها الجيش شامل روكز أو لا حكومة.. وعرسال تنتظر الإجماع
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السبعين بعد الثلاثمئة على التوالي.
إن دلت جلسة الحكومة، أمس، على شيء، فعلى تهيب جميع مكوناتها، حتى الآن، مغبة الإقدام على أية اندفاعة سياسية تهدد البنيان الوزاري.. الهش أصلا.
أفرغ الوزراء مخزونهم العرسالي، سياسياً، وقدموا مقاربات متناقضة من هانوي حسين الحاج حسن إلى هونغ كونغ سمير مقبل.. وبينهما، أبحر قارب نهاد المشنوق بصياغات يحكمها الموقع الوزاري.. والموقف السياسي. أما جبران باسيل، فقد قال كلمته في التعيينات الأمنية وعرسال.. قبل أن يطالب باعتمادات مالية جديدة غب رحلات خارجية، بعد تدشين مرحلة “التعطيل الحكومي”!
هدأت معظم المحركات السياسية، باستثناء محركات وليد جنبلاط. تحرك الزعيم الدرزي في أكثر من اتجاه. أجرى، أمس الأول، اتصالاً بسعد الحريري وتمنى عليه السير بخيار شامل روكز قائداً للجيش، معتبراً أنه إذا كان يصعب في هذه المرحلة البت بالرئاسة، فماذا يمنع إرضاء ميشال عون بقيادة الجيش؟
لم يقفل الحريري الأبواب بل طلب مهلة للتفكير في الأمر، علماً أنه كان قد أعطى في السابق إشارات إيجابية قبل أن ينقلب عليها فؤاد السنيورة. دقّق جنبلاط في معطيات بعض “14 آذار” وبعض “الوسطيين” عن عدم وجود حماسة غربية لأي بديل للعماد جان قهوجي في هذه المرحلة. كان جواب سفير الولايات المتحدة ديفيد هيل واضحاً بأن بلاده لا تضع “فيتو” على أي ضابط وأن ما يعنيها هو تماسك الجيش ودوره الضامن للاستقرار ومكافحة الإرهاب، ولذلك، لن تتردد في المضي بدعمه بشتى الإمكانات.
وما قاله ديفيد هيل عبَّر عنه أقرانه من السفراء الغربيين، بأن حماية الجيش اللبناني واستقرار بنيانه القيادي أولوية تتقدم على رئاسة الجمهورية لا بل على كل الاستحقاقات السياسية، خصوصاً في ظل المهمات الكبيرة الملقاة على عاتقه في الداخل أو على طول الحدود اللبنانية.
وعندما قرع البعض أبواب السعوديين، لم يكن جوابهم مختلفاً عن الأميركيين بترك هذه المسألة للقيادات اللبنانية، وأنهم لم ولن يتدخلوا أبداً في هذا النوع من الملفات الداخلية، ولعل هذا الكلام سيسمعه رئيس الحكومة تمام سلام مجدداً، الأربعاء المقبل، في السعودية من ملكها سلمان وولي عهده الأول محمد بن نايف وولي عهده الثاني محمد بن سلمان، مع التأكيد السعودي على دعم الجيش، سواء بالمليارات التي خصصت له في زمن الملك عبدالله، أو بمبادرات جديدة ستشمل بطبيعة الحال ملف النازحين السوريين بالدرجة الأولى.
ثلاثة احتمالات
في ضوء هذه المواقف، ما هي الاحتمالات في موضوع التعيينات الأمنية، في ضوء القرار السياسي الذي اتخذه “التيار الوطني الحر” بالتكافل والتضامن مع “حزب الله” وسليمان فرنجية برفض الفصل بين تعيينات الجيش وقوى الأمن الداخلي؟
أولاً، أن تشكل مهلة الأسبوع (حتى الخميس المقبل) فرصة لـ “سرقة” تفاهم سياسي على تعيين شامل روكز قائداً للجيش مقابل تعيين مدير عام جديد لقوى الأمن الداخلي (أحد الثلاثة أحمد الحجار أو عماد عثمان أو سمير شحادة) يختاره “تيار المستقبل”، وهو احتمال ارتفعت أسهمه في ضوء الحركة الجنبلاطية الأخيرة وما يمكن أن تسفر عنه زيارة سلام الى السعودية.
