نواة ثورة صناعية في الشرق
غالب قنديل
تنتشر في سائر بلدان محور المقاومة معامل وورش تصنيع الصواريخ من مختلف القياسات والمديات وتستخدم قوى شعبية مقاتلة من المحور انظمة الاتصالات وأدوات التوجيه بعيدة المدى بحيث تم استخدام وتصنيع تلك الأسلحة المتطورة نتيجة نقل التكنولوجيا وتوطينها وتسجل لفرق المهندسين والخبراء والمدربين من الأشقاء الإيرانيين انجازات ومساهمات جليلة في العراق وسورية واليمن ولبنان وفلسطين حيث تمكنت أجيال من المهندسين والفنيين هضم التكنولوجيا واشتق هؤلاء احيانا إنجازات وابتكارات مذهلة أضافت الكثير لما سبق اقتباسه واكتسابه من الأخوة الإيرانيين والأصدقاء الروس وسواهم في الصين.
الغرب مغلق أمام شعوينا يحصن خبراته ومعارفه المتقدمة بأسوار وسدود متعددة قانونية ومعرفية واقتصادية مانعة لانتقال التكنولوجيا إلى العالم الثالث وخصوصا الوطن العربي وبالذات ما يتصل بتصنيع الأسلحة الأحدث والأعلى كفاءة وفاعلية التي يربط الغرب حق الحصول عليها بتعهدات والتزامات تحمي تفوق الكيان الصهيوني وتحصن غطرسته وتبقي تفوقه الحربي وهيمنته على الدول العربية ومعلوم جيدا ان مبيعات السلاح المتطور لبلداننا مشروطة بقواعد تحظر على الخبراء والفنيين والمهندسين كثيرا من المعلومات وتمنهم من اكتساب المعرفة والتكنولوجيا وتحاط بالكتمان والحظر معلومات دقيقة ومتقدمة تحصر بالخبراء الأجانب وهي تحظر على المهندسين والخبراء العرب.
منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 يسعى الغرب وهو يعمل باستمرار منذ عهود التغول الاستعماري والانتداب الفرنسي البريطاني ومن ثم مع قيام الهيمنة الإمبريالية بقيادة الإمبراطورية الأميركية وفي الحقبتين تعهد الغرب مد الكيان الصهيوني بكل ما يعزز تفوقه وقدرته على إخضاع المنطقة وتسيدها واليوم ينصب اهتمام الغرب وتركيزه على تدعيم قدرات العدو وتعزيز موقعه في مجابهة محور المقاومة الذي قطع أشواطا في امتلاك قدرات استراتيجية نوعية تعزز إمكانات الردع وتغل يد الغطرسة العسكرية الغربية الصهيونية في الشرق.
تلعب إيران دورا نوعيا حاسما في هذا التحول التقني الذي ينتشر تحت ضغط الحاجات والضرورات الدفاعية العاجلة وهو يحدث في السياق تطورات حاسمة في مستوى تمثل التكنولوجيا الحديثة التي اكتسبتها أجيال شابة من المهندسين والخبراء والفنيين الذين يسهمون في تصنيع الصواريخ ومنصاتها المتعددة وقد تمكنوا من الإضافة والتعديل والتطوير بعد التأصيل واليوم في اليمن وسورية ولبنان والعراق وفلسطين قوى طلائعية متقدمة من مهندسي الصواريخ والعمال المؤهلين علميا وتقنيا وعسكريا الذين ينتجون منصات صاروخية متقدمة متعددة المديات والعيارات وبعضها حديثة قابلة للتوجيه عن بعد وبصفات ومواصفات فعالة من مختلف القياسات والمديات.
إن هذا التحول الدفاعي المبهر يجب ان يكون محفزا لاكتساب تقنيات اخرى في التصنيع تسخر لخدم البناء الاقتصادي المستقل ومراكمة الثروات الوطنية وليس صعبا ولا مستحيلا على فيالق المهندسين والخبراء الذين باتوا ينتجون الصواريخ الدقيقة ان يسهموا فعليا في بناء صناعات متقدمة ومتطورة للسلع الاستهلاكية وكلمتنا لرفاق السلاح في المحور لا تكرروا الحلقة السوريالية لمازق الاتحاد السوفيتي واعتبروا من تجارب إيران والصين فثمة رابط وثيق وحيوي بين التقدم التقني والصناعي متعدد المجالات وضرورات الدفاع وبناء منظومات القوة وينبغي ان نحفظ الربط الشعبي بين القدرة على تصنيع الصواريخ وتصنيع ابر الخياطة وغيرها من الأدوات المنتجة البسيطة والمتقدمة على السواء.