في اليوم الثالث للمأساة السورية-التركية استمرار رفع الأنقاض وأعداد الضحايا إلى ارتفاع
لليوم الثالث على التوالي، تستمر عمليات الإغاثة في كل من شمال سوريا وجنوب تركيا، حيث ضرب زلزال مدمر تلك المناطق، بلغت قوته 7.7 على مقياس ريختر مركزه “كهرمان ماراس” التركية. ومع استمرار أعمال الانقاذ ورفع الأنقاض، تستمر أعداد الضحايا والجرحى في البلدين بالارتفاع، مع حدوث هزات ارتدادية من حين لآخر، مما دفع السلطات إلى التحذير من الاقتراب من المباني المعرضة للسقوط. هذا وواصلت العديد من الدول إرسال المساعدات بمختلف أشكالها وفرق الإسعاف إلى المناطق المنكوبة، مع استمرار المأساة في سوريا على هذا الصعيد بسبب قانون “قيصر”.
ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الهائل الذي ضرب تركيا إلى 8574 قتيلا و49133 جريحا، وفق ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال أردوغان اليوم الأربعاء، إن عدد المباني التي انهارت بشكل كامل في الزلزال، وصل إلى 6444 بناء، مشيرا إلى أن هذه الأرقام كلها إحصاءات غير نهائية.
وفي وقت سابق، أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أن 70 دولة عرضت المساعدة على تركيا في أعمال البحث والإنقاذ “وصل إلينا 3294 عنصر بحث وإنقاذ من دول أخرى، وعرضت أكثر من 70 دولة الإسهام في أعمال البحث والإنقاذ”.
وتابع ” أنشأنا مستشفيات ميدانية في جميع المناطق المتضررة من الزلازل، وفتحنا طريقا موازية للطريق الرئيسية المتضررة بين الريحانية وهاتاي، وخصصنا مطار أضنة لاستقبال الطائرات المشاركة في الإخلاء والإنقاذ والدعم”. ووجه أوقطاي شكره للدول التي قدمت مساعدات لتركيا و”وقفت بجانبها” في التعامل مع تداعيات الزلزال. وأضاف نائب الرئيس التركي قائلاً “تم إنقاذ أكثر من 8 آلاف شخص من تحت الأنقاض حتى الآن”.
من جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن تجهيز مجموعة إضافية من رجال الإنقاذ لإرسالها إلى تركيا. وتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توجه صباح اليوم لمنطقة وقوع الزلزال للاطلاع على الأوضاع ميدانياً.
كما أعلن خبراء الزلازل عن تسجيل هزة أرضية ارتدادية بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر في منطقة وسط تركيا.
في غضون ذلك، نشرت الجريدة الرسمية التركية، القرار الرئاسي بشأن إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في الولايات العشر المتضررة من زلزال ولاية قهرمان مرعش، ليدخل بذلك حيز التنفيذ.
وبدأ سريان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في ولايات أضنة، وأدي يمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهطاي، وقهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفة.
هذا ووصلت الطائرة الروسية البرمائية “Be-200″، اليوم الأربعاء، إلى تركيا للمساعدة في إخماد حريق ميناء إسكندرون. وفي وقت سابق أعلنت الخدمة الصحفية لوزارة الطوارئ الروسية، أنه “وفقا لأوامر وزير الطوارئ الروسي ألكساندر كورنكوف، سترسل الإدارة طائرة “بيريف بي إي -200″، إلى تركيا، للمساعدة في إخماد الحريق القوي الذي اندلع في ميناء إسكندرون”.
وفي وقت سابق، اندلع حريق كبير في ميناء إسكندرون التركي في جنوب البلاد، إثر زلزال مدمر وقع فجر الاثنين، وامتدت النيران إلى الحاويات في الميناء. وفي وقت سابق، تم الإبلاغ عن أنه وفقا للقطات التي نقلتها القنوات التلفزيونية المحلية، كانت 1500 حاوية على الأقل في منطقة الحريق.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة السورية، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1262 وفاة و2285 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية. وبلغ عدد ضحايا الزلزال في محافظة حماة إلى 51 وفاة و73 إصابة، وفي محافظة اللاذقية، ارتفع إلى 506 وفيات و792 إصابة في حصيلة غير نهائية فيما بلغ عدد الأبنية المنهارة 102 بناء.
وشهدت المناطق السورية التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة ارتفاعاً في حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا (مناطق سيطرة فصائل المعارضة) لأكثر من 1280 حالة وفاة وأكثر من 2600 مصاب والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض.
وأكد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس خلال زيارته محافظة حماة أن “تكاتف الجهود والتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع الأهلي يسهم في التخفيف من آثار الزلزال، وتجاوز المحنة”.
وأشار المهندس عرنوس خلال اجتماعه مع المعنيين في محافظة حماة إلى “ضرورة استثمار كل جهد في عمليات الإنقاذ وخدمة الأهالي المتضررين”، مشيراً إلى أن “المطلوب من لجان العمل في المحافظات المتضررة جراء الزلزال إنجاز تقييم أولي للاحتياجات، بناء على الكشف على المباني المتضررة والمتصدعة، وبما يمكّن الحكومة من التعاطي مع نتائج الزلزال بعد الاستجابة الإغاثية الحالية”.
