بين نصر الله والأسد مرحلة جديدة تبدأ
ناصر قنديل
– مجموعة من المؤشرات حملتها الأسابيع الماضية تقول إنّ تفاهماً عميقاً على خطة استراتيجية وخطوات تفصيلية تنفيذية لها، قد تمّ بين السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد. فقد كان لافتاً أنّ حزب الله الذي نأى طويلاً بنفسه عن المجاهرة بتوصيف السعودية كقاعدة للتكفيريين ومصدر خطر على كلّ إنجاز عربي، دخل مع حرب اليمن لقيادة هذا الخطاب الواضح والحاسم تجاه السعودية، وهو خطاب كان يتولاه الرئيس الأسد طيلة الفترة الماضية وحيداً. ومن الواضح في المقابل أنه في خطابين متعاقبين للأسد ونصرالله بين ليلة وصباحها تحدّث الأول فالثاني، تخصّص الأول بالدور التآمري والتخريبي والإجرامي لرجب أردوغان والعثمانية الجديدة، وتخصّص الثاني بالدور المشابه للصهيونية الذي تتعهّده الوهابية التي تقود السعودية. وفي مواجهة ما بدا أنه دلال إيراني روسي لتركيا أردوغان بدا أنّ ثمة علاجاً سريعاً لهذا الدلال سيتولاه الأسد ونصرالله كلّ على محور، وعكس ما ظهر من امتلاك معسكر السعودية وتركيا زمام المبادرة بعد هجمات إدلب وجسر الشغور من جهة وحرب اليمن من جهة مقابلة، بدا أنّ لدى الأسد ونصرالله خطة ستتكشف فصولها تباعاً.
– اشتغل الخط الساخن بين السيد نصرالله وطهران، وبين قصر المهاجرين وموسكو، وظهرت للعيان حركة مكوكية بين دمشق وكلّ من طهران وموسكو، وظهرت مواقف روسية وإيرانية حاسمة تجاه الموقف من ومع سورية، وسقط المشروع السعودي في اليمن بصمود الحوثيين لكنه سقط حول اليمن بعد وهم الانتصار الأول بالضربة الروسية القاضية في مجلس الأمن، من دون حاجة للفيتو ومن دون عرض على التصويت، وصار محور المداخلة الأممية حوار يمني برعاية أممية لا سعودية وفي جنيف لا في الرياض وبلا شروط مسبقة، وتبدّت عناصر فشل الحرب السعودية بقوة حتى اعترفت الصحافة الغربية بالمأزق السعودي، والمراقبون في الغرب ينتظرون وفقاً لقواعد لعبة الشطرنج، مع نقلات متتابعة، أنّ هناك نقلة كبرى ستغيّر قواعد اللعبة، إنْ لم تكن كش ملك، فهي على الأقلّ حصار الملك.
– بدأت الليرة السورية بالتحسّن أمام الدولار، وبلغ التحسّن خلال أسبوعين قرابة العشرين في المئة. وتوجهت طائرة مساعدات إيرانية إلى صنعاء للهبوط عنوة وتحدّي الحصار السعودي، وتبعتها سفينة محروسة بتسعة سفن بحرية، ولا تزال تواصل سيرها غير آبهة بما سيكون الموقف السعودي، ومن دون التعلق بحبال ما سيفعله العالم لتفادي المواجهة، وتأمين مرور السفينة وفقاً لتدخل الأمم المتحدة، وهو ما بدا أنه محاولة سريعة لتفادي ظهور توتر ستكسب عبره إيران تثبيت قواعد جديدة لحركة الملاحة في البحر الأحمر.
– كانت حرب القلمون كلمة السر، والتعبئة العامة طريقاً لحرب التحرير من التكفيريين. فكلام السيد نصرالله عن أهالي بعلبك الهرمل والبقاع ودعوتهم إلى حمل المسؤولية في حرب التحرير ككلام الأسد عن دعوة شباب وصبايا سورية إلى الاقتداء بأبناء وبنات الشهداء والانضمام إلى صفوف القوات المسلحة. ووصلت أخبار القلمون تباعاً عن الانتصارات السريعة، ووصلت الوفود الاقتصادية الإيرانية إلى سورية، والحديث عن دعم للصناعة يتخطى أربعة مليارات دولار بعد خط ائتماني قدّم ضمناً لدعم الليرة السورية بمليار آخر. وكان مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور علي ولايتي يصل إلى بيروت ويلتقي السيد نصرالله، ثم إلى دمشق ليلتقي الرئيس الأسد في طريق عودته إلى طهران.
– أعلن الأسد أنّ محور المقاومة صار حقيقة دولية لا يمكن تجاهلها، مستعيداً كلمات الزعيم جمال عبد الناصر عن كتلة عدم الانحياز.
– خطة متكاملة اتفق عليها السيد والأسد وهي في الطريق تباعاً، ألم يقل السيد إنّ المعارك تتكلم عن نفسها؟
(البناء)