من الصحافة اللبنانية
من الصحافة اللبنانية
الثلاثاء، 19 أيار، 2015
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : مخرج إيراني للسعودي في اليمن.. و”حزب الله” يمسك تلال السلسلة الشرقية “بانوراما التفاهم”: أوباما في طهران.. وفشل “العاصفة التركية”!
كتبت “السفير”: “لن يكون مفاجئاً رؤية باراك أوباما في طهران قبل انتهاء ولايته الرئاسية.. وقبله وزير خارجيته جون كيري يتجاذب أطراف الحديث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في إحدى حدائق مدينة طهران”.
بهذه الجملة يختزل ديبلوماسي عربي مخضرم زار بيروت مؤخراً المشهد الإقليمي، وهو يتشارك في انطباعه مع ديبلوماسيين آخرين، خصوصاً من يترددون على طهران ويواكبون الاستعداد لما يسمونها “المرحلة الجديدة”.
لا تخرج الوقائع اللبنانية، السياسية والأمنية، وخصوصاً ما يجري في القلمون، عن السياق المشهدي الكبير في المنطقة، وركيزته في المدى القريب التوصل الى تفاهم نووي مكتمل العناصر في مهلة أدناها حزيران المقبل وأقصاها مطلع أيلول.
مع توقيع الاتفاق، يجلس الأميركي والإيراني على طاولة الإقليم، وعليها ما عليها من ملفات صعبة وشائكة ومتداخلة، قديمة وجديدة.. وللآخرين بعد ذلك أن يحاولوا إيجاد أماكن لهم على هذه الطاولة كلاعبين مقررين في الساحات والميادين.. التي صارت واحدة الى حد كبير.
ثمة سيناريو يمتد زمنياً من أيلول 2015 وحتى شباط 2016. اتفق الأميركيون والإيرانيون في أكثر من لقاء في الآونة الأخيرة، على أن التفاهم النووي يفتح أمامهما أبواب الأخذ والرد في المسائل الإقليمية. باراك أوباما طمأن الخليجيين في كامب ديفيد أنه لم يبرم، حتى الآن، أية صفقة مع الإيرانيين خارج حدود الملف النووي وأنه لن يضحي بهم كرمى لعيون آيات الله في طهران. في المقابل، أبلغ الإيرانيون أكثر من مرة حلفاءهم في المنطقة وخصوصاً في لبنان وسوريا والعراق أنهم رفضوا الخوض في أية ملفات إقليمية قبل “التفاهم النووي”.
اذاً الإثنان متفقان على وجود “فرصة ما”. خلال هذه الفرصة (السياسية والزمنية)، اما أن تتبلور ملامح تفاهمات إقليمية إيرانية ـ أميركية في أكثر من ملف ساخن في المنطقة أو تتجمد الأمور بين الطرفين عند نقطة “التفاهم” مع العتبة الزمنية المفترض ألا تتجاوز شباط المقبل، ذلك أنه مع بداية السنة الأخيرة من الولاية الثانية لأي رئيس أميركي، لا يعود بمقدور “البطة العرجاء” اتخاذ قرارات أساسية، ويصبح المطلوب انتظار ما بعد مرور مئة يوم على تسلم الرئيس الأميركي الجديد سدة البيت الأبيض (أي حتى نهاية نيسان 2017)، خصوصاً أن مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي سيكونون حريصين على عدم إقحام ملف إيران في معركتهم الرئاسية.
هل هناك فرصة لخرق ما وأية ساحة مرشحة لأول اختبار نيات بين الطرفين إقليمياً؟
يتفق ديبلوماسيون من مضارب متناقضة على وجود “الفرصة”، لكن الأمر يحتاج الى وجود لاعبين آخرين على طاولة المقايضات والتسويات، فأين السعودي والتركي تحديداً، ما دام الإسرائيلي سيكون ممثلاً بالأميركي نفسه؟
حقق أوباما ما أراده من قمة كامب ديفيد وخرج منها مرتاحاً، لكن ضيوفه الخليجيين عادوا أكثر توجساً مع إدراكهم أن التفاهم مع إيران صار وراء ظهر الإدارة الأميركية، وأن الولايات المتحدة لا تملك إلا وصفة “الحلول السياسية” لكل ملفات المنطقة من اليمن الى سوريا، وهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدل على طي ملفي التدخل العسكري سواء في سوريا أو اليمن.. وفي الساحتين، حسابات سعودية وتركية وقطرية لا بد من إعادة نظر سريعة بها، وحتماً سيكون لها تأثيرها على فرصة الجلوس على طاولة المنطقة.
