مستوطنة استراتيجية جديدة بين القدس والخليل
يجري العمل مؤخرا، تحت ناظري الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال، إقامة مستوطنة استراتيجية جديدة من شأنها أن تخلق واقعا استيطانيا جديدا على الشارع الذي يربط مدينتي القدس والخليل .
وتبين، أن الناشط اليميني وعضو بلدية الاحتلال في القدس، أريه كينغ، هو الذي يعمل على إقامة المستوطنة الجديدة بادعاء أنه قام بشراء أملاك كنسية مهجورة قرب شارع “60” في الضفة الغربية، بين القدس والخليل، ويعمل على ترميمه لإقامة المستوطنة.
والحديث هنا عن مساحة تمتد على 38 دونما، قرب مخيم العروب اللاجئين، ويقع في موقع إستراتيجي بين الخليل وبين “غوش عتسيون”، حيث توجد مستوطنة واحدة اليوم تدعي “كرمي تسور”. وبالنتيجة فإن هذه المستوطنة الجديدة، التي أطلق عليها “بيت براخا”، تسمح للمستوطنين بتوسيع مستوطنات “غوش عتسيون” جنوبا، كما يمكن توسيعها شمالا وجنوبا من خلال ما يسمى “أراضي دولة“.
وتضم المستوطنة الجديدة 8 مباني، يمكنها أن تستوعب نحو 20 عائلة، بينها مبنى واحد كبير، كان قد أقيم في أربعينيات القرن الماضي من قبل توماس لامبي، وهو مبشر أميركي نشط في أثيوبيا ووصل إلى البلاد عام 1947، وأقام في المنطقة مستشفى لعلاج مرض السل، ودفن في المكان بعد وفاته عام 1954. وأقيم في المكان لاحقا كنيسة، واستغلت باقي المباني للسكن. وقبل نحو 20 عاما جرى التحويل الكنيسة إلى فندق، ولكنه لم ينجح، وتحول إلى خرائب.
وفي تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، اليوم الجمعة، قالت إن كينغ، الموصوف بأنه “متخصص في شراء ممتلكات من العرب”، اشترى الموقع سرا قبل 3 سنوات من الهيئة الكنسية المسؤولة عنه، مع شركاء ناشطين في الاستيطان، بينهم ناشطون في حركة “أمناه”، وهي ذراع “المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية” لبناء بؤر استيطانية غير قانونية، إلى جانب رئيس “المجلس الإقليمي غوش عتسيون”، دافيدي بيرل.
وفي الشهور الأخيرة جرت عملية ترميمات كبيرة في الموقع، تميهدا لدخول مستوطنين إلى المباني في وقت قريب. وفي إطار الترميمات تم بناء جدار جديد يحيط بالموقع، بدون ترخيص، قبل أن يطلب مراقبو ما يسمى “الإدارة المدنية” وقف العمل.
كما جاء أن الموقع ليس تحت حراسة جيش الاحتلال، وإنما توفر له حماية خاصة، كما زرعت في المنطقة كاميرات حراسة تتم متابعتها من غرفة رقابة أقيمت خصيصا لهذا الغرض.
وبحسب الصحيفة فإن فلسطينيا من مخيم العروب لا يزال يعيش في أحد المباني.
وأشار التقرير إلى وجود ما يسمى “أراضي دولة”، تسيطر عليها إسرائيل، شمال وجنوب الموقع، بما يتيح توسيع المستوطنة مستقبلا، بينها 500 دونم شمال المستوطنة، إضافة إلى منطقة أخرى تستعمل اليوم للمدرسة الزراعية في مخيم العروب.
وتبين أيضا أن هناك مخططا لشق شارع التفافي، يلتف على مخيم العروب، يتوقع أن يبدأ العمل قريبا به، وهو شارع يسهل الوصول إلى المستوطنة الجديدة.