ثانياً، إن مجرد إلغاء مذكرة المدير العام السابق التي قضت بتسليم مهام المديرية العامة لقوى الأمن بالوكالة الى الضابط الأعلى رتبة من بين قادة الوحدات، يؤدي تلقائياً للركون الى قانون قوى الامن الداخلي (القانون 17) الذي ينص على أن أي موقع يحصل فيه شغور يؤدي الى استلام الأعلى رتبة في المديرية ككل. وفي هذه الحالة، يتسلم القيادة بالوكالة الضابط الماروني ايلي كيوان.
ثالثاً، التمديد بقرار صادر عن وزير الداخلية نهاد المشنوق للمدير العام الحالي اللواء ابراهيم بصبوص، الى حين تعيين مدير عام جديد.
وتقول مصادر واسعة الاطلاع لـ “السفير” إنه اذا كانت فرصة الاحتمال الأول (تعيين روكز) تقل عن خمسين في المئة حتى الآن (في غياب المقايضة على الرئاسة)، فإن فرصة الاحتمال الثاني هي الأقل كلفة على الجميع (الوكالة)، غير أن ما يسري اليوم على قوى الأمن سيسري في أيلول على قيادة الجيش، فهل يمكن لأي جهة سياسية لبنانية أن تتحمل قائداً مسلماً للجيش (سواء أكان شيعياً أو سنياً أو درزياً)، اذا تم اعتماد قانون الدفاع بأن يتولى المهمة بعد تقاعد قهوجي الضابط الأعلى رتبة، وما هي الرسالة التي يراد عندها توجيهها للمسيحيين في ظل شغور أهم موقعين مارونيين (رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش)؟
تابعت الصحيفة، بيّنت مناقشات مجلس الوزراء، أمس، أن لا قرار سياسياً، حتى الآن، بدخول الجيش الى كامل بلدة عرسال وجردها، نتيجة تشعبات الملف سياسياً وأمنياً وعسكرياً وإنسانياً، وخصوصاً ملف النازحين.
وفي انتظار إجماع سياسي لا بد وأن يكون محكوماً بسقف زمني ما، بادر الجيش اللبناني، أمس، الى التجاوب مع مطلب البلدة وفعالياتها بتعزيز تواجده في محيطها عبر إقامة حواجز إضافية على مداخل عرسال، وخصوصاً حاجزه عند مدخل البلدة قرب المستوصف حيث استقبله الأهالي بنثر الأرز.
وعزز الجيش دورياته المؤللة على طول نقاط تمركزه في محيط البلدة وأطرافها، من دون التوغل في أحياء البلدة التي يعتبر بعضها محظوراً حتى على الأهالي أنفسهم، بقرار من بعض المجموعات المسلحة الغريبة عن عرسال، على حد تعبير مصادر عسكرية مأذونة قالت لـ “السفير” إن تسيير دورية في شوارع البلدة “هو رسالة تطمين للأهالي”، وأشارت الى أن الدخول الى كل عرسال “يعني توقيف كل شخص صادرة بحقه مذكرة توقيف، وتوقيف كل متورط مع الإرهابيين وإزالة كل تواجد مسلح”.
وكشفت مصادر معنية أن مخابرات الجيش رصدت في اليومين الماضيين توجه أكثر من عشرة شبان من بلدة عرسال الى جرودها للالتحاق بـ “داعش” أو “النصرة” تمهيداً للمشاركة في أية مواجهات محتملة مع “حزب الله”
الديار : دخول جزئي للجيش الى عرسال ومعركة الجرود مستمرة بين المقاومة والتكفيريين الاثنين يتم حسم الموضوع هل عرسال وجرودها لبنانية أم خارج السيادة ؟ هل المسيحيون “ديكور” في لبنان أم شركاء لهم الحق في التعيينات ؟
كتبت “الديار”: سؤال كبير يطرح في البلاد، وهو: هل المسيحيون ديكور في السلطة ام شركاء فعليون في القرار؟ هل يحق لهم اختيار ممثليهم في التعيينات، ام يتم فرض عليهم ما تريده الطوائف الاخرى في لبنان، وعند الحسم لا يتم التعيين بل يتم التمديد؟
العماد ميشال عون مكون مسيحي اساسي في البلاد، فلماذا لا يتم احترام رأي تكتل التغيير والاصلاح؟ ولذلك فالخيارات مفتوحة بدءا من الاثنين.