ثمة اتفاق أميركي إيراني غير مباشر على أولوية الملف العراقي، أي قتال “داعش” وإطلاق العملية السياسية عبر إعطاء دور أكبر للمكون السني.. وهنا، لا توجد عوائق خليجية، سوى الشكوى المتكررة بأن حيدر العبادي لم يمسك السلطة حتى الآن، وهي ليست بمهمة سهلة، باعتبار أن نوري المالكي يتحكم من وراء الستار بالكثير من مراكز القرار!
في اليمن، لا تبدو الرحلة الأميركية ـ الإيرانية صعبة. يتفق الإثنان على أن هذا البلد هو الحديقة الخلفية والعمق الحيوي للسعودية، وبالتالي، لا بد أن تلحظ أية تسوية، شكلاً ومضموناً، هذا العنصر، ومن هنا، كان قرار الإيرانيين واضحاً، وهم أبلغوه أكثر من مرة لحلفائهم الحوثيين (“أنصار الله”) بأن يقدموا على تسوية سياسية على أساس وقف النار وإطلاق العملية السياسية (الحوار) ومد جسر إنساني وتشكيل حكومة وحدة وطنية يبدو الحضرموتي خالد البحاح هو الأوفر حظاً لرئاستها، كونه يشكل نقطة تقاطع بين السعودييين والحوثيين الذين كانوا قد رشحوه للعب دور رئاسي، وهو خيار يحظى بدعم مصري كبير.
وليس خافياً أن الأميركيين تعاملوا مع “عاصفة الحزم” باعتبارها محاولة خليجية وتحديداً سعودية لتوجيه رسالة سياسية مزدوجة لطهران بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء، ولواشنطن مفادها أنه بمقدور هذه الدول اتخاذ قرارات “مستقلة” عن الحليف الأميركي، ولذلك، أدى الأميركيون “واجباتهم” التي اقتصرت على إرسال “بنك أهداف” (يتضمن مقار 200 قيادي حوثي تبين أنهم نجوا (…) باستثناء قيادي واحد من الصف الأول و13 قيادياً من الصف الثاني) وعلى إرسال بوارجهم الى الخليج وتزويد طائرات “التحالف” إذا احتاجت للوقود جواً!
وقد أبلغ وزير خارجية ايران نظيره الأميركي مؤخراً أن طهران مستعدة للمساعدة في انتشال السعودية من “ورطتها اليمنية” لأن المضي بها سيؤدي الى المزيد من الغرق ولو اقتصرت “الحرب” على الغارات الجوية.
الديار : جولة التيار أحدثت خرقاً في الجدار المسيحي الرئاسي سجال بين وزيري حزب الله وريفي حول تمويل المحكمة التعيينات العسكرية ستُبحث في جلسة 4 حزيران
كتبت “الديار”: الحركة السياسية في البلاد شهدت امس خرقا لافتا تمثل بقيام وفد من التيار الوطني الحر برئاسة النائب ابراهيم كنعان موفداً من قبل العماد ميشال عون، بجولة على القيادات السياسية في البلاد لشرح مبادرته التي اعلنها في مؤتمره الصحافي الاخير. وفي اليوم الاول لجولة الوفد على القيادات المسيحية سُجل “خرق” ايجابي وحوار بين القوى المسيحية هو الاول على هذا المستوى والوضوح.
