يمن بلا حوثيين: كيف؟ حميدي العبدالله
نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية ما أسمته مقتطفات مما سُمّيَ «وثيقة الرياض»: «يمن بلا حوثيين» أكدت الصحيفة أنّ خلاصة المؤتمر ستقوم «على مبادئ أساسية تتضمّن الالتزام بالشرعية الدستورية، وإقامة الدولة المدنية الاتحادية، وحلّ قضية الجنوب، وطرد الحوثيين من صنعاء وعدن، والتعجيل بعودة صعدة، معقل المتمرّدين، إلى ما كانت عليه قبل الحرب عام 2004».
ولكن لم تقل الصحيفة كيف يمكن تحقيق ذلك، ولا سيما هدف واحد من الأهداف التي نصّت عليها الوثيقة المزعومة، وهي عودة الوضع في صعدة إلى ما كان عليه قبل 2004، قبل انطلاق تحرك «أنصار الله» المعروفين بالحوثيين. من المعروف أنه منذ عام 2004 وحتى الآن خاضت السعودية ست حروب ضدّ حركة «أنصار الله» والحرب السادسة في عامي 2009-2010 كانت بمشاركة مباشرة من الجيش السعودي براً وجواً، إضافةً إلى أنّ الجيش اليمني كان في ذلك الوقت موحداً ومتماسكاً وخاض الحرب إلى جانب الجيش السعودي ضدّ حركة «أنصار الله» التي كان تواجدها محصوراً في صعدة، وفشلوا في كلّ الجولات الست من تقليص نفوذ حركة «أنصار الله» ومنعها من الانتشار في كلّ أنحاء اليمن.
اليوم، وبعد سيطرة «أنصار الله» وانحياز غالبية الجيش اليمني إلى جانبهم، على أكثر من 90 في المئة من اليمن، فما هي الوسيلة لإخراجهم من عدن وصنعاء والقضاء عليهم في معقلهم الرئيسي في صعدة، كما تقول «وثيقة الرياض» التي نشرت مقتطفاتها صحيفة «الشرق الأوسط» في اليوم الثاني من مؤتمر الرياض، أيّ قبل مناقشة الوثيقة وإقرارها من قبل المؤتمر الذي حدّد وقته بثلاثة أيام.
لا شك أنّ ما نشرته الصحيفة، إذا كان صحيحاً، وإذا كان هذا هو الذي سوف يشكل مضمون الوثيقة النهائية يعني واحداً من أمرين: الأمر الأول، استمرار الحرب على اليمن لأشهر، بل لسنوات، إذا قيّض للسعودية وحلفائها القدرات والفرص للاستمرار في الحرب، لأنّ تحقيق الأهداف المعلنة في هذه الوثيقة، صعبة المنال على تحالف دولي أكبر بكثير من التحالف الذي تقوده السعودية. الأمر الثاني، أن يكون ما جاء في الوثيقة مجرد عملية تهويل، تماماً مثل الأهداف التي أعلنت لحظة إطلاق «عاصفة الحزم» والتي خرج الناطق العسكري بِاسمها ليقول إنّ أهدافها قد تحققت، في حين كان من المعروف لدى الجميع أنّ العكس هو الذي قد حصل، إذ في اليوم الأربعين على بدء «عاصفة الحزم» تمكنت اللجان الشعبية والجيش اليمني من السيطرة على التواهي وكريتر في عدن ولودر في أبين، أيّ أنّ الذي حقّق التقدم هم الحوثيون وليس أيّ جهة أخرى.
(البناء)