الدولة العبرية تهدد إيران وتقامر بوجود الكيان
غالب قنديل
تمثّل العنتريات الصهيونية ضد الجمهورية الإسلامية ظاهرة نافرة، تثير السخرية، وتحرّك العجب والنخوة في بلدان الشرق ولدى شعوب الإقليم وحركاته التحرّرية المقاومة، بالنظر للقوة الإيرانية الهادرة والمتطورة عسكريا، ومع الكفاءات المتقدمة تقنيا، وانجازاتها المبهرة الساطعة في أسلحة الجو والبحر والبر، والتقدم التكنولوجي والعلمي في سائر مستويات التصنيع العسكري الدفاعي والهجومي، وكثير من مجالات الصناعة والتكنولوجيا الأحدث في العالم.
تدعو العنتريات الصهيونية ضد الجمهورية الى السخرية، ليس فحسب، نتيجة مقارنة محسومة لصالح القدرات الإيرانية النوعية، التي تشهد بها وتتحدث عنها تقارير ودراسات استراتيجية غير إيرانية، بل إن ما يظهر بيد حلفاء الجمهورية من العتاد والسلاح والخبرات والتقنيات، التي اكتسبها واستثمرها حلفاء يشهدون للقدرات والخبرات القتالية الإيرانية، التي ظهرت تجلياتها في سورية ولبنان والعراق واليمن بكلّ جدارة خلال السنوات الأخيرة.
عبر التراكم المتواصل للخبرات والقدرات بات كل إنجاز يتحقق في أي ساحة ملكا لقوى المحور، حيث تمتد شبكات التدريب ونقل المعلومات والخبرات والإعداد ونقل العتاد والمعلومات والمكتشفات والخبرات على مدار الساعة دون انقطاع.
حالة ليست ظرفية ولا مؤقتة عابرة، بل هي دائمة ونامية باضطراد على وعد تحرير فلسطين. فقد حوّل المحور جغرافية المنطقة الى نطاق تواصل مفتوح عابر للحدود، وعلى امتداد هذه الجغرافية الشاسعة مهندسون وخبراء ومدربون وناقلون، يعملون بلا انقطاع في ورش ومعامل تصنيع ومختبرات تخفي الكثير من مخرجاتها ومنجزاتها للمفاجآت غير المرتقبة في أيّ اشتباك قادم.
الحرب حين تقع ستشعل جبهات عديدة حول فلسطين المحتلة، وهي فرصة مشتهاة بالنسبة لسائر أطراف المحور المقاوم، الذي تركّز بناؤه وتكوينه الثقافي والوجداني على فكرة اشتهاء الفرصة وعهد الزحف الى القدس. واذا رصدنا واقع الإقليم المحيط بالجغرافية الفلسطينية، لوجدنا أن الدولة العبرية ستكون هي المختنقة والمطوقة بالنيران في أيّ حرب إقليمية كبرى.
إن حساب المعادلة الناشئة عن أيّ اشتباك حربي، متزامن في التوقيت مع حزب الله اللبناني والجيش العربي السوري وحركة أنصار الله والجيش اليمني، يعني أن الكيان سيصلى بالنيران المدمِّرة من عدة جهات دفعة واحدة. واذا احتسبنا قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية النوعية الهادرة في البرّ والبحر والجو، لكانت الحصيلة محسومة بهزيمة أكيدة ومبرمة للكيان.
السناريو الافتراضي الأقرب لمحاكاة الواقع، هو توقّع انهيارات وتداعيات دراماتيكية، تزلزل الكيان الصهيوني، الذي سيختنق بالنيران من جميع الجهات. ولن نغوص في تكهنات افتراضية حول هجرة المستعمرين ونزوحهم، ومن غير أن نورد في قائمة القوى المقاتلة ثقل الجيش العراقي والحشد الشعبي، بل وأكثر تداعيات النيران والصدى والتفاعل على جميع المطبّعين والموقّعين اعترافا بالعدو من مصر الى الضفة والقطاع والأردن والبحرين والإمارات، انتهاء بمن سيلي ويتحضر بالأمر الأميركي من حكومات تابعة عميلة في أنحاء المنطقة وأطرافها.
إن أحدا لن يكون بمنأى عن تفاعلات الحدث والصدى بين المحيط والخليج. وكم نتمنى، دون أن نرغب، وقوع الحماقة الصهيونية، التي تشعل مثل هذا الحريق في قلب صهيون، وفي الثوب الأميركي وأذياله ومرتكزاته على امتداد الشرق العربي وشمال إفريقيا.