خبراء: واشنطن كانت على علم بالمخططات الأوكرانية بضرب جسر القرم أحمد حاج علي
خبراء روس مطلعون على مجريات تحقيق تفجير جسر القرم يرون أنّ التفجير تمّ عن بعد بواسطة مسيّرة أعطت أمر التفجير بالتزامن مع مرور قطار محمّل بصهاريج الوقود.
يقول المدوّن المعروف يوري بودولياكا عبر قناته في “التلغرام” إن كاميرات المراقبة أوضحت الكثير من تفاصيل كارثة استهداف جسر شبه جزيرة القرم (التي كانت مبهمة في الصباح الباكر)، وفتحت “داتا” الكاميرات باب الاحتمالات في اتجاه العمل التخريبي الإرهابي الموجّه، فالتفجير على ما يبدو، بحسب بودولياكا، قد تمّ بواسطة شاحنة أو آلية مفخخة بعبوة كبيرة شديدة الانفجار وعالية الفعالية، بالتزامن مع مرور قطار سكك حديد محمل بصهاريج الوقود، ما أدى إلى اشتعال 7 صهاريج.
تعطّل جسر القرم موقتاً جرّاء انفجار سيارة مفخخة
تعطّل جسر القرم موقتاً جرّاء انفجار سيارة مفخخة
وقال بودولياكا: “من المتوقع أن يظهر التحقيق أن التفجير قام به إما انتحاري أو مجرد سائق عادي”. ويرى خبراء مطلعون على مجريات التحقيق أن التفجير تم عن بُعد بواسطة مسيّرة أعطت أمر التفجير وقت مرور القطار بمحاذاة سيارة الشحن المفخخة، وهذا ما ينتظر أن يكشفه التحقيق. في جميع الأحوال، هذا التفجير ينقل المواجهة إلى مستوى يجب التوقف عنده.
وجاء في تغريدات الخبير الروسي يوري بودولياكا: “نتيجة العمل الإرهابي، انهارت عدّة مسالك لخط تفرع الجسر المخصصة لمسار السيارات والآليات، إلا أن الخط الثاني ما زال ثابتاً، ولكنّه بحاجة إلى الفحص قبل إعادة تشغيله لعبور وسائل النقل. وبعد إخماد الحريق، يمكن تقييم إمكانية إعادة تشغيل خطوط سكك الحديد. إلا أنه من المؤكد أن أحد خطوط سكك الحديد لم يعد صالحاً للاستخدام. حجم الضرر لن يعطل ولن يؤثر بشكلٍ كبير في إمدادات القوات المسلحة، إلا أنّ منطقة القرم قد أصبحت لفترة معينة أمام إشكاليات خدماتية لوجستية”.
وأضاف: “لهذه الأسباب، أعطت إدارة شبه جزيرة القرم التعليمات لإعادة تشغيل العبارات بشكل عاجل”.
وفقاً للتقديرات الأولية بحسب الخبراء، ستستغرق عملية إعادة ترميم الطريق السريع وتأهيله مدة تتراوح بين شهر أو شهرين، أما بالنسبة إلى خطوط سكك الحديد، فهذا أمر متعلق بعملية الكشف والمسح لتقييم حجم الضرر. وفي حال خلصت اللجنة الموكلة بفحص مسالك سكك الحديد إلى أنها صالحة للاستخدام بعد أعمال صيانة وترميم ضرورية لا تستغرق وقتاً كبيراً، فإن عملية تسيير القطارات سوف تستأنف على مسلكي خط سكك الحديد في غضون أيام.
ويقول الخبير العسكري، رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني، العقيد إيغور كوروتشينكو، إن الولايات المتحدة الأميركية كانت على علم بالمخططات الأوكرانية بضرب جسر شبه جزيرة القرم واستهدافه.
ونشرت صحيفة ” أم كا” الروسية تغريدات كوروتشينكو، وجاء في الخبر المنقول عنه أن خطوط الجسر المستخدمة في نقل السيارات والآليات وتلك المخصصة للقطارات قد تعرضت للتدمير وأصيبت بضرر. صباح اليوم، اشتعلت النيران في قطار شحن كان يسير على طول الجسر بفعل تفجير سيارة شحن. حركة المرور توقفت، ويجري التحضير لاستخدام العبارات البحرية. الولايات المتحدة الأميركية كانت تعلم أن كييف تستعد لتنفيذ عمل تخريبي يطال جسر القرم.
وقال كوروتشينكو: “كانت الولايات المتحدة الأميركية تعلم مسبقاً بالهجوم الإرهابي المخطط له ضد جسر القرم من قبل الأجهزة الأمنية الأوكرانية(؟)، راجع ما نشرته النيويورك تايمز في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2022 أول أمس”. وأضاف الخبير العسكري أن أحد أهداف التفجير الإرهابي هو التحريض على ضربة روسية جوابية لأوكرانيا باستخدام سلاح نووي تكتيكي.
وللتذكير، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” في 6 تشرين أول/أكتوبر الجاري مقالاً اتهمت فيه كييف باغتيال داريا دوغين. ورأى عديد من الخبراء الخبر المنشور بمنزلة تحذير من واشنطن تستعد للقيام بعمل تخريبي جديد.
في سياقٍ متصل، أعلن رئيس برلمان شبه جزيرة القرم كونستانتينوف أن الأضرار اللاحقة بجسر القرم سيتم إصلاحها على الفور، وهي ليست ذات طابع خطر.
من ناحية أخرى، قال نائب رئيس مجلس الدوما الروسية أوليغ موروزوف إن العمل الإرهابي الذي استهدف جسر القرم بمنزلة إعلان حرب.
وأكد نائب رئيس مجلس الدوما، أوليغ موروزوف، أن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد، بل بات “إعلان حرب بلا قواعد”.
وجاء في تصريح موروزوف لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “حرباً إرهابية خفية تُشنّ ضدنا. إضافة إلى ذلك، فإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد بل إنه إعلان حرب بلا قواعد”.
واليوم، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستمع إلى التقرير بشأن العمل الإرهابي الذي وقع على جسر القرم، وأنه كلّف رئيس الحكومة ميخائيل ميشوستين، ترؤس لجنة حكومية للتحقيق في الحادث.
وأكد نائب رئيس مجلس الدوما، أوليغ موروزوف، اليوم، أنّ الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحدٍّ، بل “إعلان حرب” بلا قواعد.
يُشار إلى أنّ مجلس الأمن الروسي حذّر من ارتفاع خطر التهديدات الإرهابية في القرم، وأكّد في وقت سابق أن الإجراءات الفعالة لهيئات الأمن الخاصة وأجهزة حفظ القانون أدت إلى إحباط 12 جريمة إرهابية”.