هل تنتقل إمارة القلمون الى عرسال ام طرابلس ؟ : حسين الديراني
النصر الاسطوري المذهل الذي تحقق على أيدي الجيش العربي السوري ومجاهدي “حزب الله ” في القلمون شكل صدمة بل زلزالاً بقوة 10 درجات على مقياس ” نصر الله “, الزلزال احدث أضراراً هائلة في منطقة الحدث سوريا ولبنان, اما ترددات الزلزال وصلت الى البيت الابيض في واشنطن غربا, وتل ابيب جنوبا, وانقرة شمالا, وكل دويلات الخليج شرقاً .
إمارة القلمون كان لها إتصال واسع مع الداخل اللبناني عبر بلدة عرسال اللبنانية المتصلة بجرود القلمون وصولاً الى ريف دمشق وهي الاكثر تهديدا للنظام السوري والداخل اللبناني, جرود القلمون تحولت الى حصن منيع لجبهة “النصرة “و”داعش”, بحيث تحصن بها الارهابيون من كل اطراف الدنيا إضافة الى بعض السوريين في مواقع وغرف عمليات يديرها خبراء عسكريون وامنيون من دول متعددة, من تركيا الى السعودية الى قطر الى اسرائيل وامريكا, مع تأمين كافة المستلزمات العسكرية, والمعدات الحربية الثقيلة والخفيفة الحديثة بكل أصنافها, وهذا ما اكدته المخلفات التي تركها الارهابيون من صناعة إسرائيل, لتمكينها ليس من الصمود فقط بوجه أي هجوم محتمل من الجيش العربي السوري ومجاهدي حزب الله بل لتوسيع رقعة سيطرتهم والتمدد الى الداخل السوري واللبناني, كذلك أصبحت مصدر تهديد لكل القرى والبلدات والمدن اللبنانية الواقعة في السلسلة الشرقية من البقاع اللبناني, إضافة الى انها تحتوي على مراكز لتصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارت وإرسالها الى كافة المدن اللبنانية لتسليمها الى انتحاريين في الداخل اللبناني بواسطة البيئة الحاضنة التي سوف نتحدث عنها.
التواصل مع البيئة الحاضنة في لبنان كانت وما زالت على اعلى المستويات من “هيئة العلماء المسلمين في لبنان” الى وزير العدل اللبناني اشرف ريفي وما يمثله من جناح الصقور في تيار المستقبل, وما له من خيوط وشبكات امنية لبنانية, إضافة الى العلاقة الوطيدة مع النائب وليد جنبلاط على أثر أختطاف العسكريين اللبنانيين وإبتزاز السلطة اللبنانية بهم.
سقوط الامارة المحصنة.
إبتسامة سيد المقاومة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كانت إشارة البدء بعملية تحطيم حصن خيبر الجديد ” القلمون ” بالتنسيق الكامل مع الجيش العربي السوري, بدأت تتهاوى وتتساقط تحصينات ومراكز “جبهة النصرة ” كأوراق الخريف امام عاصفة صاعقة, في حسابات الدراسات العسكرية الاستراتيجية لا يمكن لاي جيش في العالم ان يتقدم ويحرز نصراً في تلك البقعة الجغرافية الجبلية المحصنة, حتى لو امكن ذلك فعلى المهاجمين تقديم تضحيات وخسائر أضعافاً مضاعفة عن القوات المحصنة داخل الكهوف والجبال, وتحتاج الى وقت طويل تستنزف فيه قدرات المهاجمين, أما في حسابات قائد المقاومة السيد حسن نصرالله الامر يختلف, سماحته يعرف رجاله الذين خبرهم في ساحات القتال مع العدو الصهيوني إن النصر آت وواثق بنصر الله لشدة بأسهم وتضحياتهم, وكذلك واثق بالرئيس الدكتور بشار الاسد وجيشه الذي صمد 4 سنوات امام ارهابيي 88 دولة عالمية.
بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها ” جبهة النصرة ” ومساندوها, وفرار من بقي على قيد الحياة في إتجاه جرود عرسال والبلدة نفسها وهم بالمئات بل بالالاف علت صيحات الصراخ في العواصم الداعمة والبيئة الحاضنة في لبنان, وجاء قرار الحكم على الوزير ” ميشال سماحة ” ورقة للتنفيس عن القهر والغضب من إنهيار إمارة القلمون الارهابية, علت الاصوات والصرخات في المساجد والباحات والطرقات تنديداً بقرار حكم المحكمة العسكرية ولكن في الحقيقة سبب الصراخ الهزيمة الكبرى التي منيت بها جبهتهم العسكرية في القلمون.
فهل تتحول مدينة عرسال الى ” مخيم عين الحلوة “؟, بما تحملته من تهديد امني الى البلدات والقرى المجاورة والى كافة المناطق اللبنانية, فإذا وقف الجيش اللبناني على الحياد في المعارك في القلمون لاعتبارات سياسية لان موقع الاشتباك متداخل بين الاراضي اللبنانية والسورية, فبلدة عرسال وجرودها لبنانية واصبحت محتلة من قبل جماعات تكفيرية إرهابية معادية للجيش اللبناني وشعبه فلا يمكن للجيش اللبناني ان يقف مكتوف الايدي ويسمح أن تصبح هذه البقعة اللبنانية بؤرة للارهاب وتهدد الامن الداخلي اللبناني.
أعتقد أن إمارة القلمون سوف تنتقل الى مدينة طرابلس حيث البيئة الحاضنة السياسية والامنية والشعبية والعسكرية, والذي يؤكد على ذلك صراخ وعويل رجال الدين الموتورين, ووزير العدل اشرف ريفي نفسه الذي يؤسس لمستقبل سياسي يتبنى الفكر الوهابي السعودي المتطرف مدعوماً من ولي العهد محمد بن نايف مباشرة متخطياً سعد الحريري لما يحمله من كره له, وبما يحمله ريفي من عداوة متجزرة لسوريا والمقاومة, وقد اخذ على عاتقه تدمير الدويلة داخل الدولة ويقصد ” المقاومة الاسلامية ” بعد أن فقد دويلته في القلمون التي سقطت بيد المقاومة في تصريح يريد به تغيير منصبه من وزير الى امير, ولاستقطاب الدعم الشعبي المتطرف والدعم المادي من الدول المعادية لسوريا والمقاومة.
النصر الذي تحقق في القلمون يفوق تصور الدراسات العسكرية الاستراتيجية ولا يمكن فهمه في المعاهد العسكرية, العدو الصهيوني وحده الاكثر فهماً لهذا النصر لانه يعنيه بالصميم, وهذا ما أعتقد أن سماحة السيد حسن نصرالله سيتحدث عنه خلال إطلالته بعد ساعات ليوصل رسالة الى العدو والصديق, للعدو ليقول له: ها هي أحلامك تحطمت في إمارة القلمون, وها هم رجالنا مستعدون باي لحظة دخول الجليل وتحريره باسرع ما يمكن ان تتصوره, وللصديق يقول له إطمئن فإن رجال حزب الله يضحون بدمائهم من أجل كل الوطن ولحماية كافة مواطنيه ويصنعون النصر, حتى الذين يطعنون المقاومة في الظهر ينعمون بالامان بفضل تضحيات ودماء رجال حزب الله.
وللداخل اللبناني أعتقد ان رسالته ستكون موجهة للذين يعيشون على احلام إسقاط النظام السوري وكسر شوكة المقاومة عليهم مراجعة حساباتهم وأخذ العبر من سقوط حصن خيبر القلمون, فالمقاومة تسهر وتبصر بعدة عيون, عين على سوريا وعين على العدو الصهيوني وعين على الداخل اللبناني, وعيون أخرى لا يعلمها إلا الله.