المقاومة القادرة التي تتيح وتحمي النفط والغاز
غالب قنديل
ببساطة، ومن غير أي مواربة أو التفاف، نجزم وبكلّ وضوح أنه لولا المقاومة وقدراتها الرادعة التي يخشاها العدو ويحسب لها ألف حساب، لَمَا كان الإنجاز ممكنا، مع تقديرنا واحترامنا لجميع المساهمات والمشاركات السياسية والدبلوماسية، من جميع المواقع، في إنشاء منصّات التفاوض والاتصالات، التي مكّنت لبنان من دخول عهد جديد في بنيانه الاقتصادي، عبر مفاوضات الترسيم البحري.
إن افتراض التفاوض على الترسيم البحريّ مع الكيان الغاصب قبل عهد الردع المقاوم، وأقلّه قبل حرب تموز، وبداهة قبل التحرير، كان سيعني التباحث الدبلوماسي غير المباشر في ظلّ توازن للقوى، تميل كفّته لمصلحة العدو، وترتيب نتائج لن تكون في مصلحة لبنان، وستحكمها غَلَبة وهيمنة القوة الصهيونية الطاغية والمهيمنة، وبالتالي، ترتيب نتائج يحكمها اختلالٌ وغبن على حساب لبنان ومصالحه الوطنية.
إن عهد المقاومة والردع الاستراتيجي الذي تفرضه في مجابهة الدولة العبرية، أفضى الى زمن سياسي جديد بقواعد حاكمة، أتاحت للبنان تحصيل حقوقه وتحصينها. وينبغي النظر بكل تقدير واحترام لتقيّد الدولة اللبنانية الوطنية بأصول التعامل المسؤول مع ملف هام وحيوي، ومن دون أي هرولة انهيارية رغم حراجة الظرف، وبعيدا عن المزايدات السخيفة التي نسمع رجع صداها من حواشي وهوامش التجشّؤ السياسي البائس.
المقاومة بحزبها وقيادتها هي صاحبة الفضل في الإنجاز، ولولاها ما كان متاحا للبنان التمكّن من حقّه، ولا كانت لدى الدولة العبرية قابليّة التسليم والرضوخ لتلك الحقيقة القاهرة إلا تحت سيوف الردع المشهرة. وقد اختبر الصهاينة سطوة القوة وجسارة النيران برا وبحرا وجوا.
للمرة الأولى منذ اغتصاب فلسطين وقيام الدولة العبرية الى اليوم يواجه الصهاينة قدرة هادرة متحفّزة ويقظة، تطوّر إمكاناتها على مدار الزمن، ولا حدود لآفاق تقدّم ما تمتلك من الأدوات والتقنيات، التي يعمل جيش جرار من الخبراء والمهندسين على تحديثها وتصنيع الجديد منها، بما يثير الدهشة والاحترام، فما عُرف أو كُشف عظيم، وما خفي هو أعظم.
هذا زمن جديد، يغيّر البيئة الاستراتيجية، ويجعل حياة الكيان الصهيوني أشدّ صعوبة ورعونة. بينما تنفتح للبنان أبواب تقدّم وازدهار اقتصادي وصناعي وتكنولوجي، بفضل المقاومة وقوتها المتطورة وقيادتها الزاهدة المضحّية وكوادرها الساهرين على اكتساب المزيد من الخبرات والمعارف والقدرات والمهارات التي تعظّم من طاقاتهم وإمكاناتهم المتقدّمة والمبهرة.
سوف تزداد في نظر المنصفين مهابة المقاومة الزاهدة، كلّما ظهرت وتبدّت مكاسب الوطن الصغير، الذي نتباهى بعظمته كقوة هادرة في الشرق، ردعت صهيون، ولوت ذراعها في ميادين الحرب، كما في السياسة وفي النفط والغاز.