من الصحافة الاميركية
اعتبرت الصحف الاميركية إن القمة الافتراضية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والزعيم الصيني شي جين بينغ لم تسفر عن اختراقات في العلاقة بين الدولتين والتي تدهورت بشكل خطير، لكن لم يكن هذا هو القصد.
وبدلاً من ذلك قالت نيويورك تايمز ان الزعيمان سعيا إلى منع تصعيد النزاعات العديدة بين البلدين ووصولها إلى صراع أوسع. وإذا تمكنا من ترجمة كلماتهما إلى نوع من الانفراج، فسيكون ذلك بمثابة نجاح دبلوماسي.
وقال بايدن للرئيس شي في ملاحظاته الافتتاحية: “يبدو واضحاً بالنسبة لي أننا بحاجة إلى إنشاء بعض الحواجز الوقائية المنطقية”، متحدثاً في مكالمة فيديو من غرفة روزفلت في البيت الأبيض بينما كان شي في قاعة الشعب الكبرى في بكين.
من جانبه وصف شي بايدن بأنه “صديقي القديم” واستخدم استعارة بحرية، حيث قارن البلدين بالسفينتين اللتين يجب أن تبحرا معاً في رياح المحيط والأمواج من دون الاصطدام.
ورأت الصحيفة أنه رغم من ذلك، فإن الاحتراق تحت السطح كان أمراً حاداً قد يكون من الصعب حله.
وفي نهاية ثلاث ساعات ونصف من المحادثات، لم يتفق الزعيمان على نوع البيان المشترك الذي عادة ما يتخلل القمم بين الولايات المتحدة والصين على مدى عقود. وانتهى الاجتماع الأخير للسيد شي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2019 أيضاً من دون بيان مشترك، مما يشير إلى تدهور العلاقات.
نشرت صحيفة واشنطن بوست” تقريرا أعده ماكس بيراك وجون هدسون حول التحديات التي تواجه وزير الخارجية الأمريكي في أول رحلة له إلى إفريقيا التي جاءت وسط أزمات عميقة تعيشها القارة. وبعد عام من دخول إثيوبيا حربا أهلية قتل فيها الآلاف ويواجه الملايين المجاعة وتهدد بزعزعة استقرار منطقة شرق إفريقيا، وصل أنتوني بلينكن وتحدث عن الأزمة في إثيوبيا بمؤتمر صحافي بالعاصمة الكينية نيروبي قائلا “نحن قلقون جدا حول العنف المتزايد وتوسع القتال خلال البلاد وما نراه مخاطر على وحدة وسلامة الدولة”.
وسيزور بلينكن في نهاية الأسبوع نيجيريا حيث سيلقي خطابا حول العلاقات الأمريكية- الإفريقية قبل سفره إلى السنغال إلا أن الحرب في إثيوبيا التي اعتبرت مرة شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة حامت فوق النقاشات في كينيا التي تشترك مع الحدود مع إثيوبيا جنوبا.
وشجبت الولايات المتحدة أكثر من مرة الجرائم التي ارتكبتها قوات الحكومة وحلفائها وكذا الحصار الإنساني الفعلي على منطقة تيغراي حيث تقاتل حزبا سياسيا تحول إلى ميليشيا مسلحة تهدف للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد. وباتت الحرب مدفوعة أكثر بالخلافات الإثنية حيث تشترك الجماعات المسلحة بشكل غير رسمي في القتال. وفرضت الحكومة حالة الطوارئ تم بموجبها اعتقال أبناء عرقية التيغراي، وذلك حسب تقارير منظمات حقوقية.
ويدفع مسؤولون في وزارة الخارجية لإعلان إبادة ردا على عمليات التطهير العرقي في إثيوبيا، لكن لم يتم تحديد شيء بشكل رسمي حسب أشخاص على اطلاع بالأمر. وقال بلينكن إن الولايات المتحدة لا تزال تنظر في “الحقائق” و “القانون” المحيط بالجرائم الأخيرة. وقال للصحافيين يوم الأربعاء “بعيدا عن تسميتنا لها هناك حاجة لأن تتوقف”، وتصريحات كهذه ستنظر إليها الحكومة الإثيوبية كخيانة وأن الولايات المتحدة بدأت تشكك في شرعيتها وتقف مع المتمردين الذين يحاولون الإطاحة بها.
