من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : أنفاق “نموذجية” وجهوزية دائمة.. و5 ثوان لإمطار إسرائيل بالصواريخ “السفير” مع المقاومين في أرض الانتصار بالوطن
كتبت “السفير”: اللقاء بالمقاومين في أرض الانتصار بالوطن.. مربك. هؤلاء الذين لطالما سمعت عنهم صاروا أمامك يحدثونك بفائض من لطف شديد.. يزيل سريعاً أي أحكام مسبقة عن “المتهمين” بجريمة الخامس والعشرين من أيار.
من صور تبدأ المغامرة. “الأخوة” في الانتظار. تركن السيارة وتنتقل إلى سيارة رباعية الدفع. من يرسم الحد الفاصل بين المسموح والممنوع؟ يبتسم مستقبلك محاولا تهدئتك. لا ممنوعات ولا محاذير “إلا تلك التي يمكن أن يستفيد منها العدو”.
في ذلك البيت الذي يعرف أهالي القرية أنه مقر لـ “حزب الله”، يتم تبديل الملابس. لا بد لمن يزور المقاومين الرابضين في الحقول الحدودية أن يرتدي لباساً عسكرياً يتناغم مع لون الأرض والشجر. هذه هي القاعدة العسكرية الأولى التي يتعلمها من لم يعرف في حياته معنى الحياة العسكرية. أما الغاية من هذا الإجراء فهي إعاقة طائرات الاستطلاع من رؤية “الأهداف”.
لا تقدير محددا لزمان الرحلة أو المكان المقصود. في تلك الغابات التي تفاجأ بكثافتها تصبح كل الطرق متماثلة. كادت الجولة تلغى لو لم تغادر طائرة الاستطلاع أجواء المنطقة المقصودة.
الفطور الصباحي مع المقاومين مفاجأة. صعتر أخضر مع الخضار، لبنة بلدية، زيتون، وبيض بلدي بدا أحد المقاومين فخوراً بجلبه مبكراً. حضر الشاي أيضاً. ولدواع أمنية، استبدل مكان الفطور من تحت الشجرة الوارفة إلى منزل أمامه سيارة وخزان مياه. نحن ضيوف عائلة تناصر “حزب الله”، لا مراكز عسكرية حزبية في القطاع الغربي.
الطرائف لا تفارق المقاومين. لكنها تصدم الجديد على “الكار”. معظمها يدور حول الشهادة. يتحدون بعضهم بمن سينال “شرف الشهادة” قبلاً. “الحاج هادي” قائد الموقع، نجا للمرة الثالثة. في العام 1997 جرح أثناء عملية ضد العدو لكنه زحف كيلومترات عدة حتى وصل إلى منطقة آمنة. في العام 2006 أصيب أثناء معارك تموز. عندما أعيد إلى منزله، اكتشف أن أخاه قد استشهد مع آخرين. منذ عامين تكرر الأمر في سوريا. “لم تكتب لي الشهادة”، يقول، لكن أحد أشقائه انضم إلى القافلة.
عاد “الحاج كميل” مؤخراً من العراق. يلبس في أحد أصابعه خاتماً فضيا مميزاً يرفض إظهاره في الصورة. يقول إنه علامة فارقة يمكن التعرف إليه من خلاله. وللخاتم قصة يتكفل “أبو مهدي” بروايتها باختصار: “هذا الخاتم هدية من سماحة السيد (حسن نصرالله)”. يقول زملاؤه إنه استحقه بجدارة بسبب الدور الذي لعبه في حرب تموز، فهو من أمهر رماة الصواريخ في القطاع الغربي.
لولا التصاقنا بتلك السيارة لما اكتشفنا وجودها. تكاد تتآخى مع الشجر الذي يحميها، لكنها ليست آلية عادية إنما راجمة صواريخ تحمل 12 صاروخاً جاهزا للإطلاق، يضاف إليها مخزن لصواريخ أخرى. “أبو علي” المسؤول عن الآلية، هو الآخر كان قد عاد من سوريا مؤخرا ويقول انه مستعد للعودة “كلما ناداني الواجب”.
