سورية عقدة التحولات والتوازنات الجديدة
غالب قنديل
تواصل سورية كفاحها لاستكمال تصفية أدران العدوان والعمالة على الأرض واحتواء ذيول وتبعات الحرب الضارية التي شنها الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي بالتوازي مع ملحمة صمود اقتصادي في وجه الحصار والعقوبات الخانقة وتحديات إزالة آثار العدوان عمرانيا وسكانيا ومعالجة آثار ونتائج مجتمعية غير عادية خلفها الإعصار الإجرامي المدمر في مناطق سورية مختلفة.
أولا تركز معاهد الدراسات والأبحاث الاستراتيجية الأميركية والغربية على تنامي الشراكات السورية مع روسيا والصين وإيران في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية ومن الواضح في الحساب الرائج أن سورية مرشحة لتحولات هائلة ولاندفاعة نمو اقتصادي وتعاف سريع الوتيرة بالنظر لطبيعة شراكاتها الواعدة مع هذا المثلث الشرقي الذي يرمي بثقلة تقنيا واستثماريا إلى جانب الشريك السوري الذي يعمل من غير ضجيج أو استعراض ويتواضع في اشهار الأشواط المحققة من عملية البناء الاقتصادي والتكنولوجي وازالة آثار العدوان بل إن بعض وجوه التعاون والشراكة التقليدية والمستحدثة تقنيا وإنتاجيا مع هذا المثلث الشرقي تحاط بتكتم وتعرض بتواضع شديد وهذه سمة ملازمة لسلوكيات القيادة السورية ومنهجها الذي رسخه الرئيس الدكتور بشار الأسد بحزم ووضوح منذ سنوات بتركيز الاهتمام على خلق تحولات وإحراز نتائج ملموسة بأقل قدر ممكن من الضجيج والدعاية الإعلامية ومن غير أي استعراض.
ثانيا من البديهي والتقليدي في السلوكيات السورية ان تحاط الشؤون الدفاعية بالتكتم والسرية ويذكر من عاصروا تحضيرات حرب تشرين عام 1973 أن جميع المتابعين فوجئوا بالصواريخ المضادة للطائرات التي ظهرت في سياق التصدي للطيران المعادي ويحيط إلى اليوم ستار الكتمان الشديد بجميع وجوه المنظومة الدفاعية السورية التي يتواصل تطويرها بدون انقطاع بكفاءات وخبرات سورية وبالتعاون مع الحلفاء والشركاء في روسيا وايران والصين وتبذل القيادة السورية جهدا استثنائيا متواصلا لتطوير القدرات والإمكانات الدفاعية بكل تكتم وتحفظ كالعادة فالقوات المسلحة تعلمت إتقان المفاجآت في أي حرب وهي تواصل الاستعداد والتدريب رغم ما واجهت من تحديات التصدي لحرب عدوانية مدمرة ويعتقد الخبراء أنها تعد مفاجآت ستذهل العدو والصديق في أي حرب قادمة بعدما اختبرت في ملاحم تطهير المناطق السورية من عصابات التكفير وزمر العملاء والمرتزقة أنماطا مركبة ومعقدة من المعارك وأساليب القتال وكانت كلمتها العليا وهي تواصل تحرير المناطق السورية الطرفية وتصفية جيوب العمالة واقتلاعها من الجغرافية الوطنية وقد انعكس التحول الميداني اقتصاديا بتحرير موارد عديدة للثروة واستعادتها إلى سيطرة الدولة والقوات المسلحة.
ثالثا أنوية التعاون والشراكات الاقتصادية بين سورية والحلفاء مبشرة وواعدة وستمثل مفاجأة في مردودها وثمارها المقبلة التي ستظهر للعيان كلما اقترب اكتمال الإنجاز التاريخي بتحرير المناطق الغنية بالموارد النفطية والزراعية التي يتعمد المحتل الأميركي إطالة أمد السيطرة عليها وتأخير مساهمة مواردها الهائلة برفد الاقتصاد السوري والخزينة السورية وتسييل مردودها في مشاريع إعادة بناء ما دمرته الحرب فسيطرة قوات الاحتلال الأميركي على مناطق غنية بالنفط واستقدام شركات ومعدات متطورة لسرقة ما فيها من ثروات هو أحد أخطر المشاهد اللصوصية الفاضحة في حرب استعمارية رجعية تستخدم عصابات عملاء ومرتزقة وآلة دعاية فاجرة بكذبها وادعاءاتها.
انتصار الدولة السورية والجيش العربي السوري بدعم من روسيا وايران سيكون تتويجا لملحمة مقاومة ودفاع وانطلاقا لمسيرة بناء ونهوض وسورية بشعبها وجيشها ودولتها الوطنية ستكون قادرة على إزالة آثار العدوان ومخلفاته وإطلاق عملية بناء وازدهار ونمو مبهرة ومتألقة.