بوتين: الاتحاد الأوروبي فقد سيادته.. وعالم أحادي القطب قد انتهى
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ العالم لم يعد كما كان من قبل وأنّ الأحادية القطبية قد انتهت، لكن هناك محاولات مضنية لمحاولة استعادتها، وأنّ هناك ابتعادًا عن العولمة نحو نظام عالمي جديد، لافتًا إلى أنّ الاتحاد الأوروبي فقد سيادته بالكامل، وأنّ “أمريكا اعتبرت نفسها “منزلة من السماء على الأرض” عند إعلانها الانتصار في الحرب الباردة”.
وفي كلمة له خلال مشاركته بالجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الـ25 بعنوان “SPIEF 2022″، اليوم الجمعة، أشار بوتين إلى أنّ قرار العملية العسكرية الروسية الخاصة كان صعبًا، لكنّه كان حتميًّا، مؤكدًا أن لا علاقة للعملية العسكرية الخاصة بارتفاع أسعار الغاز في أوروبا.
كما لفت إلى أنّ اختفاء الأسمدة يعني انخفاض إنتاج السلع الغذائية، وهو ما ينذر بالجوع حول العالم، وهي مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا “نحن شعب قوي وسنتعامل مع أيّ مشكلة، وهذا يتضح من تاريخ بلادنا الممتد على مدى ألف عام”، مؤكداً أنّ “العالم متنوّع ولا يمكن فرض إطار واحد على الجميع من مركز واحد”، مضيفاً “العالم لم يَعد كما كان من قبل”، ومذكراً بما قاله في دافوس منذ عام ونصف العام أنّ العالم “أحادي القطب قد انتهى”، وأنّ هناك محاولات مضنية لمحاولة استعادته، مشيراً إلى أنّه “لم يعد من الممكن تجاهل مصالح مراكز القوى الجديدة في العالم”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أنّ “إجراءات الغرب في تدمير الاقتصاد الروسي باءت بالفشل ولم تؤتِ أُكلها”، موضحاً أنّ “ردّة فعل الشعب الروسي جاءت على عكس ما أراده الغرب فقد زدنا قوةً وتلاحماً”، مشيراً الى أنّ “النظام المالي الروسي مُستقر”، لافتًا إلى أنّ “الغرب توقّع أن ينهار الروبل ويصل إلى 200 مقابل الدولار لكن ما حصل كان العكس وتوقعاتهم لم تتحقق”.
وتابع “هدف العقوبات كان إسقاط الاقتصاد الروسي لكن لم ينجحوا لأن قطاع الاقتصاد الروسي عملَ بكفاءة”.
وأفاد بوتين بأنّ “الشعب الروسي شعبٌ قوي وسيتعامل مع أيّ مشكلة وهذا يتضح من تاريخ بلادنا الممتد على مدى ألف عام”، مضيفاً أنّ “السياسيين الأوروبيين أضرّوا باقتصادات بلادهم”، مشيرًا إلى أنّ “عواقب العقوبات المفروضة على روسيا ستكون 400 مليار دولار على الاقتصادات الأوروبية”، مشدداً على أنّ “العقوبات يمكن فرضها على أيّ دولة بما في ذلك الدول الأوروبية وأي من الشركات الأوروبية”.
ورأى بوتين أنّ “الاتحاد الأوروبي فقد سيادته بالكامل، ويخضع للإملاءات الخارجية، ويُنفذ كل ما يُملى عليه”، مبيّنًا أنّ “نمو التضخم في بعض دول منطقة اليورو تجاوز الآن مستوى 20%”، معتبراً أنّ “العالم وصل إلى هذا الوضع نتيجة للأنشطة التي قامت بها الدول الصناعية السبع الكبرى على مستوى الاقتصاد والسياسة”، لافتاً إلى أنّ “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كانت ذريعة لتحميل روسيا مسؤولية كل الأخطاء”، مؤكدًا أنّه “لا علاقة للعملية العسكرية الخاصة في دونباس بما وصل إليه الوضع في أوروبا”، مشيراً إلى أنّ “الولايات المتحدة كانت في طليعة المصدرين في السوق العالمية ولكن الدور الأميركي تغيّر الآن”.
ولفت بوتين إلى أنّ “الغرب تعمّد افتعال أزمة الغذاء من خلال شراء المواد الغذائية في الأسواق العالمية فوق احتياجاته الفعلية”، مضيفاً أنّ “الولايات المتحدة كانت المورد الأساسي للكثير من السلع الغذائية واليوم أصبحت مستوردًا أكثر منها مصدرًا”، كاشفاً عن أنّ “روسيا مهتمة بتصدير 50 مليون طن من القمح والأولوية للدول المحتاجة في دول الشرق الأوسط وأفريقيا”، موضحًا أنّ “الغرب ينتهج سياسة النهب القديمة نفسها والإمبريالية ولكن بحلّة جديدة”، مشدداً على أنّ روسيا لا تعرقل الصادرات الغذائية من أوكرانيا وأنّها ليست هي من زرعت الألغام في الموانئ، وقال في هذا الإطار “سنؤمن نقل الحبوب من الموانئ، ولكن على الجانب الاوكراني تأمين الموانئ مما زرعوه من ألغام بحرية”، محذراًمن أنّه “يوجد خطر في أن يذهب القمح الأوكراني لتمويل صفقات سلاح”، مبيناً إنّ “سبب أزمة الطاقة في أوروبا يكمن في السياسة الخاطئة للاتحاد الأوروبي والاعتماد غير المبرر على الطاقة البديلة”، مؤكدًا أنّه “لم يكن هناك مفرٌ من قرار شن العملة العسكرية حيث كان سكان دونباس يتعرّضون للتنكيل من النظام الأوكراني المدعوم غربيًّا”، مضيفاً أنّ “كل أهداف العملية العسكرية الروسية ستتحقق”، موضّحًا أنّ “جنودنا يدافعون عن الوطن وأبناء الشعب وعن القيم الإنسانية، ويقاومون القيم الدخيلة والانحلال الأخلاقي”، مشيراً إلى أنّ “السيادة في القرن الـ21 غير قابلة للتجزئة”.
وندّد بوتين بالتصرفات الغربية، قائلاً: “الغرب كان دائماً سخيًّا في رفع درجة العدائية ضد روسيا وخلق جوّ مسموم من الروسوفوبيا”، مشيراً إلى أنّ “التغيّر في الاقتصاد الروسي وقدرته على مواجهة العقوبات هو ما صنعناه خلال السنوات الماضية”، لافتًا إلى أنّ “هيكل العقوبات الغربية كان مبنيًّا على اعتقاد خاطئ أنّ روسيا ليست ذات اقتصاد مكتفٍ ذاتيًا”، قائلاً إنّ “العقوبات تفتح أمامنا فرصة كبيرة ودافعًا للمضي قدمًا فيما يخصّ الاستقلال التكنولوجي”، مضيفاً أنّ “روسيا لن تخضع لعملية العزلة التي ظنّت الدول المعادية أننا سنخضع لها”، مضيفاً أنّ “روسيا ستتعامل مع من يريد التعامل معها من القادة القادرين على التمييز بين مصالح أوطانهم والإملاءات الخارجية”، متوقعاً أنّ “الوضع الراهن في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية في المستقبل إلى تغيير النخب الحاكمة”، معتبرًا أنّ “كل من يعمل مع روسيا يتعرّض لضغطٍ غير مسبوق من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.