السؤال يتكرر والإجابة تتكرر. الكل جاهز للذهاب إلى سوريا، لا بل متحمس للمهمة، والسبب “لم يعد ممكنا الحديث عن فصل الساحات”. وما يردده “حزب الله” في الإعلام، هو خطاب مقاوميه في المواقع الامامية. بالنسبة لأحد هؤلاء “المعارك في سوريا والعراق وحتى في اليمن هي امتداد للمعركة الأساس مع إسرائيل”.
يذكّر “أبو مهدي” أن إسرائيل هي التي سبقت الحزب إلى توسيع رقعة الصراع، وبصماتها واضحة في كل مكان، إن لم يكن بأصابعها فبأصابع حلفائها. وبالتالي لم يكن أمام الحزب من خيار سوى مواجهتها أينما تكون، وأن تبقى جبهة الجنوب هي الجبهة الأم، مشيراً إلى أن حمايتها “تتطلب منا أن نحمي ظهرنا من الخطر التكفيري الآتي من خلف الحدود أيضاً”. لذلك، يقول “أبو مهدي” أكثر من مرة: “مشتبه من يظن أن وجود الحزب في سوريا هو على حساب وجوده هنا في قلب الجنوب”. ويضيف “يعرف العدو ذلك جيداً، ولولا ذلك، لما تردد باستغلال الفرصة”.
يذكر “الحاج سراج” أن الحزب كان لإسرائيل بالمرصاد ثلاث مرات في الفترة الأخيرة. الأولى، عندما تسلل “أفراد وحدة اسرائيلية مسؤولة عن تنفيذ عمليات خاصة، فتصدت لهم المقاومة من خلال كمين محكم، برغم أن معركة القصير كانت في أوجها، والمرة الثانية، عندما استهدفت المقاومة دورية إسرائيلية في مزارع شبعا بعبوة، رداً على تفجير إسرائيل لجهاز التنصّت الذي كان مزروعاً على شبكة الاتصالات الارضية التابعة للمقاومة، عندما كان أحد المقاومين يعمل على تفكيكه قرب بلدة عدلون. المرة الثالثة، عندما حاول العدو تغيير قواعد الاشتباك باستهداف عدد من كوادره في القنيطرة وقد جاءه الرد الحاسم في مزارع شبعا، لتأكيد جهوزية المقاومة في لبنان، علماً أن الحزب كان جاهزاً حينها لاحتمال تدحرج الأمور وصولاً إلى الحرب.
في اللامكان أيضاً ظهرت دشمة وقد نصب في وسطها مربض مدفعي من عيار 120 ملم بدا موجها نحو هدف ما في فلسطين المحتلة. الصاروخ من هناك لا يحتاج إطلاقه لأكثر من خمس ثوان. عندما يأتي الأمر من القيادة (كل المواقع الأمامية موصولة بالشبكة السلكية، التي يفاخر المقاومون بأنها أحد أهم أسلحتهم في حربهم مع اسرائيل) ليس على المقاتل سوى إحضار الصاروخ من المخزن المجاور ثم تذخير المنصة وإطلاقه، قبل التواري في نفق متداخل مع الدشمة.
وللنفق رواية أخرى، خصوصا أنه يقع في نقطة حدودية أمامية حساسة جدا. صحيح أن تقنية الأنفاق سبق للعدو أن اكتشف مفاعيلها في حرب تموز، لكن الأسلوب تطور. نوع الاسمنت تغير. طريقة التهوئة تبدلت وطرق توضيب السلاح والطعام تغيرت. الكهرباء مؤمنة 24 على 24 من خلال مولدات وضعت تحت الأرض أيضاً. أما الطعام، فلم يعد يعتمد على المعلبات. صار أخصائيو تغذية يعدون الطعام المعد للتخزين، بما يضمن للمقاتل أثناء الحروب الحصول على حاجته من المواد الغذائية والطاقة على مدى أسابيع. كل كيس يحتوي ثلاث علب كتب على كل منها ما تحتويه من طعام، إضافة إلى فوائدها الصحية، حيث يكون على المقاتل أن يأكلها بالتسلسل المحدد سلفاً، حتى يضمن حصوله على وجبة غذائية كاملة ومتوازنة. هذه الحصص ليست للاستهلاك سوى أثناء الحرب، أما في أيام التجهيز والتحضير، فللمقاومين أن يحصلوا على طعامهم بشكل روتيني.