وفي معلومات لـ”الديار” من مصدر في التيار الوطني الحر، ان مبادرة العماد ميشال عون احدثت خرقا في الجدار المسيحي للرئاسة، وربطت كل المرجعيات المسيحية بفكرة ميثاقية الرئاسة، وذلك من خلال الاتفاق على ضرورة انتخاب رئيس يجسّد الواقع المسيحي، قادراً على تحمّل المسؤولية وتصحيح الخلل على مستوى الشراكة الوطنية المسيحية – الاسلامية المتراكم منذ 25 عاماً اي منذ اتفاق الطائف.
وكانت هناك ايجابية واضحة، أكان في بكركي أو معراب او الصيفي، حول اعتبار هذه المبادرة التي ترتكز على استفتاء المسيحيين من دون المسّ بالدستور باعتبارها منطلقا للبحث وتظهير لآلية تؤدي الى الهدف المنشود، اي انتخاب رئيس في اقرب فرصة، قوي في بيئته، ويتمتع بشرعية على المستويين المسيحي والوطني.
ومن المتوقع، ان يستكمل هذا اللقاء مع سائر الكتل النيابية اليوم، بدءاً من كتلة التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة و”المردة” الى “المستقبل” والتقدمي الاشتراكي والقوات والطاشناق وغيرها.
لكن لقاءات امس اعطت دفعاً كبيراً للمبادرة، بحيث ان القبول الذي لاقته من قبل هذه المواقع المسيحية الاساسية، فمن حيث المبدأ كان لافتاً، وقد نجح وفد التكتل برئاسة النائب ابراهيم كنعان بتسويق هذه المبادرة بروحيتها واهدافها. وقد علمت “الديار” ايضاً أن موقف الرئيس امين الجميّل، بعد مغادرة الوفد الصيفي اتى بجديد، بحيث قال في مؤتمره الصحافي انه شدد مع وفد التيارالوطني الحر على ضرورة انتخاب رئيس يجسد العصب المسيحي، كما انه اعربت مصادر معراب عن ان اللقاء كان ايجابيا وان مسار التفاهم مع التيار في الاشهر الماضية قد بدأ يعطي ثماره على اكثر من صعيد، أكان على صعيد التشريع والالتزام بموقف مشترك حول ضرورة اقرار قانون انتخابات وقانون استعادة الجنسية، أو على صعيد الرئاسة اليوم من خلال تطوير الآلية المطروحة من قبل العماد عون للوصول الى رئيس يطوي صفحة التهميش والخلل على مستوى النظام السياسي في لبنان.
شهدت جلسة مجلس الوزراء نقاشا حامياً بين وزيري حزب الله محمد فنيش وحسين الحاج حسين ووزير العدل أشرف ريفي على خلفية تضمين الوزير ريفي لموازنة وزارة العدل تمويل المحكمة الدولية، وهذا ما أدى الى اعتراض وزيري حزب الله والتأكيد على عدم اعترافهما بالمحكمة الدولية.
في المقابل أصر الوزير ريفي على هذا البند، ولم يتم التوصل الى حلول فتدخل الرئيس تمام سلام على خلفية تأجيل البنود الخلافية، عملاً بالتفاهم في مجلس الوزراء، على ان يناقش هذا الأمر خارج مجلس الوزراء والتفتيش عن حلول أو أخذ الخيار الذي اعتمد في السنوات الماضية بأن يتم تمويل المحكمة من خارج موازنة الدولة.
كما أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان ملف التعيينات العسكرية وتحديداً تعيين أو التمديد لمدير عام قوى الامن الداخلي لن يبحث الا قبل يوم واحد من انتهاء ولاية اللواء بصبوص اي في 4 حزيران المقبل، فيما اكد وزير التربية الياس بوصعب ان الحكومة. ستتعرض لمنخفض جوي وعواصف آتية قريباً واجواء الحكومة ليست مريحة. وهذا ما أشار اليه معظم الوزراء وسأل بوصعب “لماذا النقاش في الموازنة وهي اصلا لن يتم اقرارها؟”.
الأخبار : الحكومة تتفق على “البديهيات” وإرجاء “الضروريات”!
