من الصحافة الاميركية
نشر موقع “مودرن دبلوماسي” تقريرا، تحدث فيه عن مدى أهمية التجارة الدولية في تغذية الصراع حول العالم.
وقال الموقع، في تقريره إن التكامل التجاري الدولي للبلدان الموجودة عبر الانقسامات السياسية من شأنه أن يؤدي إلى عالم غير متوازن وصراع بسبب الاستياء والخوف.
وحسب الموقع، فقد كشفت الحرب في أوكرانيا عن مفارقة مذهلة، مفادها أن الدول يمكن أن تكون في حالة حرب، بينما تستمر أعمالها التجارية؛ ففي بداية الحرب في 24 شباط/ فبراير و1 حزيران/ يونيو 2022؛ دفع الاتحاد الأوروبي لروسيا 60 مليار يورو مقابل شحنات الوقود الأحفوري، في الوقت الذي يشن فيه الاتحاد الروسي حربًا شرسة ضد حليف أوروبا الفعلي أوكرانيا.
وأشار الموقع إلى أن مفارقة التجارة في أثناء القتال لا تعبر عن نفاق الدول لبعضها البعض، بل تكشف عن جانب من جوانب العولمة الاقتصادية؛ فكلما زاد تكاملها بين الدول، خلقت المزيد من الصراع في العديد من الأماكن. ويكمن السبب في عدم وضوح هذه المفارقة إلى حد الآن في ادعاء الحكمة الشائعة والمتعارف عليها، بأن التكامل الاقتصادي يؤدي إلى التقارب السياسي.
أجبر ارتفاع أسعار النفط بسبب الغزو الروسي على أوكرانيا، الرئيس الأمريكي جو بايدن على التقرب من السعودية بعد تعهده بجعلها “منبوذة” بسبب جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بحسب “بلومبيرغ”.
وأثناء حملته الانتخابية، تعهد بايدن بتحويل السعودية إلى “منبوذة” بسبب جريمة مقتل خاشقجي، بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، وقام مؤقتًا بتجميد مبيعات الأسلحة للمملكة بسبب حربها في اليمن.
كما رسم خطة تعتمد فيها الولايات المتحدة على مصادر الطاقة المتجددة عوضا عن اعتمادها على سوق النفط الذي تملك فيه المملكة نفوذا واسعا.
ولكن نظرا لأن الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل أكبر اضطراب لإمدادات الطاقة منذ عقود، يتعين على بايدن اتخاذ مسار مختلف، وإعادة بناء تحالف أصبح مهما بشكل متزايد للاقتصاد العالمي.
مع اضطراب سوق النفط، أصبحت السعودية قادرة على تقديم شروطها. فهي تجني مليار دولار يوميا من النفط، ومن المتوقع أن ينمو اقتصاد السعودية، جنبا إلى جنب مع الهند بأسرع صورة من أي دولة في مجموعة العشرين.
ظهرت مؤشرات المصالحة في الثاني من حزيران/ يونيو عندما وافقت “أوبك +” على تسريع زيادات الإنتاج وهي خطوة أولى مهمة في حملة عالمية لاستهداف الصادرات الروسية بفرض عقوبات.
ويفكر بايدن في زيارة المملكة في الأسابيع المقبلة كجزء من جولة أوسع إلى الشرق الأوسط.
ويقول بوب مكنالي، مدير “مجموعة رابيدان للطاقة”، التي تتخذ من واشنطن مقرا، إن “الطرفين يرغبان في تثبيت العلاقات”، مضيفا: “الرئيس أعاد اكتشاف أهمية ثبات أسعار النفط والغاز، وبالأخص الدور الحيوي الذي تلعبه السعودية”.
لكن بايدن يعتقد أن قيادة السعودية تريد تأكيد أجندتها الخاصة. ويريد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اعترافا علنيا منه كحاكم فعلي بعد أن نبذه بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كما يسعى إلى الاستثمارات الأمريكية وقدرة الوصول إلى المعدات العسكرية الأمريكية.
كما يعد الضمان الأمريكي في حماية السعودية أمرا مهما، في ظل هجمات إيران ووكلائها على المملكة، وذلك ضمن اتفاق “النفط السعودي مقابل الحماية الأمريكية”، الذي عقد في عام 1945.
ويريد السعوديون إلى جانب الإمارات، اتفاقات خطية، وفقًا لشخصين مطلعين على المناقشات في الرياض وأبو ظبي. وإن ضمان الحماية الأمريكية السابق لم يكن على الورق، ولا يعتبر موثوقا كما كان عليه الحال في العقود الماضية.
ويرى السعوديون أيضا أنهم يجدون صعوبة في طرح قضيتهم أمام الديمقراطيين في الكونغرس مقارنة بالماضي كما يذكر ثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشات، أن زيارة بايدن قد تساعد في طي هذه الصفحة.
وتقول مديرة مركز الإمارات للسياسات، إبتسام الكتبي، لـ “بلومبيرغ”: “إن كان هناك التزام من الجانب الأمني فإن ذلك سيساهم في قطع شوط طويل”.
ويحتاج بايدن إلى حليف يمكنه المساعدة في إعادة النظام إلى سوق النفط بعد ارتفاع سعر برميل النفط الخام بأكثر من 50 بالمئة هذا العام إلى حوالي 120 دولارا وقد يرتفع إلى 200 مع ضغط عقوبات الاتحاد الأوروبي على الصادرات الروسية، وأصبح التضخم المتفشي مصدر خطر سياسي لرئيس يواجه انتخابات التجديد النصفي مع انخفاض في شعبيته.
على عكس قادة السعودية، لا يملك بايدن سيطرة مباشرة على كمية النفط المتدفقة من الآبار الأمريكية، بل يعود القرار لشركات استخراج الصخر الزيتي غربي تكساس، الذين عانوا أصلا من تبعات مرحلة النمو الإجباري قبل الجائحة.