الديار : جرود عرسال لغم الحكومة المتفجر والحريري يهاجم ارض لبنانية يسيطر عليها التكفيريون والمسؤولية في عهدة الحكومة والجيش اللبناني
كتبت “الديار”: بعد ان كان من المفترض ان تكون مسألة طرد المسلحين من جرود عرسال قضية مشتركة لكل القوى السياسية لابعاد خطر هؤلاء التكفيريين عن مناطق البقاع وطردهم من جرود عرسال، لكنها تحولت الى خلاف ولغم يهدد الحكومة، بعد ان رد رئيس الحكومة تمام سلام على وزير التربية الياس بو صعب عندما اثار ضرورة التصدي للارهابيين في جرود عرسال وتكليف الجيش بضربهم، فقال سلام “هذا الامر من اختصاصي وانا لا ارد على مقالات صحافية بل اتلقى معلومات من الاجهزة الامنية الموضوع مهم لكن خارج اطار البحث حاليا”. كما تدخل وزير العمل سجعان قزي وقال: ماذا يعمل حزب الله في جرود عرسال؟
وكان لافتا ايضا رد الرئيس سعد الحريري على الاصوات التي تهدد عرسال بالويل والثبور وعظائم الامور. وقال: “ان هذه الاصوات لن تحقق غاياتها مهما ارتفعت”. واضاف “كل المحاولات لزج الجيش في معارك يحدد زمانها ومكانها حزب الله لن تمر ولن نسكت عنها”. وتوجه الى حزب الله بالقول “عرسال لن تكون مكسر عصا لعصيانكم على الاجماع الوطني”.
وفي المقابل استغربت مصادر متابعة للملف، موقف الحريري وكأنه ظهر مدافعاً عن وجود المسلحين في هذه المنطقة بدلاً من الاستفادة من الانهيار الذي اصاب المسلحين في الجرود بعد العملية العسكرية لحزب الله والجيش العربي السوري وضرورة استكمال تصفيتهم او القضاء عليهم وتخليص لبنان والشعب اللبناني من شرورهم.
وتابعت المصادر، ان الفرصة الحالية للقضاء على التكفيريين في جرود عرسال يمكن ان لا تتكرر ظروفها الحالية لجهة الانهيار في صفوف المسلحين، وبالتالي لا بد من التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني لمنع الارهاب من اعادة التموضع في الجرود وتهديد المناطق اللبنانية مستقبلاً.
وحسب المصادر فان عملية حزب الله تركت ارتياحاً شعبياً في صفوف جميع المواطنين في البقاع وبمختلف انتماءاتهم. وهناك مطالبة شعبية واسعة لحزب الله بضرورة استكمال معركته والقضاء على الخطر الارهابي، وبالتالي فان ما قام به حزب الله في الجرود حتى الآن ورغم اهميته ليس كافياً لان المطلوب منه استكمال العمل لتأمين كل المناطق المهددة من الارهابيين وتحديداً المناطق التي لا تعد محسوبة عليه مباشرة.، وبالتالي فان على الحكومة اعطاء القرار السياسي للجيش لتنفيذ مهمته باستئصال هؤلاء الارهابيين وطردهم من اراض لبنانية يحتلونها، علما ان المسلحين معظمهم من جنسيات شيشانية وافغانية ويشكلون اكبر خطر على اهالي البقاع.
وخرجت مصادر وزارية من جلسة مجلس الوزراء امس بانطباع يشير الى ان الفريق السياسي الذي ينتمي اليه رئيس الحكومة لا يريد اعطاء القرار السياسي للجيش لتطهير جرود عرسال من المسلحين وازالة المخاطر التي تهدد سعي المجموعات الارهابية للدخول مجدداً الى بلدة عرسال لاستخدامها كمنفذ لهم بعد اقفال المنافذ الآخرى.
وقالت مصادر عسكرية ان موقف الجيش واضح بما يتعلق بمواجهة الارهاب والارهابيين فهو لن يسمح بتخطي اي مسلح لمواقع الجيش في عرسال ومحيطها وهو جاهز لافشال اي محاولات قد تقوم بها المجموعات الارهابية في جرود عرسال للتسلل باتجاه بلدة عرسال او محيطها.
