بقلم غالب قنديل

فرنجية رئيسا والتيار مدعو لدعمه 

 

غالب قنديل  

قد يطول الوقت قليلا حتى انتخاب الرئيس العتيد، ولكنّ المسافة الزمنية الفاصلة مهيأة لتشهد تنضيج التفاهمات والتوافقات، التي تضمن استقرار الحكم وثباته بمعادلات القوة وانتظام سير المؤسسات.

الأكيد أن قيادة حركة أمل وحزب الله وسائر أطراف الحلف الوطني الداعم للمقاومة معنيون بالاستحقاق الرئاسي، وبالتفاهم على شخص الرئيس العتيد. وتلتقي غالب الترجيحات والترشيحات داخل حلف المقاومة على اسم الوزير سليمان فرنجية.

بالمقابل تقف عقبة واضحة وصريحة، هي الموقف الشخصي لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الذي يراكم الذرائع والمسوّغات السياسية لرفض ترشيح فرنجية. وقد كانت آخر خطوط تراجع باسيل عن ردة فعله الحانقة، الدعوة الى التفاهم بينه وبين فرنجية على مرشح توافقي ثالث، يصار الى انتخابه.

في الواقع، ومع كل الاحترام للوزير باسيل واجتهاداته، ومع تشديدنا على مرجعية السيد نصر الله بالنسبة لسائر أطراف الحلف الوطني، نقترح أن يكون جدول أعمال الحوار بين فرنجية وباسيل عند السيد، هو بالذات، برنامج عمل العهد الجديد برئاسة فرنجية، وكيف يمكن للتيار الوطني الحر أن يتشارك مع تيار المردة وحزب الله وسائر الحلفاء، وبالذات حركة أمل والحزب القومي وجميع الشخصيات والفرقاء الوطنيين، في مسار إنهاض البلد من هوة الانهيار.

أما فكرة المرشّح الثالث، التي سربتها مصادر باسيل، فهي غير منطقية، ويُفضَّل سحبها من التداول، إلا إذا أرادها الوزير باسيل عتبة متدرّجة للنزول عن سلّم الانفعال السلبي، وهذا ما يدعونا الى التشديد على عدم إضاعة الوقت في جدال عقيم واغتنامه، لتعجيل التباحث في برنامج الحكم العتيد وخططه بعد انتخاب فرنجية رئيسا، وبمشاركة مباشرة من التيار الوطني الحر والوزير باسيل، الذي نجزم له أن تعجيل المبادرة سيُلاقى بما يستحق من الإيجابية والفروسية والشهامة المعروفة عن الوزير فرنجية.

إن الحدّ الأدنى من المسؤولية الوطنية يقتضي مبادرة عاجلة، تضع حدّا للغط وللهذيان والاتهامات العبثية وللتحليلات والتسريبات المسمومة المكرسة لفكّ عرى الحلف الوطني وتفخيخه. والأكيد أن الوزير فرنجية يملك الخصال والمزايا المبدئية والأخلاقية، التي يشهد لها الجميع، بحيث إن كلمته ستكون ضمانا والتزاما، لا يخشى شريك بعدها تراجعا أو تخاذلا. وهذا ما تشهد به التجارب وشهادات العارفين من الأصدقاء والخصوم على السواء، ومنذ أمد بعيد.

ما يقتضيه الظرف الحرج الراهن على الصعيد اللبناني، هو استعجال البتّ بالأمور، وانتخاب الرئيس فرنجية، لإطلاق ورشة وطنية شاملة، يجب أن يكون التيار الوطني الحر مشاركا أصيلا فيها. وتلك هي مصلحة البلاد والعباد، التي لا تحتمل استئخارا ولا مساومة أو مراوغة.

كلمتنا موجهة الى الوزير باسيل والتيار الوطني الحر لضرورة اتخاذ خطوة إيجابية وعملية نحو انتخاب فرنجية، وتعجيل ولادة العهد الجديد، والتفرّغ لورشة الإنقاذ المأمولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى