من الصحافة البريطانية
خصصت صحيفة التلغراف مقالا لمتحور فيروس كورونا، أوميكرون، حيث اعتبرت الكاتبة مادلين غرانت أن اختيار هذا الاسم للمتحور، عوضا عن الحرف اليوناني Xi هو “رقابة ذاتية استباقية من الغرب“.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنها تجنبت الحرف اليوناني المذكور كتسمية للمتحور الجديد “حتى تتجنب وصم منطقة بالعار” لأن ذلك الحرف هو الاسم نفسه الذي يحمله الرئيس الصيني شي جينبينغ.
ورأت غرانت أن هذه الخطوة عكست “إحساسا بالخنوع”، وتساءلت “هل أصبح الرئيس الصيني منطقة جغرافية؟”.
وأضافت أنه “بالنظر إلى مسؤولية بكين في الوباء، كان ينبغي أن يحمل المتحور الجديد اسم الرئيس الصيني”.
واعتبرت الكاتبة أن الغرب “يبرع في تجاهل التنين الموجود في الغرفة بشأن مجموعة من القضايا، غالبا من دون أن يُطلب منه ذلك”، ومثالها على ذلك “شحوب الصحفيين عندما وصف دونالد ترامب فيروس كورونا بأنه الفيروس الصيني في بداية الوباء”.
وقالت إن الغرب “تجاهل الأدلة الظرفية على ظهور الفيروس من مختبر في الصين، وجرى إسكات من حاولوا التحقيق في هذا الأمر والقول إنهم أصيبوا بالهوس والشعور بالتعرض للمؤامرة”.
كذلك أعطت غرانت مثالا آخر وهو الخطوة الأخيرة التي اتخذتها ديزني بلاس في حذف إحدى حلقات مسلسل ذي سمبسونز الذي تدور أحداثها في الصين.
وأشارت الكاتبة إلى تحذير الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات السرية البريطانية من “استخدام الصين مصائد الديون لشراء النفوذ العالمي، عبر إقراض الأموال للدول الأصغر، ثم المطالبة بهذه القروض بشروط قاسية إذا تُركت دون سداد، أو ببساطة إذا قررت الدولة معارضة المصالح الصينية بطريقة ما”.
ورأت أن المفكرين الليبراليين “ينشغلون في الشماتة بشأن الانهيار الواضح للغرب، ويبدو أنهم غير قادرين على تحديد هذه الممارسة على حقيقتها وهي شكل عدواني من أشكال الاستعمار في العصر الحديث”.
وختمت غرانت مقالها بالقول إنه “بينما توسع الصين نفوذها البغيض حول العالم، يبدو أننا غير قادرين على الرد إلا بالصمت، أو بالتشخيص الخاطئ للمشكلة. كيف يمكننا أن نبدأ في مواجهة العدو الذي نواجهه ونحن بالكاد نجد الكلمات لوصفه؟”.
نشرت صحيفة الإندبندنت تحقيقا لسيباستيان كاستلييه وديفيد هاردينغ عن معاناة المواطنين القطريين مع افتقارهم للعديد من الحقوق، في وقت ركز فيه الإعلام في السنوات الماضية فقط على معاناة العمال الأجانب في قطر.
وقال الكاتبان إنه منذ إعلان استضافة قطر لكأس العالم لكرة القادم 2022، “أصبحت تقريبا نموذجا لإساءة معاملة العمال المهاجرين الذين يعملون في الإعداد لهذه الاستضافة”.
ونقل التحقيق شهادات لمواطنين قطريين مثل نورا التي تقول “هناك تركيز على أشياء أخرى مثل كأس العالم ولكن ماذا عن حقوقنا”.
وأضاف أن هناك قضايا بارزة أيضا تثير مخاوف حقوقية.
وذكر التحقيق أنه جرى الاتصال بالحكومة القطرية بخصوص القضايا الواردة فيه، لكن الصحيفة لم تتلق أي رد.