لكن المصادر اوضحت ان ملاحقة المسلحين في الجرود تحتاج الى قرار سياسي من الحكومة وعندما يتخذ القرار بتكليف الجيش لهذه المهمة ستجد قيادة الجيش الطريقة المناسبة لملاحقة المسلحين هناك.
الأخبار : الحريري يغطّي مسلحي الجرود
كتبت “الأخبار”: في الوقت الذي يزداد فيه الخطر التكفيري في جرود عرسال، واستمرار عثور القوى الأمنية على سيارات مفخخة، أطلق الرئيس سعد الحريري مواقف تصبّ في خانة التغطية على وجود التكفيريين في سلسلة جبال لبنان الشرقية
أطلق الرئيس سعد الحريري أمس ما يشبه “بيان فكّ الحصار” عن الجماعات التكفيرية التي باتت جرود عرسال ومحيطها تجمّعها الأبرز في سلسلة الجبال الشرقية. وفي موقف يذكّر باستماتة رموز تيّار المستقبل بالتغطية على المسلحين في الشمال وعلى حالة أحمد الأسير، قال الحريري إن “الأصوات التي تهدد عرسال بالويل والثبور وعظائم الأمور لن تحقق غاياتها مهما ارتفعت”، مشيراً إلى أن “عرسال ليست مكسراً لعصيان حزب الله على الإجماع الوطني”.
وفي تغريدة له على “تويتر”، انتقد الحريري قتال حزب الله في القلمون، متناسياً السيارات المفخخة التي ضربت في العمق اللبناني والقذائف التي أمطر التكفيريون قرى البقاع بها، منذ ما قبل غزوة عرسال الشهيرة وخطف الجنود اللبنانيين. وتوجّه الحريري إلى حزب الله بالقول: “قبل أن يتوجهوا إلى عرسال بأي سؤال، ليسألوا أنفسهم ماذا يفعلون في القلمون، ومن فوّضهم استباحة الحدود بالسلاح والمسلحين واستدعاء الإرهاب إلى الأراضي اللبنانية؟”. ورأى أن “كل المحاولات لزج الجيش في معارك يحدد زمانها ومكانها حزب الله لن تمر، ولن نسكت عنها”.
وعلى عكس ما يتمّ تسويقه من أن تكفيريي “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة” والفصائل الإرهابية الأخرى المتحالفة معها قد تسرّبوا إلى داخل الأراضي السورية على إثر المعارك مع حزب الله والجيش السوري في الأسبوعين الماضيين، تؤكّد المعلومات أن غالبية التكفيريين الذين انسحبوا من المناطق التي خسروها في القلمون توجّهوا إلى جرود عرسال مرغمين، بفعل الحصار المطبق من حزب الله والجيش السوري من الجنوب والغرب والشرق، ومن تكفيريي تنظيم “داعش” من الشمال والشمال الشرقي. وبدا لافتاً أمس تزامن تصريحات الحريري مع معلومات أعلنتها قوى الأمن الداخلي عن تفكيك عبوة ناسفة زنتها 35 كيلوغراماً، موضوعة في سيارة مخصصة لنقل البضائع من نوع “فيات” متوقفة في مكان ملاصق لجامع الروضة، وعلى مسافة 100 متر من حاجز الجيش اللبناني في محلة رأس السرج في عرسال. وأكّدت مصادر أمنية لـ”الأخبار” أن “من المرجّح أن تكون عرسال هي مصدر السيارة، وتمّ تفخيخها داخل البلدة، كما حصل في مرات سابقة”.