كتبت “الأخبار”: واصل مجلس الوزراء، امس، جلساته المخصصة لدرس مشروع قانون الموازنة، وبقي الانطباع السائد بين الوزراء ان “الصفقة” المطلوبة لامرار المشروع واحالته على مجلس النواب لم يبدأ البحث عنها بعد، لذلك يجري تأجيل كل بند خلافي والاكتفاء باقرار “البديهيات”. وفي جلسة الامس اعترض الوزير حسين الحاج حسن على بند تمويل المحكمة الدولية وطالب بحذفه، فتصدى له الوزير اشرف ريفي، ليتقرر تأجيل البت به على غرار ما حصل في الجلسات السابقة في شأن نفقات سلسلة الرواتب والاجراءات الضريبية والاجازة بالاقتراض وغيرها من بنود رئيسة.
الى ذلك، باشر التيار الوطني الحرّ ببحث الاقتراحات التي قدّمها رئيسه النائب ميشال عون لحلّ أزمة الشغور في رئاسة الجمهورية خلال مؤتمره الصحافي الجمعة الماضي. وبدأ وفد من “تكتّل التغيير والإصلاح” بزيارة القوى المسيحية الرئيسية، في جولة أولى وصفتها مصادر التكتل بـ”المشجعة والإيجابية”. الوفد الذي ضم النواب إبراهيم كنعان وفريد الخازن وسليم سلهب ونعمة الله أبي نصر وآلان عون، افتتح جولته بزيارة البطريرك بشارة الراعي، فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ثم الرئيس أمين الجميّل. وأشارت المصادر إلى أن “الجولة كانت انطلاقة جيدة، وسمع الوفد إيجابيات وتشجيعاً لما طرحته مبادرة عون، لأن الجميع باتوا على اقتناع بضرورة الانتقال إلى خطوات عملية والضغط لانتخاب رئيس للجمهورية، إضافة إلى أن القوى المسيحية واعية لأهمية الموقف الموحد من قانون الانتخاب، والتعيينات والتمثيل المسيحي في الإدارة. وقد جرى نقاش موسّع حول الآليات التي تحددها المبادرة، وخصوصاً لجهة انتخاب الرئيس ومواصفاته”. وأكدت المصادر أن “الراعي أيد فكرة إجماع القوى المسيحية على موقف موحد، إذا كان هذا الأمر يؤدي إلى انتخاب رئيس في القريب العاجل”. وفيما طرح الجميّل “فكرة إجماع القيادات المسيحية الأساسية”، دعا جعجع إلى “بحث عملي في آليات التنفيذ لاتخاذ المواقف المناسبة من المبادرة”. وذكرت مصادر القوات أن “أجواء اللقاء كانت إيجابية والبحث سيستمر بعد انتهاء وفد التكتل من جولاته”.
وينتظر التكتل، بحسب المصادر، انتهاء جولة موفديه، لترجمة “عملية” لما سمعه وسيسمعه من القيادات، لـ”وضع خريطة طريق عملانية للمرحلة الثانية”.
ويزور وفد من التكتل اليوم الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية.
البناء : القلمون يغيّر المنطقة: السعودية تراهن على تقسيم اليمن قبل جنيف آخر الشهر هجمات مرتدّة في سورية… و”داعش” إلى الحبانية… والحشد الشعبي يعيد التوازن مبادرة عون تتفاعل والنقاش ينتقل إلى التساؤل عن قانون الانتخابات النيابية
كتبت “البناء”: أسبوعان مقبلان مليئان بالتوتر والتصعيد حتى تبدأ الجرعة الثانية من حرب القلمون، كما يقول مصدر مطلع، فالحلف السعودي التركي “الإسرائيلي” ليس شريكاً مضارباً مع “جبهة النصرة”، يربح إنْ ربحت ولا يخسر بخسارتها، وهذا التوصيف للشريك المضارب يصحّ بالنسبة إلى الأميركي، المتحسّب سلفاً والمتحصّن بمشروع التفاهم النووي ومتمّماته السياسية مع إيران، وبتفاهماته الناشئة مع روسيا على التعاون في صناعة التسويات، وكلّ ما يتحقق في أيدي الحلفاء ومَن معهم كـ”النصرة”، هو مكاسب للشريك الأميركي المضارب الرابح بربح الحلفاء والذي لا يخسر بخساراتهم، يحوّل أرباحهم أوراقاً تفاوضية، ويتجاهل خساراتهم ويمضي إلى التسويات.