وقال بلينكن مؤكدا أن أحمد “انتخب على النحو الواجب”. وفي تغريدة نشرها آبي أحمد يوم الأربعاء قال فيها إن إثيوبيا “تواجه سرد قويا شن ضد البلد ويستخدم فيه الكثيرون التضليل لتبرير تحركاتهم الشريرة”. وأعد بلينكن عددا من العقوبات ضد بعض المسؤولين الإثيوبيين على أمل أن تدفعهم نحو وقف إطلاق النار. لكن الحكومة الإثيوبية متمسكة بموقفها، قائلة إن الإجراءات العقابية ضدها تصل إلى حد دعم ضمني لأعدائها الذين تعتبرهم منظمة إرهابية مصممة للإستيلاء على السلطة التي فقدتها عندما أصبح آبي أحمد زعيما قبل 3 أعوام. ولا يبعد المتمردون من الحركة الشعبية لتحرير التيغراي سوى 200 ميل عن العاصمة أديس أبابا ويقاتلون على خط إمدادات يربط إثيوبيا التي ليس لديها منفذ على البحر مع الجارة جيبوتي. وظلت إثنية التيغراي القوة المهيمنة في إثيوبيا على مدى العقود الثلاثة الماضية. ولكن السكان سخطوا عليها بسبب المحاباة لإثنية التيغراي وحدها من الحريات السياسية عندما كانت في السلطة. والتقى بلينكن في نيروبي مع الرئيس أوهورو كيناتا الذي تأمل الخارجية بلعب دور وسيط للدفع باتجاه وقف إطلاق النار.
وسافر كيناتا إلى أديس أبابا يوم الإثنين ومن المتوقع عودته إليها بعد زيارة بلينكن. ويواجه القرن الأفريقي الذي يضم إثيوبيا وأريتريا والصومال والسودان أزمات ومرت عليه فترة من الإضطرابات في وقت اعتقدت فيه الولايات المتحدة أن عملها لنشر الديمقراطية ناجح.
وتلاشت الحماسة بعد فوز أحمد بجائزة نوبل للسلام عام 2019 لدوره في وقف الحرب الطويلة مع إريتريا سريعا بسبب الحرب التي اتسمت بالانتهاكات التي مارسها الجيش الإريتري الذي وقف مع آبي أحمد. وإلى جانب العقوبات علقت واشنطن المساعدات.
وفي الصومال أجلت الانتخابات التي طال ترقبها أكثر من مرة، وأدى الخلاف حول عملية إجرائها لعنف في شوارع العاصمة مقديشو.
ورغم مليارات الدولارات من المساعدات لا يزال البلد غير مستقر وتواصل فيه حركة الشباب الموالية للقاعدة هجماتها الإرهابية على المدن بشكل شبه يومي، وذلك من المناطق الخاضعة لسيطرتها في الأرياف. وفي السودان تلاشت الآمال من الاعتماد على الحكومة الانتقالية المدينة- العسكرية والتحرك نحو انتخابات. ولا يزال رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك تحت الإقامة الجبرية. والتقى هذا الأسبوع، حمدوك والفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الانقلاب في الشهر الماضي مع مسؤولين أمريكيين ولا يعرف إن حدث تقدم للإفراج عنه أو إعادته لمنصبه وهو الهدف المعلن لوزارة الخارجية. وعلقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي المساعدات المباشرة والمساعدة في الدين للسودان بمليارات الدولارات. وحذر بلينكن في نيروبي مما وصفه “قمع الديمقراطية” التي يعيشها العالم اليوم، حيث يقوم لاعبون سيئون بتقويض المؤسسات وعمل الصحافيين وناشطي حقوق الإنسان.