اهتمام الحريري بعرسال لم ينعكس على جلسة مجلس الوزراء صباح أمس، بعد رفض الرئيس تمام سلام المتابعة في ما طرحه وزير التربية إلياس أبو صعب، حول ضرورة أن يشرح وزير الدفاع أمام الوزراء الوضع هناك وأعداد المسلحين في الجرود اللبنانية، وما إذا كان وجودهم يعتبر احتلالاً لمنطقة لبنانية. وهو ما حاول الوزير محمد فنيش طرحه أيضاً، كما حصل في جلسة الحكومة أول من أمس، وقوبل بالموقف نفسه من سلام الذي يرفض الدخول في مناقشة موضوع عرسال خوفاً من انقسام مجلس الوزراء حول الملفّ. وقالت مصادر وزارية لـ”الأخبار” إن “سلام قد يجد مخرجاً للأمر عبر دعوة المجلس الأعلى للدفاع إلى الانعقاد لتجنب طرحه أمام مجلس الوزراء”، فيما قالت مصادر وزارية في قوى 8 آذار إنه “إذا تقرّر أن يتمّ نقاش موضوع عرسال في الحكومة، فمن الأفضل أن يحضر من يمثل قيادة الجيش لإطلاع الوزراء على التفاصيل والوضع الميداني”.
البناء : لافروف يعلن مع كيري تفاهمات حول سورية واليمن ويؤكد تسليم السلاح للعراق الرمادي وتدمر: سقوط قيادة واشنطن للحرب على “داعش” فهل تنتقل إلى موسكو؟ آلاف “النصرة” في عرسال بين المواجهة المفتوحة والوساطة التركية للانسحاب
كتبت “البناء”: السؤال الذي حملته نجاحات تنظيم “داعش” في الرمادي وتدمر، بعد احتكار واشنطن لقرار وقيادة الحرب على التنظيم وإمارته خلال عشرة شهور، هو هل يجب الأخذ بتبريرات الرئيس الأميركي باراك أوباما وتفهّمها، بقوله إنّ الخسارة تكتيكية، وإنّ وراءها أسباباً موضعية تتصل بطبيعة القوى التي كانت تتولى القتال هناك وموقف السكان ومشاعرهم تجاه الحكومة، ودعوته لمعالجة هذه الأسباب لاسترداد زمام المبادرة؟
كلام أوباما يحق للرئيس السوري بشار الأسد أن يقوله عن جسر الشغور وتدمر، ومواقع تقع في أيدي جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش” في ظلّ حرب سنوات أربع تخوضها ضدّ سورية جبهة عالمية تضمّ تحالفاً عابراً للعالم، يضمّ الصهيونية العالمية والوهابية العالمية والدولة العابرة للقارات التي تحكم العالم، أميركا، وتنخرط فيها عشرات الدول، وتوظف لخدمتها عشرات أجهزة الاستخبارات ومئات الفضائيات والمنابر الإعلامية، وتنفق لها عشرات مليارات الدولارات، فلا يضير الأسد ولا ينال من انتصاراته أن تكون الحرب بينه وبين هذه الجبهة كرّ وفرّ وسجال، وأن يقول إنّ الخسارات تكتيكية مؤكداً ثقته بالنصر، أما أوباما الذي فرض للحرب على “داعش” معادلة قوامها هذه حربي ممنوع لمن ليس من ضمن التحالف الذي تقوده واشنطن أن يقترب من جبهات القتال فيها، ووضع في العراق شرطاً هو منع “الحشد الشعبي” من الشراكة حيث يقود التحالف الحرب، فسقطت الرمادي، وفي تدمر حيث سلاح الجو السوري مقيّد بالسعي لعدم التصادم مع طيران التحالف الذي تقوده واشنطن، حرصاً على تضييق مساحة جبهة الأعداء، تقدّم مسلحو “داعش” إلى تدمر من مناطق يسيطر على أجوائها الطيران الأميركي، ولم يحرك ساكناً.
تابعت الصحيفة، في لبنان لا يختلف الأمر كثيراً عن مشهد المنطقة، حيث لا تزال حرب القلمون حدثاً مستمراً، وتتقدّم عقدة عرسال وجرودها نحو الواجهة، بين وقائع التصعيد الذي سيذهب بالمنطقة للانفجار، بينما حلفاء واشنطن هم حلفاء السعودية وتركيا وهم حلفاء “النصرة” و”داعش”، كما في سورية والعراق، وبين معلومات متواترة تفتح ثغرة في الجدار المقفل تتحدث عن وساطة تركية لتأمين انسحاب مسلحي “النصرة”، في ظلّ معلومات عن اتصالات تجريها الاستخبارات التركية على خط العلاقة مع الأمن العام اللبناني من جهة ومع ضباط إيرانيين من جهة مقابلة.
يحكم الجيش السوري وحزب الله الطوق الداخلي على المسلحين من الجانب السوري، بينما يحكم الجيش اللبناني السيطرة على الحدود اللبنانية ويراقب المسلحين وتحركاتهم. ويستمر الجيش السوري في استهداف الفصائل المسلحة السورية عبر الطيران والصواريخ في شكل دوري وشبه يومي ضمن عمليات عادية، خصوصاً في الجرود القريبة من لبنان في عرسال، والجراجير، وفليطا، وعسال الورد وذلك بهدف منع المسلحين من التمدد .
وتؤكد مصادر أمنية لـ”البناء” “أن مجموعات من “جبهة النصرة” اتخذت من جرود عرسال وبعض أحيائها مقراً لها، وتتم معالجة عدد من جرحى “النصرة” في مستشفى ميداني يقع تحت منزل الشيخ مصطفى الحجيري أبو طاقية في عرسال، ويشرف على معالجة هؤلاء طبيب سوري من مواليد حلب يدعى محمود.ح سبق أن درس الطب في الاتحاد السوفياتي.
وشددت المصادر على “أن الوضع في عرسال شاذ، بالتالي تجب معالجته عبر دخول الجيش إلى البلدة واستكمال حزب الله المعركة في الجرود”، معتبرة “أن عرسال هي قاعدة لوجستية عملانية لجبهة النصرة وبقايا الجيش الحر، حيث تتواجد مخازن الذخيرة والمحاكم الميدانية والعمليات العسكرية والمستشفيات الميدانية، بالتالي تشكل القاعدة الأساسية لعمل جبهة النصرة في المنطقة”.
وأكدت مصادر خاصة لـ “البناء أن الأتراك دخلوا على الخط وتجري مفاوضات يتولاها ضابط في الاستخبارات التركية مع جهات إيرانية لإيجاد ممر آمن لمسلحي “النصرة” في القلمون، مقابل إطلاق سراح الجنود اللبنانيين المخطوفين.
ولم تستعبد مصادر مطلعة لـ”البناء” “أن تقتحم جبهة النصرة عرسال، لكنها لم ترجح ذلك في الوقت الحالي لأن النصرة موجودة في عرسال”. وشددت المصادر على “أن الحديث عن اقتحام يعني نفي لوجودها وهذه كذبة كبيرة الغرض منها قطع الطريق على الجيش لتطهير عرسال”.
وأكدت المصادر “أن الوضع في عرسال يتفاقم ويتجه نحو معركة”، ولفتت إلى “أن المسلحين باتوا محاصرين من جميع الجبهات وسيحاولون إيجاد الثغرات للخروج من دائرة التطويق باتجاه البقاعين الأوسط والغربي.
وسألت المصادر هل “أن الدولة بقوتها الرسمية تملك الحرية في التصرف داخل عرسال، وهل تستطيع أن تعزل عرسال عن جرودها في شكل كلي لمنع إمداد المسلحين بما يحتاجونه انطلاقاً من عرسال”؟ ولفتت المصادر إلى كلام رئيس تيار المستقبل سعد الحريري “أن عرسال ليست مكسراً لعصيان حزب الله على الإجماع الوطني” والذي حرّض فيه النصرة وأهالي عرسال للوقوف في وجه حزب الله.
النهار : “سجناء تدمر” قنبلة دعائية تفجّر الشكوك فضيحة مالية تُسابق عرسال في مجلس الوزراء
كتبت “النهار”: إذا كان المشهد الداخلي اتسم أمس بتداخل كبير للملفات السياسية والامنية الخلافية والتي بالكاد تمكن مجلس الوزراء من تجاوز انقسامه حيال أبرزها ولا سيما منها موضوع عرسال وجرودها، فان ذلك لم يحجب “قنبلة” صادمة لا أحد يدري الجهة أو الجهات التي فجّرتها قبل التثبت من الحقيقة المتصلة بها. هذه الصدمة تتعلق بموجة “المعلومات” التي وزّعت أمس بطريقة شديدة الالتباس عن إفراج مزعوم عن 27 سجيناً ومعتقلاً لبنانياً منذ أكثر من 35 سنة في سجن تدمر المركزي بعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة السورية الاثرية وان بين هؤلاء خمسة “نصارى”.