بالنسبة إلى الحلف السعودي التركي “الإسرائيلي”، وتابعيه الفرنسي والقطري، “النصرة” هي آخر الأحصنة والرهانات، وبات واضحاً أنّ ما تلقته “النصرة” وما هي في الطريق لتلقيه من ضربات لا يمكن وصفه بالمصادفات ولا ربطه بخصوصية جبهة، بل هو السياق الذي سيفرض نفسه على التدحرج العسكري المستمرّ بقوة الاندفاع في إنجازات القلمون لشطف الدرج من أعلى كما يُقال، حيث قال مصدر عسكري متابع لمعارك القلمون، إنّ القوة الضاربة لـ”النصرة” في جرود عرسال ستبقى تتدحرج وتتزحلق من الجبال إلى الوديان والصحارى حتى الرقة.
ما قرأه أطراف الحلف الواقف وراء “النصرة” هو أنّ التغيير سيتسارع في كلّ الموازين، فتقدّم “داعش” في الرمادي تبعه الاتجاه نحو القاعدة العسكرية في الحبانية، وما نتج من اندفاعة “داعش” حسم تردّد الحكومة العراقية لجهة الاستنجاد بالحشد الشعبي الذي أعلن من اليوم الأول الاستعداد للمشاركة في حماية الأنبار، وحالت مواقف ابتزازية لبعض شيوخ العشائر المرتبطين بالسعودية دون ذلك، وما كان محظوراً قبل سقوط الرمادي سقط بسقوطها، فاندفعت وحدات الحشد الشعبي لإعادة التوازن نحو الرمادي والحبانية، وفوراً كما في تكريت، تذكّرت واشنطن مسؤوليات تحالفها ضدّ “داعش”، فقرّرت الإفراج عن عشر طائرات اشتراها العراق منذ سنة، وقالت إنها ستصل خلال شهر، وحدّد وزير الخارجية الأميركي من كوريا أنّ “داعش” سيتمّ إخراج قواته من الرمادي في غضون شهر مقبل.
في سورية كذلك شهدت جبهات ريف إدلب هجمات مرتدة لـ”النصرة” بعد هزائم القلمون، كما كانت الهجمات المرتدّة لـ”داعش” في تدمر، وبين شمال سورية وقلب العراق كان واضحاً الدور التركي.
الصمت “الإسرائيلي” البليغ، جاء تعبيراً عن الاعتراف بالهزيمة التي تحدّثت عنها الصحافة “الإسرائيلية”، إثر حرب القلمون، بينما قرّرت السعودية السير في جولة حرب مع نهاية هدنة الأيام الخمسة يمنياً، وربما تستمرّ في التصعيد حتى نهاية الشهر موعد جلسات الحوار اليمني التي دعا إليها المبعوث الأممي في جنيف. والرهان هو على تخفيض السقوف بتغيير الأهداف من ضرب الحوثيين وحلفائهم في الشمال، إلى تقسيم اليمن وتكريس تقسيمه في جنيف، عبر فرض معادلة عسكرية سيسعى السعوديون ومن معهم للدفع في اتجاهها من خلال التركيز على الخط التقليدي الذي كان يفصل لسنوات بين الشمال والجنوب، ورمي الثقل الناري لدعم المسلحين وواجهتهم السياسية التي اجتمعت في الرياض لفرض السيطرة على الشق الجنوبي من اليمن، ورسم سقف سياسي عنوانه يمن فيديرالي، قائم على المناصفة بين الشطرين، وهذا يعني وضع اليد جنوباً على عدن وباب المندب الموقعين الأهمّ على المستوى الاستراتيجي في اليمن.
لبنانياً على رغم تشعّب وكثرة الملفات الأمنية والسياسية والحكومية، نجح الدفع الذي منحه كلام السيد حسن نصرالله لمبادرة العماد ميشال عون، بوضعها في التداول بقوة، وترجيح طغيان البحث بما وصفه عون بالمقترح الرابع وأسماه بالحلّ، وهو الوحيد الذي لا يحتاج تعديلاً للدستور، أيّ الذهاب إلى الانتخابات النيابية، ليطفو على السطح السؤال وفقاً لأيّ قانون؟
بعد زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال أوستين لويد إلى بيروت يوم السبت الماضي وصل أمس مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي السيد علي أكبر ولايتي إلى لبنان. وتأتي الزيارة في إطار المحافظة على التوازن في الداخل اللبناني وعدم ترك الساحة اللبنانية للأميركي.
وأكدت مصادر مطلعة أن ولايتي أكد خلال الجولة التي شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لـ”البناء” أن “حل الملف الرئاسي يقع على عاتق القيادات السياسية المعنية، وأن إيران لن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية”.
وتحدثت المصادر عن رمزية زيارة ولايتي إلى العماد عون، التي أكد خلالها الدعم الإيراني للصيغة التي اتفق عليها السيد نصر الله والعماد عون في لقائهما الأخير والمتعلقة بالانتخابات الرئاسية.
ولفتت المصادر إلى “أن ولايتي جدد دعم الجمهورية الإسلامية لحزب الله في معركة القلمون ضد الإرهابيين، وكرر الموقف الإيراني من الأزمة اليمنية، معتبراً “أن الرياض غير صالحة لاستضافة حوار بين اليمنيين، منتقداً السياسة السعودية، ومتسائلاً إلى أين ستأخذ هذه السياسة العدوانية المنطقة”؟
وباشر وفد تكتل التغيير والإصلاح جولته على القيادات السياسية شارحاً الاقتراحات التي طرحها رئيسه العماد ميشال عون لحل أزمة الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. واستهلت الجولة العونية من بكركي إلى معراب وصولاً إلى الصيفي، على أن يزور وفد آخر يضم النواب نبيل نقولا، عباس هاشم، زياد أسود، اميل رحمة وناجي غاريوس، حزب الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية. وأكدت مصادر الوفد لـ”البناء” “أن اللقاء كان ايجابياً مع البطريرك الماروني الذي اعتبر “أن مبادرة العماد عون جيدة، وقابلة للنقاش والدرس، لكنها في الوقت الراهن تتعارض مع الدستور، وأي تعديل يتطلب أولاً انتخاب رئيس للجمهورية”. واعتبر رئيس حزب القوات سمير جعجع “أن هذه الطروحات قابلة للتمعن، وسوف نناقشها في اللقاء المقبل”. في حين أن رئيس حزب الكتائب أمين الجميل لفت إلى “أنّ البلد لا يمكنه احتمال تفسيرات متعدّدة للنظام والدستور، وأبدى إصراراً على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن”.
أمنياً، تقدم حزب الله باتجاه جرود عرسال في موازاة الجرد الغربي لفليطا، واستهدف مواقع المسلحين شرق جرود عرسال وأطلق صاروخين ثقيلين على مواقع النصرة. وتقدم والجيش السوري في الجهة الجنوبية المشرفة على تلة جريجرة، حيث وقعت اشتباكات أمس بين “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”. وأحكما السيطرة بالنار على منطقة تسلل المسلحين من عرسال وصولاً إلى جرد فليطا ورأس المعرة.
وأحكم الجيش اللبناني بدوره الطوق حول عرسال. ولفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” إلى “أن الجيش تمكن في اليومين الماضيين من إلقاء القبض على مجموعة من الإرهابيين تسللت من عرسال إلى البقاع الأوسط، ويتابع الجيش مهماته الأمنية في الأماكن التي يتواجد فيها الإرهابيون لا سيما في بر الياس والمرج”. ولفتت المصادر إلى “أنه كلما ضيق الجيش السوري وحزب الله الطوق، سيحاول المسلحون فتح ثغرات في مناطق تمركز الجيش اللبناني للتسلل إلى البقاعين الغربي والأوسط”. واستهدف الجيش أمس تحركات ومواقع المسلحين في وادي رافق بجرود عرسال بعد تسللهم باتجاه مواقعه.