مصدر رفيع في التيار الوطني الحر أكد لـ”الديار” ان قضية التمديد للقادة العسكريين حسمت داخل التيار بالرفض الشامل، ولن نقبل بعد اليوم الاسراف في مخالفة الدستور عبر تمديد من هنا او هنالك معتبراً ان هناك فريقاً في لبنان يراهن على تغييرات اقليمية ودولية ويسعى في الوقت ذاته للمحافظة على التوازن الحاصل عبر التمديد لكل مفاصل الدولة. واضاف ان الخيارات مفتوحة لدينا ونحن جاهزون للتصدي لأي محاولة داخل الحكومة للتمديد للقادة ونحتفظ بخياراتنا المفتوحة على كل الاحتمالات.
واللافت، حسب مصادر وزارية، ان جهات سياسية حاولت الايحاء باشاعة أجواء من الهدوء وأوحت بالوصول الى توافق وبضرورة الحفاظ على الحكومة فيما النقاشات في مجلس الوزراء كانت هادئة بالشكل مع الاحتفاظ بالمضمون، والذي يكشف عن استمرار الخلاف الشاسع حول ملف التعيينات وعرسال. وهذا ما أكدته مصادر التيار الوطني الحر التي اشارت الى ان ملف التعيينات لم يطرح في الجلسة، وان وزير الداخلية اشار الى انه سيقوم بجولة من الاتصالات، لكنه لم يطرح اي شيء جديد.
ـ ما هو موقف بكركي من التعيينات؟ ـ
… ويبدو ان موقف الصرح البطريركي في بكركي من مسألتي التمديد للقادة الأمنيين والتعيينات ثابت لناحية المواقف العامة للبطريرك الراعي من التشديد على تطبيق القوانين والدستور، وأوضح مصدر مأذون له في بكركي لـ”الديار” ان غبطة البطريرك لا يحبّذ أبداً مخالفة القوانين وان مبدأ تداول السلطات يجب ان يتم احترامه، لكن اذا لم يحصل توافق على التعيينات، فان بكركي تدعو الى التوافق العام على مسألة التمديد كي لا تخلق مشكلة اضافية في البلد. وفي مطلق الاحوال، يضيف هذا المصدر، ان الراعي كرر في أكثر من مناسبة على ضرورة احترام الدورة الطبيعية للادارة التنفيذية في البلاد.
في المقابل، اشارت مصادر متابعة بأن مجلس الوزراء توصّل الى اتفاق اولي حول الوضع في عرسال، ويقتضي الاتفاق على ان يدخل الجيش بشكل جزئي الى المدينة لمنع جبهة النصرة من التغلغل اكثر داخل عرسال عند بدء معركة الجرود، فيما تكون مسؤولية تحرير الجرود من الجماعات التكفيرية وجبهة النصرة من مسؤولية حزب الله.
هذا وستستكمل الحكومة البحث في قضية عرسال والتعيينات في جلسة الاثنين للتوصّل الى قرار نهائي حول مصير المدينة ومخيمات اللاجئين السوريين فيها والتعيينات.
وفي هذه الاجواء، واصل حزب الله قضم المزيد من التلال في جرود القلمون وأحكم الطوق على التكفيريين فأصبحت رقعة تواجدهم محدودة والحزب يضيّق الخناق عليهم من كل الجهات، حتى ان الفرار اصبح فردياً ولا يمكن ان يتم بشكل جماعي، علما ان مقاتلي حزب الله وصلوا الى مسافة 3 كلم من مواقع الجيش اللبناني في جرود عرسال وقضموا المزيد من الجرود. وبالتالي فان جلسة مجلس الوزراء ستشهد الاثنين نقاشاً حاداً حول هذا الملف وسيتم حسم الموضوع لجهة، هل تكون عرسال وجرودها لبنانية أم خارج السيادة، وهل يكلف الجيش اللبناني القضاء على التكفيريين في الجرود، علماً ان الجيش اللبناني دخل امس الى عرسال بشكل جزئي عبر قوة من اللواء الثامن بعد عشرة اشهر ومنذ معركة عرسال في 2 آب الماضي والتي اسفرت عن استشهاد عدد من العسكريين وخطف عدد آخر من عناصره وعناصر مخفر فصيلة درك عرسال.
وأقام الجيش اللبناني عدداً من الحواجز الظرفية في وادي حميد والمصيدة وقرب مستوصف الشهيد الرئيس رفيق الحريري والمهنية، وسط حالة من الارتياح لدى المواطنين الذين استقبلوه بالزغاريد ونثر الارز. وسجلت حالات فرار المسلحين من داخل البلدة على دراجات نارية باتجاه الجرد وعلى طرقات ترابية تزامنا مع تحرك الجيش.
جاء ذلك على وقع هدوء تام ساد جرود عرسال امس، ودعوات من عشائر البقاع وعائلاتها للقاءات في الحسينيات والمكتبات العامة والقاعات اعتبارا من اليوم في مناطق الهرمل، بوداي، العين، شمسطار، علي النهري وبعلبك، بهدف التحرك للذود عن حياض الوطن حينما تهدده الاخطار من كل طامع وعدو وارهابي. وكما كنتم دائما تنتصرون للوطن في مواجهة الاحتلال الصهيوني، انتم اليوم تواجهون الارهاب التكفيري المتوحش دفاعاً عن الارض والعرض والمقدسات، ونطلق اليوم هذه الدعوات من اجل مواجهة الخطر التكفيري والارهابي.
الأخبار : نقاش حكومي “علمي” حول عرسال: الجميع يبحث عن حل
كتبت “الأخبار”: أوحت أجواء الهدوء في نقاشات الحكومة أمس باعتراف جميع القوى السياسية، بما فيها تيار المستقبل رغم الانقسام داخله، بضرورة إيجاد حلّ لأزمة جرود عرسال، تحت السقف الذي حددته المقاومة بطرد الإرهابيين من الأراضي اللبنانية المحتلة
مرّت جلسة الحكومة أمس بهدوء، بعد أن حظيت أزمة جرود عرسال بنقاشٍ “علمي” بين الوزراء، على أن تتم متابعة النقاش في جلسة خاصة الاثنين المقبل. وعلى رغم التهويل والتصريحات النارية التي أطلقتها بعض شخصيات قوى 14 آذار في الأيام الماضية، استباقاً لإصرار فريق 8 آذار والتيار الوطني الحرّ على طرح الأزمة داخل الحكومة لإيجاد حلّ سريع وجذري لها، ومداخلات بعض وزراء 14 آذار في الجلستين الأخيرتين، إلّا أن التسليم بخطر المسلحين وضرورة علاج أزمة عرسال ترك أثراً واضحاً في موقف تيار المستقبل الضمني، والذي انعكس نقاشاً “لوجستياً” داخل الجلسة.
أكثر من مصدر وزاري في قوى 8 آذار أبدى ارتياحه لأجواء جلسة أمس. ويقول أحد المصادر إن “الميدان والتقدم السريع للمقاومة والجيش السوري والتطورات الإقليمية الأخيرة في سوريا والعراق، دفعت الفريق الآخر إلى القبول على مضض بحل أزمة عرسال”. وتضيف المصادر أن “كلام المستقبل في العلن لا يعكس حقيقة المواقف، فالبحث اليوم لم يعد بحل أو عدم حل أزمة عرسال، بل بطريقة الحلّ”.
ويشير مصدر آخر إلى أن “النقاش الآن هو نقاش لوجستي حول آلية إخراج النازحين من مخيمات عرسال إلى مواقع أخرى حتى يتمكن الجيش من العمل، فالبحث يجب أن يتركز على حلّ الأزمة وتوزيع النازحين على عدّة أماكن، وليس نقلهم مجتمعين إلى أماكن أخرى ونقل المشكلة بكاملها إلى مكان آخر”.
وتقول المصادر إن “المقاومة وفريق 8 آذار بأكمله سيذهبون في مسألة الجرود حتى النهاية لحماية لبنان، وفريق المستقبل لا يحتمل أي تغيّر في الداخل، وتحديداً في الحكومة”.
من جهتها، تقول مصادر وزارية في فريق 14 آذار إن “هناك قراراً دولياً وإقليمياً واضحاً بعدم اهتزاز الاستقرار اللبناني، واستقرار الحكومة وبقاؤها من ضمنه، لذلك مهما ارتفعت الأصوات في الحكومة، فإنها ستبقى ضمن السقف”. وتقول المصادر إنه “لا أحد يعترض على ضرورة حل مشكلة عرسال، لكن الآلية والطريق هما الخلاف، فعرسال هي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني”.
وتزامن انتهاء جلسة مجلس الوزراء أمس، وصدور التصريحات والتسريبات من الجلسة، مع أخبار عن تعزيزات كبيرة أدخلها الجيش اللبناني إلى بلدة عرسال من اللواء الثامن، وإقامة حاجز داخل البلدة. وأكدت مصادر أمنية لـ”الأخبار” أن “حركة الجيش اليوم (أمس) ممتازة، وخطواته تساهم في حماية البلدة وتعزيز مواقعه ومحاصرة نشاط الجماعات الإرهابية”. وأكدت المصادر أن “تعزيزات الجيش قوبلت بترحيب واسع من المواطنين”. وتربط مصادر متابعة بين خطوات الجيش أمس والتقدم على الصعيد السياسي في مسألة تأمين الغطاء لتحرك جدي للجيش داخل عرسال وفي اتجاه الجرود.
بدوره، رأى قائد الجيش العماد جان قهوجي أن “الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد لن تؤثر إطلاقا على إرادة الجيش”، مؤكّداً خلال تفقده فوج المدفعية الأول في الكرنتينا “مواصلة مواجهة التنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، وأن قوى الجيش تتصدى بشكل يومي للمجموعات الإرهابية التي تحاول التسلل عبر هذه الحدود”.
وعلّق الرئيس نبيه برّي أمام زواره مساء أمس على السجالات الدائرة في مجلس الوزراء وخارجه، مشيراً إلى أن “الوضع في لبنان اليوم يسير عكس المنطق، لأنه في الغالب عندما يكون الوضع السياسي مستقراً يستقر الأمن. أما ما نحن عليه اليوم فهو معكوس؛ هناك أمن مستقر في مقابل تشنج وعدم استقرار سياسي. لولا الحوار وضوابطه ما كان في الإمكان توفير هذا الاستقرار الأمني”، مستبعداً “أي احتمال من شأنه عرقلة اجتماعات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، فلا أحد يستطيع وقف الحوار. هذا الحوار لم ينشأ لو لم أحصل على موافقة سعودية وإيرانية عليه، وهو سيستمر ولن يسع أحد تعطيله. الحوار هو مسلمة المسلمات”.
البناء : مصير الانتخابات التركية يقرّر مستقبل “الشرق الأوسط” والحروب المفتوحة أردوغان يتوّج زعامته بأخذ تركيا للفوضى… والأكراد الرقم الصعب هل دخل الجيش إلى عرسال أم ترك الأمر لجلسة الاثنين؟
كتبت “البناء”: في قلب المعارك المفتوحة في الرمادي وشمال ووسط سورية وجبال القلمون ووصولاً إلى اليمن، وحيث السقف الزمني لتجميع الأوراق يسابق موعد الثلاثين من حزيران ليضع كلّ فريق في رصيده حصيلة ما جنى وتحسم منه حصيلة خساراته، يتقدّم يوم السابع من حزيران كموعد مفصلي في رسم اللوحة المقبلة في المنطقة. فالانتخابات البرلمانية التركية التي ستجرى بعد أسبوع ستقرّر مصير حزب العدالة والتنمية وزعامة رجب أردوغان، بعدما تربع على عرش هذه الزعامة لثلاثة عشر سنة، وعبر أردوغان سيتقرّر مصير الدولة الأهمّ في حروب المنطقة، ومدى تأهّلها للمزيد من الأدوار الإقليمية أم الانكفاء نحو هموم واهتمامات داخلية.
وضع أردوغان في توقيت غير مناسب هدفاً صعب التحقيق، ففي ظلّ فشل سياساته الخارجية، وعجزه عن تحقيق إنجازات اقتصادية خارقة، أراد ربط النجاح بسقف مرتفع انتخابياً هو نيل ثلثي مقاعد البرلمان لتحقيق وعده المفرط في الأنانية، الذي ربط مصير زعامته به وهو تعديل الدستور لجعل النظام السياسي رئاسياً، وهو ما يستدعي أن يبلغ عدد مقاعد حزبه الأربعمئة قياساً بحصوله في ذروة صعوده على 363 مقعداً عام 2002 ونزوله إلى 341 و326 عامي 2007 و2011، وما يرتقب وفقاً لاستطلاعات الرأي أن يصير أقلّ من 300 مقعد في الانتخابات المقبلة، ليضع أردوغان على أكتاف حزبه تحدياً مستحيلاً فيصير الفشل حتى في حال الفوز بالغالبية هزيمة.
تابعت الصحيفة، بالانتظار يتابع لبنان كما غيره، ويقضي الوقت الضائع، في تمرير الأزمات بالتجاوز والتأجيل، وهكذا لا أحد يعلم ما إذا كان يوم الاثنين سيكون موعداً مع تأجيل جديد، أم موعداً لقرارات حاسمة، بعدما أرجأ مجلس الوزراء النظر في ملفي التعيينات وعرسال لجلسة يوم الاثنين، مثلما لا أحد يعلم ما إذا كان ما جرى تداوله عن انتشار الجيش ونشر حواجزه في عرسال قد تحقق أم هو مرجأ ليوم الاثنين أيضاً وربما لما بعد الاثنين؟
انتهج مجلس الوزراء أمس سلوكاً جديداً. انتقل من الملفات الإدارية إلى الملفات السياسية وبخاصة إلى الملفين العالقين: عرسال والتعيينات الأمنية والعسكرية.
وبعد أسبوعين من مطالبة وزيري التيار الوطني الحر جبران باسيل والياس بو صعب بطرح ملف عرسال والتعيينات على طاولة مجلس الوزراء، أقر رئيس الحكومة تمام سلام بأنّ الوقت بات مناسباً، وأنّ الأولوية لهذين الملفين قبل أي بند آخر، وجرى الاتفاق على أن يحصر النقاش في جلسة الاثنين المقبل في موضوعي عرسال والتعيينات الأمنية.
وتحدثت مصادر وزارية لـ”البناء” عن اتصالات جرت ليل الخميس انعكست أجواء هادئة في الجلسة، بحيث أن الأمور بقيت مضبوطة، والدليل على ذلك، موافقة وزراء التغيير والإصلاح على درس بنود جدول الأعمال وتخصيص الساعة الأخيرة للنقاش في موضوعي عرسال والتعيينات الأمنية”. وشددت المصادر على “أن ليس من مصلحة أحد تعطيل الحكومة والجميع يدرك ذلك ومقتنع بالأمر”.
وأكدت مصادر وزارية في “التغيير والإصلاح” لـ”البناء” “أن الرئيس سلام جدي في موقفه من مناقشة ملفي عرسال والتعيينات”، لافتة إلى “أن الحكومة حققت المعجزات على مستوى تعيين أعضاء المنطقة الاقتصادية الخالصة، وهيئة الرقابة على المصارف، وصولاً إلى تعيينها أمس 5 قضاة في مجلس القضاء الأعلى، وهذا دليل أن التعيينات الأمنية والعسكرية يجب أن تسلك السكة الصحيحة التي سلكتها التعيينات السابقة، لا سيما أن الجميع يؤكد على مناقبية وكفاءة العميد شامل روكز”.
النهار : انتشار مفاجئ للجيش يُعطّل لُغم عرسال الاختبار الحاسم للحكومة في ملف التعيينات
كتبت “النهار”: رحّل مجلس الوزراء تبايناته وخلافاته في شأن ملفين متوهجين هما ملف عرسال والتعيينات الامنية والعسكرية الى جلسة يعقدها الاثنين المقبل، أي عشية زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء تمام سلام للمملكة العربية السعودية ليومين، الأمر الذي يضفي على الجلسة طابعاً استثنائياً يمكن ان يتحدد في ظله مصير الاختبار الحكومي وان تكن جلسة البارحة اعادت تثبيت قاعدة منع انهيار الحكومة أياً كان الثمن.
وقالت مصادر وزارية بارزة لـ”النهار” ان قضية عرسال “إنطفأت أو شبه إنطفأت بالمواقف السياسية التي سجّلت في الجلسة أمس وبالانتشار الميداني للجيش في البلدة، لكن ما بقيّ مشتعلا هو موضوع التعيينات الذي سيكون محور السخونة في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء الاثنين المقبل”. ورجحت أن يلجأ وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الى الاعتكاف إذا لم يصلوا الى مرادهم في التعيينات الامنية بما يعني امكان شلّ عمل المجلس حتى إشعار آخر. وفي هذا السياق تحدثت مصادر مواكبة عن سيناريو تعطيل مشابه لذلك الذي إعتمد في مطلع عام 2011 عندما فرطت حكومة الرئيس سعد الحريري لدى زيارته للبيت الابيض في واشنطن، وهذه المرة ثمة إحتمال لإستهداف الرئيس سلام الذي سيبدأ الثلثاء المقبل زيارته للسعودية. لكن مصادر وزارية أخرى قالت لـ”النهار” انه من المبكر الحديث عن نتائج متشائمة لجلسة الاثنين وذلك بفعل الاتصالات التي بدأت قبل يوميّن لإيجاد مخارج للملفين الامني والتعيينات.
وبالنسبة الى وقائع جلسة أمس، علمت “النهار” أن وزير الخارجية جبران باسيل كرّر ما سبق له ان طرحه في الجلسات السابقة عن عرسال والتعيينات. ثم تلاه وزير الصناعة حسين الحاج حسن الذي حذر من مغبة عدم حسم موضوع جرود عرسال لئلا يتكرر ما حصل في الرمادي والموصل. ودعا الى إتخاذ قرار حاسم وحازم بمواجهة التكفيريين. عندئذ طلب رئيس الوزراءمن وزيريّ الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق الادلاء بمعطياتهما عن عرسال والتعيينات، فقال الوزير مقبل أن الوضع في عرسال ليس دراماتيكياً بقدر ما قاله زميله الوزير الحاج حسن لأن الجيش مرتاح الى واقع عرسال ويسيطر على البلدة وتلالها، مشيراً الى أن غالبية الاهالي مع الدولة فيما هناك أقلية مع التكفيريين والتنظيمات الارهابية. وأوضح أن قيام الجيش بعملية أمنية في عرسال من شأنه أن يوقع ضحايا في صفوف المدنيين لكن الجيش سيقوم بما هو مناسب في الوقت المناسب. واضاف ان معارك القلمون أدت الى إنسحاب نحو 15 في المئة من المسلحين الى جرود عرسال لكن الجيش يحاصرهم. وعن التعيينات قال ان التشكيك في قائد الجيش مرفوض تماماً، لافتاً الى ان التمديد الاول له جاء من وزير دفاع ينتمي الى “تكتل التغيير والاصلاح” هو فايز غصن ولم يثر ذلك التمديد أي إعتراض أو طعن دستوري. وتساءل عن هدف الحملة الحالية على قيادة الجيش وسط المعارك المصيرية التي تخوضها اليوم؟ ورأى أن تعيين قائد للجيش منفصل تماماً عن تعيين مدير عام لقوى الامن الداخلي وأن هناك مهلة لقائد الجيش حتى أيلول المقبل “وعندما نصل اليها نصلي عليها”.