وسرت الأنباء عن هذا التطوّر المزعوم قبل التثبّت من حقيقته سريان النار في الهشيم محدثة ذهولاً واسعاً وخصوصاً في صفوف أهالي المعتقلين في السجون السورية قبل ان تبدأ الموجة بالتراجع في ظل ارتسام شكوك عميقة في صحة الخبر وإعلان الجهات المعنية من جمعيات تعنى بملف المعتقلين والمخطوفين أو منظمات حقوق الانسان فضلا عن وزارة الداخلية أن أي معلومات ذات صدقية في هذا السياق لم تتبلغها أي جهة معنية رسمية داخلية أو خارجية. ولعل ما عمق هذه الشكوك في الخبر ان معلومات ترددت عن اخلاء قوات النظام السوري سجن تدمر قبل أيام من انسحابها من المدينة، كما ان الجهات المعنية بملف المعتقلين تملك معلومات نقل المعتقلين منذ زمن بعيد من هذا السجن الى مكان معتقل آخر. وقد طالبت هذه الجهات المراجع الرسمية بتحريك المساعي الاقليمية والدولية اللازمة لجلاء صحة ما تردد من معلومات وشائعات في هذا الصدد.
في غضون ذلك، حال رئيس الوزراء تمام سلام لليوم التالي دون طرح ملف عرسال على مجلس الوزراء في ظل اصرار وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” على طرحه في ما يعتبره وزراء قوى 14 آذار والمستقلون محاولة لاستدراج قرار حكومي مغاير للاستراتيجية العسكرية التي يتبعها الجيش في مواجهة التطورات الميدانية الحاصلة حالياً في معركة القلمون. وقد برز حذر الرئيس سلام من هذه الاتجاهات بتأكيده أمس رداً على اثارة الوزير الياس بو صعب موضوع دور الجيش في جرود عرسال ان “الجيش يقوم بواجباته وطرح الموضوع يحتاج الى تقارير امنية وعندما تجهز يمكن طرحه”. كما ان نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل أكد ان الجيش يقفل الحدود من عرسال الى رأس بعلبك واذا طلب منه أكثر من ذلك فانه يتبع السلطة السياسية، وقال انه سيعرض على مجلس الوزراء عقد اجتماع في اللبوة “لمعرفة كيف يتصرف الجيش وماذا يفعل”.
وفي موازاة هذا النقاش، انفجرت في الجلسة فضيحة قانونية مالية تمثلت في اثارة قضية نزاع بين الدولة وشركة طيران خاصة كانت وزارة الاشغال طلبت عام 2009 من المديرية العامة للطيران المدني إلغاء رخصتي ملاحة لها. وتبين ان هذه الشركة أقامت دعوى امام مجلس شورى الدولة فأبطل قراري الغاء الترخيص، وتطالب الشركة بناء على ذلك بتعويض للربح الفائت يقدر بملياري دولار وباتت الدولة أمام خيارين: إما ان تدفع المبلغ الكبير واما ان تلجأ الى التحكيم الدولي وفي كلا الحالين سيترتب عليها ان تدفع مبالغ طائلة لا تقل عن 180 مليون دولار. واثارت القضية جدلاً واتهامات داخل الجلسة وقرر مجلس الوزراء في النتيجة التفاوض واجراء محاولة أخيرة مع الشركة للتسوية قبل التحكيم.
