اللواء ابراهيم: أرى تباشير خطاب خطير مملوء بالكراهية
ركّز المدير العام للأمن العام اللّواء عباس ابراهيم، على أنّ “الإعلام هو السّلطة الأشمل الكاشفة للحقيقة والحقائق، الّتي لا يفوتها في مخبأ الأسرار من سرّ مهما كانت خطورته ومضامينه”، مشيرًا إلى أنّ “قوّة الإعلام وأثره في المجتمع المحلّي أو على نطاق عالمي، يرتبطان بالاستراتيجيّة وما ينبع منها من سياسات، وما يكون لها من مرجعيّة وصدقيّة وتأييد، أكثر ما ترتبط بقوّة الإعلام نفسه وإمكاناته وتقنيّاته، والأخطر أن يكون الإعلام في وادٍ والرّأي العام في وادٍ آخر”.
وأشار خلال حفل تكريم بدعوة من مركز بيروت للأخبار، أُقيم في “بيت بيروت”- السوديكو، إلى أنّه “قد تتساءلون لماذا هذه المباشرة في تحديد الهدف عبر الإضاءة على الإعلام والرّأي العام؟ وجوابي، أنّه بعد مسيرتي الطّويلة في مهام متنوّعة ومعقّدة، اختبرت فيها الإعلام دورًا وسلاحًا حاسمًا”.
ولفت اللّواء ابراهيم إلى “أنّني لمست وبقوّة كم أنّ على وسائل الإعلام أن تنحاز إلى جانب الحقّ، لا إلى جانب القوّة، حيث تبثّ سمومها لطمس قضايا وطنيّة وإنسانيّة، في طليعتها قضيّة فلسطين والشعب الفلسطيني ومأساته المستمرّة، وملف النزوح السوري في لبنان الّذي قد يتخطّى قضايا كثيرة”.
وذكر أنّ “إبّان الحرب غاب الى حدّ كبير مفهوم الوحدة الوطنية، وحلّت في الإعلام تعابير طائفيّة سُوِّقت ضمن ديماغوجيّة سياسيّة مقفلة. ومنذ اتفاق الطائف، يسوّق الإعلام اللبناني لمسألة الوحدة الوطنيّة، أمّا في يومنا الحاضر فإنّني أرى تباشير ردّة مقيتة إلى خطاب خطير جدًّا مملوء بالكراهيةّ والحقد، ليس فقط من منطلق طائفي ومذهبي، إنّما داخل الطّائفة والمذهب نفسهما، في حرب شعواء، وللأسف لا ضوابط أخلاقيّة ولا قانونيّة لها، وكأنّ المطلوب التّحضير عبر وسائل إعلاميّة لدرب جلجلة جديد، لا أعتقد أن لبنان يقوى على تحمّل تبعاته ونتائجه”.
كما أكّد أنّ “الحرّيّة الإعلاميّة هي من حقوق كلّ إنسان، ولا صون للحرّيّة إلّا بالحرّيّة، وإذا كان لبنان ضرورة حضاريّة للعالم، فحريّ أن يصبح دور الإعلام كبيرًا”، مبيّنًا أنّ “لذلك، علينا أن لا نخسر معركة تثبيت العيش المشترك الواحد، ليبقى لبنان نموذجًا مُعاشًا يكذّب عمليًّا أطروحات صراع الحضارات والثّقافات والأديان”.
وتوجّه ابراهيم إلى السّلطة الخامسة بالقول: “عليها الخروج من قوقعة الطّائفيّة والتّعصّب والمذهبيّة، ومن رؤية اللّون الواحد والرّأي الواحد، لملاقاة الآخر لنصغي إليه ونتحاور معه، لنقبله على الرّغم من الاختلاف”، مشدّدًا على أنّ “عبر هذه الرّسالة الشّريفة الّتي تضطلع بها وسائل الإعلام، يمكننا رؤية وطن أكثر إنسانيّة وتقدّمًا وازدهارًا”.