النهار : الحركة العونية جسور مفتوحة ولا اختراق جنبلاط من باريس: سلبيّتان لا تصنعان رئيساً
كتبت “النهار”: لم تحجب المواقف – الرسائل التي اطلقها مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي اكبر ولايتي من بيروت او الحركة السياسية المتصلة بأزمة الفراغ الرئاسي امس الاهمية والدلالات القانونية والمعنوية التي اكتسبها الطعن الذي قدمه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمام محكمة التمييز العسكرية في حكم المحكمة العسكرية في ملف الوزير السابق ميشال سماحة، مطالباً بابطاله واعادة المحاكمة وادانة سماحة وتجريمه بأقصى العقوبات. ذلك ان الطعن، الذي أورد سبعة أسباب توجب ابطال الحكم، غاص تفصيلا في الاخطاء التي شابته وخالف عبرها اجراءات جوهرية يفرض القانون مراعاتها، كما فصّل الوقائع الدامغة والمثبتة في التسجيلات بالصوت والصورة عن محاولة القتل عمداً والتي كشفت نية سماحة قتل أكبر عدد ممكن من الاشخاص. وثمة اوساط معنية بهذا الملف رأت ان حيثيات الطعن من الناحية القانونية والقضائية الصرفة وفرت صدقية واسعة للعاصفة التي أثارها الحكم بما يصعب معه تخيل الانعكاسات البالغة السلبية إن لم تعد محاكمة سماحة مجدداً وفق مجريات مراجعة الطعن.
وأكّد وزير العدل أشرف ريفي في حديث تلفزيوني أنّ هناك دراسة يجري إعدادها لإحالة ملف سماحة على المحكمة الخاصة بلبنان، “نظراً لوجود رابط بين المتفجّرات التي حملها سماحة بيديه من سوريا إلى لبنان والعبوات اللاصقة التي قتلت الشهيدين جورج حاوي وسمير قصير”، مضيفاً أنّ “الأشرطة التي تبيّن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد وعلي المملوك في جريمة سماحة قد سُلّمت إلى المحكمة”.
وبالعودة الى المشهد الداخلي، برزت الجولة التي قام بها وفد من “تكتل التغيير والاصلاح” امس على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميّل طارحا الاقتراحات التي اعلنها رئيس التكتل العماد ميشال عون لانتخاب رئيس الجمهورية كمؤشر لاندفاع عون نحو خطوة جديدة تتصل بأزمة الفراغ الرئاسي قبيل بلورة اتجاهاته في شأن ملف التعيينات الامنية والعسكرية مطلع حزيران المقبل.
وقالت مصادر وفد التكتل لـ”النهار” إن الجولة “كانت مهمة وايجابية، بمعنى ان القاسم المشترك بين كل من زارهم الوفد كان الإقرار بالخلل القائم في التوازن في المؤسسات الدستورية، وان هذه المبادرة جديرة بالبحث والاهتمام، وانها ليست تعديلاً دستورياً ولا تطاول الطائف أو النظام بل إصلاح الممارسة الحاصلة منذ 24 سنة حتى اليوم على مستوى التمثيل المسيحي في المؤسسات العامة والادارة”.
اللواء : تحفظ مسيحي على مبادرة عون.. و”المستقبل” تطلق تحركاً لتعديل صلاحيات العسكرية ولايتي يضع معركة القلمون ضمن “إنجازات المحور الإيراني”.. وصقر يُميّز حكم سماحة طالباً إعادة المحاكمة
كتبت “اللواء”: تحفظت بكركي و”حزب الكتائب” على مبادرة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون باقتراحاتها الأربعة، بعد الاستماع إلى شرح مسهب تعدى المبادرة إلى إثارة قضية مشاركة المسيحيين بالسلطة بعد اتفاق الطائف، من دون تحديد آليات واضحة تضمن الإسراع بإنهاء الشغور الرئاسي لا تؤول إلى إثارة الحساسية أو الرفض لدى الشريك المسلم، وفقاً لما أكده مصدر مسيحي لـ”اللواء”.