المستقبل : نواب 14 آذار في بكركي الثلاثاء للتنديد بسنوية الشغور.. وتيمور على “كرسيّ الزعامة” في كليمنصو الحريري يصدّ “عصيان حزب الله”: أهل عرسال الضمانة
كتبت “المستقبل”: بعد أن بلغ “حزب الله” في غيّه وعصيانه الإجماع الوطني حدّ توجيه تهديدات فتنوية علنية لعرسال متوعداً إياها “بالويل والثبور وعظائم الأمور”، تصدى الرئيس سعد الحريري لهذه التهديدات ولكل محاولات زجّ الجيش في معارك الحزب ومستنقعه الأسدي الغارق في دماء أبناء الشعب السوري، فشدد على أنّ “عرسال ليست مكسراً لعصيان حزب الله”، مسائلاً في المقابل الحزب عمّا يفعله في القلمون وعمّن فوّضه استباحة الحدود، ومخاطباً أهل عرسال بالقول: “أنتم الضمانة الحقيقية في وجه الإرهاب والفتنة”. وإذا كان الحريري ينطلق في خطابه السياسي من منطلقات تحاكي الضمير الوطني لدى “حزب الله” وتحاول إعادته إلى جادته اللبنانية حرصاً على الوحدة الداخلية، غير أنّ ما صدر بالأمس من كلام إيراني على لسان المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية العميد يحيى رحيم صفوي أتى ليضرب الحزب من “بيت أبيه” السياسي والروحي بشكل فاضح وفادح في مدى تهشيمه وطنية “حزب الله” والمجاهرة بأنّ الحزب لا يعدو كونه فصيلاً إيرانياً ينتظر أوامر طهران لإشعال جبهة الجنوب اللبنانية خدمةً لمشروعها النووي، وهو ما عكسه صفوي بالقول صراحةً عبر تلفزيون بلاده الرسمي رداً على التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران: “حزب الله اللبناني قريب منهم وأكثر من 80 ألف صاروخ جاهز لقصف تل أبيب وحيفا”.
اللواء : حملة عونية متصاعدة على سلام .. وأزمة التعيينات تراوح الحريري يرفض فتح معركة في عرسال .. واتجاه لمقاضاة رعد بسبب تهديداته
كتبت “اللواء”: القصف الإعلامي “العوني” المتدرّج على حكومة الرئيس تمام سلام، وعليه، مباشرة اوجد حالة من الارتياب في الأوساط السياسية المسيحية والوطنية، في وقت لم يتمكن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من انتزاع موافقة من النائب ميشال عون على سلّة التعيينات الأمنية التي حملها قبل ظهر أمس إلى الرابية، وتشمل كل التعيينات الامنية: قائد الجيش وقائد لقوى الأمن الداخلي والمجلس العسكري والمجلس القيادي لقوى الأمن وقضايا تتعلق بشعبة المعلومات، على حدّ تعبيره، وبهدف محدّد “حفظ الحكومة والبلاد” ممّا حمل مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري للذهاب مساءً إلى الرابية، لاستمرار الحوار، وعدم دفع التصعيد في البلاد إلى “ازمة مفتوحة” في ضوء معلومات يجري تداولها عن نية لدى “التيار الوطني الحر” للتصعيد في الشارع، بدءاً من تحشّد شعبي في الرابية غداً، مع انتهاء جولة الوفود العونية على التكتل النيابية والتيارات الحزبية، من دون ان يُحدّد لا الرئيس نبيه برّي، ولا رئيس الحكومة موعداً للتداول في اقتراحات يوم الجمعة الماضي، والتي يكون مرّ أسبوع عليها اليوم..
الجمهورية : الحريري: عرسال ليست مكسراً لعصيان “حزب الله”
كتبت “الجمهورية”: تنصَبّ الاهتمامات في هذه المرحلة على بلدة عرسال، في ظلّ الحِرص على وجوب عدم حصول أيّ تطوّر أمني وعسكري جديد فيها يمكن أن ينعكس على الوضع الداخلي أمنياً وسياسياً. ويُنتظَر أن تنشط الاتصالات على مختلف المستويات لترتيب حلّ لهذه البلدة التي يَتخوّف البعض من تحوُّلِها “قنبلة موقوتة”، يمكن أن تنفجر في أيّ لحظة، كلّما اشتدّ الخِناق على المسلحين المنتشرين في جرودها والذين تزايدَت أعدادهم بعد معركة القلمون الأخيرة.
تجاوَز مجلس الوزراء مجدّداً موضوع عرسال في جلسته العادية أمس، وتمسّكَ رئيس الحكومة تمام سلام بموقفه، بأنّه هو مَن يختار التوقيت المناسب لطرح هذا الموضوع وفقاً لمعطياتٍ وتقارير طلبَ مِن قادة الأجهزة الأمنية تزويدَه إيّاها، ففشلَت المحاولة الثانية لوزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” في إثارة هذا الموضوع نتيجة عدم تزحزُح سلام عن موقفه.