المستقبل : وقائع جلسة الـ “لا استقالة ولا اعتكاف”.. ومرجع عسكري ينأى بالميدان عن “القرقعة السياسية” “ورد” عرسال على الجيش.. والمعركة على “التعيينات”
كتبت “المستقبل”: في ظل ما تكشّف بالأمس من وقائع متقاطعة ومتزامنة حكومياً وميدانياً حول حقيقة الأوضاع في عرسال، وجدت “زوبعة” التصعيد والوعيد المثارة على محور الرابية حارة حريك طريقها نحو “فنجان” حكومي رصين وهادئ عطّل مفاعيلها التهويلية وأعاد الأمور إلى نصابها الوطني بعيداً عن “طواحين” الأهواء السياسية. وما مشهد الوقائع الميدانية في عرسال أمس حيث صال وجال الجيش على وقع نثر أهلها الورد والأرز على آلياته بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء وما تخللها من عرض للحقائق الداحضة لنظريات عجز المؤسسة العسكرية عن ضبط الجبهة الحدودية وعن التوغل في أعماق البلدة، سوى أسطع دليل على أنّ الحملة التي يشنها أصحاب هذه النظريات إنما هي في واقع الأمر تتلحّف معركة الخوف من عرسال بغية الولوج إلى ساحة معركتهم الحقيقية الدائرة على أرض “التعيينات” العسكرية والأمنية. وهو ما لاحظه أكثر من مصدر وزاري خلال جلسة الأمس بالقول لـ”المستقبل”: “المداخلات الوزارية العونية بدت تحاكي في ظاهرها قضية عرسال لكنها تستهدف في جوهرها بشكل واضح وجلي ملف التعيينات”.
اللواء : مواجهة بين ملفين في مجلس الوزراء الإثنين: وحدة الحكومة أو وحدة المصالح؟ قهوجي يردّ على عون: لن نسمح بتحريف أو تشويش تضحيات الجيش
كتبت “اللواء”: عند الرابعة من عصر الاثنين في الأوّل من حزيران 2015، واستيفاءً للاهمية يبحث مجلس الوزراء في الجلسة الخاصة، موضوعين مترابطين: الوضع الأمني داخل عرسال والتعيينات في المراكز الأمنية والعسكرية، وسط ترقب لما يمكن ان تسفر عنه المناقشات من قرارات، في ظل ضغط من تكتل “الاصلاح والتغيير” مدعوماً من حزب الله على حكومة الرئيس تمام سلام، وتوعد “بالويل والثبور وعظائم الامور” ما لم تحدد الحكومة ساعة الصفر لمعركة عرسال، وتصدر مراسيم التعيينات في المراكز الأمنية والعسكرية، لا سيما قيادة الجيش بالتزامن مع مديرية قوى الأمن الداخلي، ضمن “منطق إكراهي” يفرض على الحكومة تسلطاً غير مسبوق من زاوية تأخذ “بما نريد.. أو لا يبقى حكومة”.
الجمهورية : الحكومة والحوار “مُسَلّمةُ المُسَلّمات”.. والإثنين لعرسال والتعيينات
كتبت “الجمهورية”: أكّدت مراجع سياسية كبيرة لـ”الجمهورية” أنّه خلافاً للمخاوف التي تُثار هنا وهناك، فإنّ الحكومة لن تتعطّل، ولا الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” سيتوقّف، فكلاهما باتَ “مسَلّمة المسَلّمات” وحاجةً للحفاظ على الاستقرار السائد، على هشاشتِه، وتلافي أيّ مخاطر أو تداعيات، سواءٌ المتأتّية من الخلافات الداخلية أم مِن الأوضاع الإقليمية المتفجّرة. وترى هذه المراجع أنّ ما أثيرَ من مخاوف على مصير الحكومة بسبَب الخلاف على ملفَّي عرسال والتعيينات الأمنية والعسكرية بَدّدَه الهدوء الذي لفَّ النقاش في جلسة مجلس الوزراء أمس، فلا انفجرَت الحكومة ولا تعَطّلت، بل تقرّرَ للملفّين جلسةٌ تنعقد الاثنين المقبل لبَتّهِما.
فقد نجحت الاتصالات السياسية ليل أمس في تجنيب الحكومة خضّة التعيينات العسكرية والأمنية وعرسال التي ستُبحَث في جلسة لمجلس الوزراء عصر الاثنين المقبل، فمرّت جلسة امس في سلام وغابَ التشنج عن اجوائها ليسودَ “نقاش هادئ ورصين”، حسبما اعلنَ وزير الاعلام رمزي جريج في المقررات الرسمية، مؤكّداً أنّ الامور آيلةٌ الى إتفاق على موقف موحّد من قضيتي عرسال والتعيينات.