من الصحافة الاسرائيلية
كشف تقرير إسرائيلي عن تطورات إسرائيلية داخلية بشأن سير المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس حول صفقة تبادل الأسرى القادمة برعاية مصرية.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلي الرسمي “كان”، استقالة منسق شؤون الأسرى والمعتقلين التابع للجيش الإسرائيلي من منصبه عقب خوض العديد من جولات المفاوضات غير المباشرة مع “حماس”.
ونوهت إلى أن المنسق المستقيل هو ضابط احتياط في شبعة الاستخبارات العسكرية “أمان”، التابعة للجيش الاسرائيلي، مؤكدة أن استقالته جاءت احتجاجا على “إضاعة الحكومة الإسرائيلية لفرصتين للتوصل إلى صفقة تبادل”.
وفشلت جهود العديد من الوسطاء وخاصة مصر، في التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى بين “حماس” وبين الاحتلال الإسرائيلي، بسبب المماطلة الإسرائيلية وعدم الاستجابة لطلبات وشروط الحركة.
مع قرب طي صفحة العام الحالي يقدم الإسرائيليون كشف حساب بأهم أحداثه الأمنية والعسكرية، سواء على صعيد الإنجازات أو الإخفاقات، وعلى مختلف الجبهات القتالية القائمة، فضلا عن التحديات الداخلية، وإمكانية تأثيرها على الوضع الخارجي لدولة الاحتلال.
يوآف زيتون الخبير العسكري كتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير ترجمته “عربي21” أن “العام الذي يوشك أن ينتهي شهد بقاء التهديدات الرئيسية المتبقية، وتكمن في إمكانية تسلل القوات الخاصة لحزب الله أو حماس إلى الحدود، بجانب التهديد الصاروخي المحتمل، على اعتبار أنها تسفر عن هجمات من الحدود اللبنانية أو غزة، حيث تحاول المنظمات المعادية التسلل عبر الطائرات الصغيرة تجاه إسرائيل للتدرب على طرق الطيران، وتوثيق ما يحدث قرب الحدود”.
وأضاف أن “العام 2021 شهد وقوع 74 حادثة من هذا النوع، وتم إحباطها في الجو، مقارنة بـ 94 في العام 2020، و54 حادثا في عام 2019، أما في الضفة الغربية، فيشير الجيش الإسرائيلي إلى زيادة في الهجمات الفدائية، التي تحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، رغم أنها أوقعت قتيلين إسرائيليين فقط، مقابل سقوط 3 قتلى في هجمات عام 2020، و5 قتلى في عام 2019، و14 قتيلا في عام 2018”.
بجانب الهجمات الفدائية الفلسطينية، شهد العام 2021، اعتقال الجيش الإسرائيلي لـ2899 فلسطينيًا بزعم ارتباطهم بتنفيذ عمليات، وصادر 11 مليون شيكل مخصصة للهجمات المسلحة، وفي الوقت نفسه، اعترف الجيش بتزايد جرائم المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتركزت بشكل أساسي على قطع الأشجار وحرق السيارات.
عند الحديث عن ساحة قطاع غزة، يشير الجيش الإسرائيلي إلى الأشهر الستة التي انقضت منذ الحرب الأخيرة بأنها الفترة الأكثر هدوءًا مقارنة بالفترة نفسها بعد العمليات السابقة في العقد الماضي، حيث تم إطلاق 196 صاروخًا على إسرائيل في الأشهر الستة التي أعقبت حرب غزة الأولى في 2009، و76 صاروخا بعد حرب غزة الثانية 2012، و22 صاروخا بعد حرب غزة الثالثة 2014، فيما سقطت 5 صواريخ فقط من غزة منذ حرب أيار/ مايو 2021.
وخلال هذه الفترة هاجم الجيش الإسرائيلي قطاع غزة 150 مرة، وأصاب أكثر من 100 هدف ومكونات مختلفة، فيما تم استئناف إطلاق صواريخ فردية، أو تدفق بالونات حارقة، في نفس الوقت الذي سمحت فيه إسرائيل لأول مرة لعشرات الآلاف من سكان غزة بالعمل فيها، مع استمرار تعثر صفقة تبادل الأسرى مع حماس، رغم الحديث عن إحراز تقدم فيها، لكن جوهر الصفقة ما زال عالقا.
لم يشهد هذا العام تغييرات على صعيد سد الفجوة الخطيرة الناتجة عن نقص تدريب القوات البرية في الجيش، بسبب كورونا ونقص الميزانية، ما أعاق لياقة قوات الاحتياط، رغم صياغة شعبة القوى البشرية خططًا لمضاعفة عدد المجندين للوحدات التكنولوجية، مقابل ما كشفه مسح داخلي أجراه الجيش عن مغادرة العسكريين النظاميين للجيش طواعية، بسبب المعاملة غير العادلة، والتعسف، والبيروقراطية المفرطة، فضلا عن إخفاقات الجيش في المواجهات العسكرية الأخيرة.