بو صعب وجسور التفاهم الممكن بين أمل والتيار
غالب قنديل
فتحت انتخابات رئاسة المجلس النيابي ونائب الرئيس مجالا غير مصطنع، وهو طبيعي ممكن، ويُعوّل عليه لنسج تفاهم بين التيار الوطني الحرّ وحركة، أمل بعد الأصوات التي نالها نائب الرئيس الياس بو صعب، وكانت علامتها الفارقة أصوات نواب التنمية والتحرير، ليكون المعاون الرئيسي للرئيس بري في ساحة النجمة.
تصويت كتلة التنمية والتحرير لنائب الرئيس بو صعب يكشف عن قرار وخيار واضح، يمكن أن يّبنى عليه، ويؤسس لمستقبل تفاهم ممكن بين حركة أمل والتيار الوطني الحرّ بصورة تنهي علاقة مرتجّة، وتؤسس لرسوخ التحالف وثباته.
يمكن للجهود الوطنية أن تنضّج إمكانية الانتقال من صيغة “حليف الحليف” الى نواة جبهة منتظمة، تضمّ الأحزاب والشخصيات الوطنية كافة، انطلاقا من ثلاثي حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ مع سائر الحلفاء. وسيكون بو صعب بديناميته قرب الرئيس بري مؤهلا لجسر المسافات وتخطّي العوائق.
إن العمل الوطني يحتاج بقوة الى صيغة متطورة من العمل المشترك، ولبناء مؤسسة جبهوية. ولا نقيم تصورنا على فرضيات استنساخ الحركة الوطنية، التي كانت لنا عليها ملاحظات ومآخذ كثيرة سياسية وبرامجية، وشابتها ثغرات وانحرافات، إنما ننطلق من التشخيص الواقعي للتحديات الراهنة، وما تقتضيه من أطر وبرامج عمل على الصعيد الوطني.
ما نقترحه بالذات على قيادات العمل الوطني، ولا سيما حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحرّ والحزب الديمقراطي والقوميين السوريين بجناحيهما، هو عقد خلوة تناقش كيفية بلورة صيغة للعمل المشترك برنامجيا وتنظيميا، تشترك فيها سائر الأحزاب والشخصيات الوطنية.
أولى المهام، هي صياغة رؤية تناسب الظرف الراهن والتحديات الراهنة، وتفيد من عبر التجارب ودروسها. فقد بات لزاما في الظروف والتحديات الراهنة الضاغطة أن تجتمع الجهود وتتلاقى ضمن إطار منظّم يصبّها في مسار يفتح بوابات الفرص، ويلاقي التحديات ببرامج وخطط عمل مشتركة.
إن من واجب الوطنيين حشد الطاقات المؤهلة لتخرج البلد والناس من نفق صعب ومؤلم، وتفتح بوابات العمل الجاد على تحقيق نهضة وطنية مستحقّة في سائر المجالات، وأولها تجاوز المأزق الراهن اقتصاديا ومعيشيا، والالتفات الى ما يلي من التحديات والاستحقاقات الدستورية والسياسية، ولا سيما انتخابات الرئاسة القادمة.
في المهلة القصيرة الباقية من عهد الرئيس عون، يجب إنجاز وبلورة مقدمات بدايات الانتقال المأمول الى الاقتصاد المنتج، ووضع اللبنات الأولى في مسار الانفتاح شرقا، وتطوير الشراكات مع روسيا وإيران والشقيقة سورية. وهذا يتطلب نفيرا سياسيا حكوميا على الصعيد الوطني وعلى مستوى العلاقات الخارجية ومبادرات عاجلة للتحرّك والعمل في الداخل والخارج.
من هنا، كلمتنا للفريق الوطني مجتمعا، هي نداء للمبادرة والتحرّك وعدم الانتظار، الذي يتكفّل دائما بقتل الفرص، بينما البلد في حاجة الى كلّ جهد يُبذل أو يتحرك في الاتجاه الصحيح.
إن ما يمكن تحقيقه في هذه المجالات كبير وواعد، ويتخطّى سقوف انتشالنا من دوامة كارثية، ويفتح فرصا تنطوي على إمكانات واعدة أقلها استخراج مخزوناتنا النفطية والغازية، وتحويل الصدفة السعيدة الى بوابة نهوض وازدهار، إذا أحسنّا التقاط الفرصة الذهبية وإدارة استثمار ثروتنا المستجدّة بحرص وحزم وحكمة.