وقال التحقيق: “لا يشمل هذا فقط الإعراب عن المخاوف بشأن قاعدة الوصاية الخانقة والتي يمكن أن تمنع النساء من السفر أو العمل في الخارج دون موافقة الذكور، بل يشمل عددا لا يحصى من القضايا، من حقوق المرأة عموما، والقدرة على ارتداء الملابس وفقا للاختيار وليس العرف، وحقوق مجتمع الميم، والمخاوف بشأن المعاشات التقاعدية، وتمويل خدمات مثل الصحة، أو حتى الزواج من غير جنسيات”.
وتحدثت نورا عن رغبة الفتيات في ارتداء ملابس مختلفة، حيث ترتدي النساء في قطر تقليديا عباءات سوداء طويلة الأكمام وطول الأرض، على الرغم من رغبة العديد منهم في أن يكونوا أكثر إبداعا.
أما هيا التي تنتمي إلى العائلة المالكة في قطر، فتقول: “ما زلنا ملكا للرجال بموجب القانون. لم تصبح المرأة راشدة في قطر أبدا، فنحن دائما تحت رعاية الرجل”.
وقال التحقيق إن “الدعوة للتغيير تجلب الأخطار. وينظر المحافظون القطريون إلى أولئك الذين يطالبون بالإصلاح بريبة: فهم مسؤولون عن إضعاف الهوية الإسلامية التقليدية للبلاد لتناسب المجتمع الدولي”.
ونقلت الإندبندنت عن روثنا بيغوم وهي باحثة أولى في مجال حقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش، قولها إن هناك “نوعا من الاتفاق الضمني بين الأسرة الحاكمة والمجتمع”. وتقول: “لقد سلمت السلطات بشكل أساسي السلطة إلى الرجال للسيطرة على نسائهم، ما يعني أن الدولة تتأكد من أن القوانين والسياسات لا تسمح للمرأة باتخاذ القرارات بمفردها”.
نشرت صحيفة الغارديان مقالا لديدييه فاسان بعنوان “صعود إيريك زمور يظهر إلى أي مدى تحولت فرنسا إلى اليمين“.
وتناول المقال ترشح الإعلامي المثير للجدل إيريك زمور إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية والشعبية التي يحظى بها في فرنسا، بحسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أن زمور سبق وأدين بالتحريض على الكراهية العنصرية والكراهية الدينية وحوكم وبُرئ في عدة قضايا أخرى.
ورأى فاسان أن خطاب زمور “يتجاوز خطاب (دونالد) ترامب، على الرغم من أنه من غير المعروف إلى أي مدى سيذهب في الممارسة العملية”.
وأشار الكاتب إلى سلسلة من المواقف المثيرة للجدل لزمور مثل إنه يجب السماح للآباء فقط بتسمية أطفالهم بأسماء فرنسية “تقليدية”، مع الإشارة إلى الأشخاص الذين يقارنون النازية بالإسلام، ونشر ما يسمى بنظرية “الاستبدال العظيم”، كما أنه جادل بأن أصحاب العمل لهم الحق في رفض المتقدمين السود أو العرب إلى الوظيفة. وهو يعتقد أن السلطة السياسية يجب أن تكون للرجال وأن دور المرأة يجب أن يكون إنجاب الأطفال وتربيتهم.
ولفت المقال إلى تزامن صعود زمور مع انخفاض في دعم مارين لوبان من التجمع الوطني.
وأضاف أن زمور قد قال إن الناس لم يعودوا يرون فرقا كبيرا بين لوبان والرئيس ماكرون.
وأشار فاسان إلى “أن هناك تحول كبير نحو اليمين يجري حاليا في فرنسا، ويتسم الخطاب العام الفرنسي بشكل متزايد برهاب الإسلام وكراهية الأجانب والأفكار العنصرية والمتحيزة جنسيا”.
وختم الكاتب بالقول “لم يُعرف بعد ما إذا كان زمور سيصبح منافسا جادا، ولكن ما هو مؤكد هو أن صعوده السياسي كشف الجاذبية المقلقة للغاية، بالنسبة لعدد كبير من الناخبين، لأيديولوجيا لم يكن لعنفها المطلق مثيل في نصف القرن الماضي”.