هذا وتفقد رئيس مجلس الوزراء الأعمال المستمرة لرفع الأنقاض والبحث عن الناجين والضحايا في المباني المهدمة بحي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية. واستمع عرنوس من رئيس مجلس المدينة إلى الإجراءات التي تم اتباعها في الموقع وجهود فرق الإنقاذ، كما التقى عدداً من الأهالي في الحي، مؤكداً بذل كل الجهود لرفع الأنقاض وتقديم كل الخدمات الإغاثية والإنسانية للتخفيف من آثار الزلزال.
كما اطلع على أوضاع العائلات المتضررة والمستضافة في جامع صوفان بمدينة اللاذقية مستمعاً إلى احتياجاتهم والخدمات الإغاثية المقدمة لهم.
وفي تصريح لـ “سانا” قال رئيس مجلس مدينة اللاذقية حسين زنجرلي إن “المبنى المتهدم في الحي مكون من 6 طبقات ويضم 34 شقة سكنية وبدأت عمليات الإنقاذ وإخلاء الضحايا منذ الساعات الأولى”، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال 11 شخصاً من المصابين، إضافة إلى عدد من الضحايا.
وزار رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة حسن الغباش ومحافظ حماة محمود زنبوعة مركز إيواء الصم والبكم المؤقت في مدينة حماة، للاطمئنان على سلامة الأهالي الذين تضررت منازلهم جراء الزلزال والاستماع منهم عن ظروفهم والخدمات المقدمة لهم في مجال توفير الاحتياجات الإغاثية.
وقال وزير الصحة حسن الغباش إن “كوادر الاستجابة الاسعافية تسابق الزمن في موقع الحادث وبلغ عددها أكثر من 600 عنصر صحي بمختلف الاختصاصات”.
من ناحية أخرى، أفادت “وكالة سانا” بوقوع هزة أرضية خفيفة ارتدادية شعر بها سكان محافظات اللاذقية وطرطوس وحلب وحمص في سوريا. كما أُعلن عن حدوث هزة ارتدادية شعر بها سكان مدينة حلب.
كما أفاد المركز الوطني للزلازل بوقوع هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر ضربت عند الساعة التاسعة وتسع دقائق صباحا اليوم الأربعاء في منطقة لواء الاسكندرون على بعد 48 كم شمال سوريا.
هذا ووصلت إلى مطار دمشق الدولي اليوم طائرتان إماراتية وهندية محملتان بالمساعدات الإنسانية والطبية لمتضرري الزلزال. كما أعلنت سلطنة عمان أنها بدأت الأربعاء تسيير جسر جوي لنقل مواد طبية وإغاثية إلى سورية للمساعدة في مواجهة تداعيات الزلزال الذي ضربها أول أمس.
ووصلت أمس الثلاثاء طائرة عراقية إلى مطار دمشق الدولي تحمل مساعدات للمساهمة في إغاثة أهالي المناطق المتضررة، إضافة إلى وصول طائرة قادمة من الهند إلى مطار دمشق الدولي محملة بمساعدات إنسانية وإغاثية.
كما وصل عدد المساجد التي جهزتها وزارة الأوقاف بالمستلزمات الضرورية لتكون مراكز إيواء للأهالي المتضررين من الزلزال في محافظتي حلب واللاذقية إلى 72 مسجداً. وأوضحت الوزارة على صفحتها الرسمية على الفيس بوك أن “المساجد التي جهزتها لتكون مراكز إيواء للمتضررين هي في حلب 52، وفي اللاذقية 20 مسجداً”، مؤكدة أنها مجهزة بكافة الخدمات التي يحتاجها الأهالي.
وفي السياق، طلبت سوريا بشكل رسمي اليوم الأربعاء، من الاتحاد الأوروبي الحصول على دعم لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي البلاد، بحسب ما ذكره متحدث بالمفوضية الأوروبية بالاز أوجفاري. يتزامن ذلك ايضاً مع مطالبة وزير الصحة السوري المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بتقديم المساعدة للقطاع الصحي.
يأتي ذلك في وقت صرّح فيه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن جميع مساعدات الاتحاد الأوروبي يتم إرسالها إلى تركيا لمواجهة تداعيات الزلزال. ويعتزم رئيس الوزراء اليوناني إثارة هذه المسألة في اجتماع للمجلس الأوروبي اليوم. وقال ميتسوتاكيس “هذه ليست مسألة الاعتراف بأي نظام، إنها تتعلق بإنقاذ الأشخاص الذين يعانون من ضائقة شديدة ويحتاجون بشدة إلى مساعدتنا”.
وتلقى وزير الخارجية فيصل المقداد صباح اليوم الأربعاء اتصالاً هاتفياً من نظيره التونسي نبيل عمار نقل خلاله تعازي ومواساة الرئيس التونسي قيس سعيد والشعب التونسي إلى سوريا حكومةً وشعباً، معرباً عن التضامن مع أهالي الضحايا والمتضررين.
بدوره، هنأ الوزير المقداد الوزير عمار على تعيينه وزيراً جديداً للخارجية في الجمهورية التونسية، متمنياً له النجاح في أداء مهامه، كما أعرب عن تقدير سورية للمساعدات الإنسانية والدعم الذي تم تقديمه من تونس.
هذا وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر لحظات أليمة عاشها الأطفال وثقة المحنة الصعبة التي عاشوها تحت أنقاض المنازل المدمرة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين الماضي.
