الاستحقاق الرئاسي وذروة المأزق الانفصامي
غالب قنديل
ليس أدلّ على بلوغ المأزق الرئاسي درجة عالية من الانفصام من استمرار المراوحة في المكان وغياب المخارج والحلول وأيّ بوادر حراك قد يوصل اليها واقعيا، كما توضح المؤشرات الدّالة على سطح الأحداث السياسية الجارية .
على المعنيين معاينة المأزق من جذوره، وأن يرصدوا تشعّباته وتشابكاته ليهتدوا الى الحلّ الأجدى والممكن بعيدا عن الشبهات والالتباسات.
المسألة وما فيها، هي اختيار شخصية مناسبة للموقع والمنصب بحساب المصلحة الوطنية، وانطلاقا من واقع البلد وتوازناته بعيدا عن الاستنسابية الشخصية والذاتية في الاختيار والمعاينة. ولذلك ننحّي كليا أيّ رغبوية ذاتية في تمحيص الخيارات وغربلة الأسماء، التي لنا في عدادها أصدقاء. وكم كنّا نتمنى لو تجاسر الواقع السياسي وتسامى على ذكوريته باختيار سيدة للترشيح على الأقل، علّه يدشّن سابقة، ويشقّ مسارا جديدا في بلد يزخر بالكفاءات بين سيداته المجلّيات. ونامل من ذلك أن يتفتح عهد ترشيح السيدات في الاستحقاق المقبل، وبعد انتهاء الولاية المرتقبة للرئيس العتيد.
بكل صراحة ووضوح، ومع احترامنا للجميع، نسارع الى التأكيد جهارا أن الوزير فرنجية في نظرنا، هو الجدير بالرئاسة، ليس فحسب انطلاقا من كفاءاته وحصانته الأخلاقية والوطنية، ومن وعد السيد نصر الله في الاستحقاق السابق. وأملنا أن يتوصّل الرئيس فرنجية والوزير باسيل للتفاهم على إطار تعاون وعمل مشترك، يحقّق المصلحة الوطنية، ويغطي السنوات الست المقبلة. والعين على ما يمكن أن يحقّقه حزب الله وأمينه العام من رعاية وعناية في هذا السبيل. وعسى الأيام المقبلة تزفّ البشارة المنتظرة.
إن مصداقية الوزير فرنجية ومناقبيته وفروسيته، وما لديه من الخصال والسمات الأخلاقية، تكسبه الكثير من الصفات التي تعطيه الأفضلية، وتجعله فوق أيّ مقارنة، كما تجمع خلفه حشدا من المناصرين المتحمسين، كما تحتشد المواصفات المبدئية والأخلاقية لشخصية فرنجية في حماسة وسمات وبصمات المناصرين المتحمسين لانتخابه على الصعيدين الشعبي والسياسي، وهو بكلّ وضوح بات الشخصية الوطنية المؤهّلة لشغل المنصب الأول في الدولة اللبنانية بلا منازع.
كلمتنا الى الوزير باسيل أن المطلوب منه التوصّل الى تفاهم على برنامج حكم، يمكنه أن يتفق عليه مع الوزير فرنجية، ليكون مضمون مشروع العمل المشترك في المرحلة المقبلة بعد الانتخابات الرئاسية، حيث تصبح ورقة العمل الممهورة بتوقيعي باسيل وفرنجية، هي صكّ العهد الجديد بكفالة سيد المقاومة وضمانه المعنوي والعملي المنزّه عن الغرضية والمصالح والحسابات الصغيرة.
إن المأزق ليس مغلقا، والمخرج متاح وظاهر، والمطلوب هو المبادرة والتأسيس لمسار جديد، يخرجنا من دوامة الترنّح والمراوحة. وسوى ذلك هدر للجهد والوقت بلا طائل، وخدمة للمستفيدين من مدّ المأزق وتمديد المعاناة.