وأشار هذا المصدر إلى ان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي صارح الوفد النيابي العوني بان المبادرة تتضمن ايجابيات وسلبيات، وأن ما يهمه هو عدم إضاعة مزيد من الوقت، وبالتالي فإن دعمه يتوقف على قدرة هذه المبادرة على حسم الموضوع إيجاباً والاستفادة مما اعتبره الراعي اهتماماً فاتيكانياً وفرنسياً فضلاً عما تضمنه بيان قمّة كامب ديفيد الأميركي – الخليجية من ضرورة الانتهاء من فراغ رئاسة الجمهورية.
وتوقف البطريرك الراعي عند زيارة الموفد الفاتيكاني إلى بيروت في الثلاثين من الشهر الجاري، في إطار المساعي لإخراج الاستحقاق الرئاسي إلى حيز التنفيذ، داعياً إلى تلقف هذا المسعى الذي يتلاقى مع مبادرة عون.
وأكّد عضو الوفد النائب سليم سلهب لـ”اللواء” ان البطريرك الراعي يؤيد تسهيل آلية تُعجّل في اجراء الانتخابات الرئاسية، موضحاً انه كان مسروراً لوجود محاولة تسمح بإنجاز هذا الاستحقاق، كاشفاً ان البطريرك الراعي استعرض سلبيات وايجابيات مقترح العماد عون بشأن الملف الرئاسي، ونافياً ان يكون البطريرك تبنى أي اقتراح، معلناً انه يفضل قيام إجماع أو أكثرية مطلقة في آلية انتخاب الرئيس الجديد.
الجمهورية : الحكومة تجاوزت قطوع تمويل المحكمة والمرّ إلتقى برّي
كتبت “الجمهورية”: قرّر تيار “المستقبل” الذهابَ إلى النهاية في قضية ميشال سماحة، فشكّلَ وفداً من تكتّله النيابي الذي زار رئيسَ الحكومة تمّام سلام أمس للبحث معه في الأبعاد الخطيرة للحكم المخفّف، وسيَستكمل الوفد زياراته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي وقائد الجيش العماد جان قهوجي والسلطات القضائية والفاعليات السياسية. وفي الوقت الذي يضَع “المستقبل” وقوى 14 آذار ملفّ سماحة في خانة إثارة الفتنة وضربِ الاستقرار وجرّ البلد إلى الفوضى، من المتوقّع أن يتمّ طرح هذا الملف في جلسة الحوار التي تُعقَد مساء اليوم بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، خصوصاً أنّ الهدف الأساس لهذا الحوار تجنيب لبنان الفتنة. وفي موازاة الحوار رفضَ الحزب إدراجَ بند تمويل المحكمة الدولية ضمن الموازنة العامّة، وفيما أصرّ وزير العدل أشرف ريفي على عدمِ سحب هذا البند من موازنته، فضّلَ سلام وضعَ البنود الخلافية جانباً، وعلمَت “الجمهورية” أنّ المخرج سيكون بتمويلها من الهيئة العليا للإغاثة على غرار ما جرى سابقاً.
إنشغلَت الأوساط السياسية أمس في متابعة اللقاءات العونية مع المرجعيات الروحية والسياسية في سياق تسويق مبادرة رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، كما انشغلت في تقصّي أبعاد زيارة مستشار المرشد الأعلى للسيّد علي الخامنئي، وزير الخارجية الايراني السابق علي اكبر ولايتي، الى لبنان اللافتة في توقيتها ومضمونها إذ تأتي عقبَ إعلان الامين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله الانتصارَ في القلمون ومواصلته المعركة حتى إنهاء الوجود المسلّح على امتداد الحدود، وقبل أيام على كلامه الأحد المقبل من الجنوب في ذكرى عيد المقاومة والتحرير، وعشيّة بلوغ الشغور الرئاسي عامَه الأوّل.