من الصحافة الاسرائيلية
كشفت صحيفة اسرائيلية، عن خلافات بين قادة إسرائيل حيال الاتفاق النووي مع إيران، حيث عبّر مسؤول أمني إسرائيلي كبير عن تأييده للتوصل إلى اتفاق؛ لأن هذا سيكسب تل أبيب المزيد من الوقت.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، في تقرير لها، أن الجنرال احتياط تمير هايمن، رئيس سابق لشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي “أمان”، أعرب عن موقف يتعارض مع موقف المؤسسة الرسمية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وأكد أن “العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران في هذا الوقت جيد لإسرائيل”.
وأوضح هايمن، أن موقفه هذا في مسألة الاتفاق النووي “تبلور بناء على الحقائق والمعطيات التي تتغير بمرور الزمن، وفي كل نقطة زمنية يجب فحص الأمور بناء على المعطيات التي توجد أمامنا”.
وتساءل: “ماذا يوجد لإيران في هذه اللحظة؟”، موضحا أن وزير الأمن بيني غانتس، ذكر أنه “يوجد لدى إيران أكثر من 50 كيلوجرام يورانيوم مخصب بمستوى 60 في المئة، في حين تحتاج القنبلة الواحدة لـ42 كيلو جراما، وهنا يتبين أن إيران تجاوزت كمية المواد الكافية لإنتاج أول قنبلة”.
وأضاف هايمن، الذي شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات حتى قبل سبعة أشهر: “هذا يوضح أن الوضع الذي كان يفترض أن يكون في نهاية فترة الاتفاق النووي أقل سوءا من الوضع اليوم، كونها جمعت مادة مشعة بحجم وقدرات عالية لم يكن الاتفاق يسمح لها بعمله، وعليه استنتاجي، أنه في الواقع الذي يوجد الآن؛ الاتفاق سليم جدا”.
وأكد أن “الاتفاق سيكسب إسرائيل الوقت لتنظيم ذاتها؛ فهو سيسحب ويصفر كمية المادة المخصبة التي لدى إيران، ويدحرجها إلى الوراء، ويمنحنا وقتا كثيرا جدا، إذ إن التخصيب يستغرق وقتا كثيرا، وفي هذا الوقت سيكون ممكنا عمل الكثير من الأمور الأخرى”.
ونبهت “إسرائيل اليوم” إلى أن “موقف هايمن في مسألة الاتفاق النووي يتعارض مع الخط المتخذ من المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، فالقيادة السياسية -رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وزير الخارجية لابيد ووزير الأمن غانتس- وكذا القيادة المهنية، تعربان عن معارضتهما لعودة أمريكا إلى الاتفاق النووي الأصلي، الذي غادره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018”.
أبلغ رئيس الدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، درور شالوم، مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين بأن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران، وفق ما نقل موقع “واللا” الإلكتروني اليوم، الخميس، عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين مطلعين على تفاصيل المحادثة.
وجاءت أقوال شالوم خلال زيارته لواشنطن، الأسبوع الماضي، لأول مرة منذ توليه منصبه، وذلك بهدف عقد لقاءات تعارف مع مسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، والتحضير للقاء وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستين، نهاية الأسبوع الماضي.
ويعتبر منصب شالوم أحد المناصب الأكثر تأثيرا في المؤسسة السياسية – الأمنية في إسرائيل، وهو مسؤول عن بلورة السياسة الأمنية الإسرائيلية وعلاقات إسرائيل الأمنية مع دول العالم ويحضر اجتماعات كافة الهيئة الرفيعة والحساسة، وبضمنها تلك التي تبحث في الموضوع الإيراني. وقبل تعيينه في هذا المنصب، تولى رئاسة دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
وقال شالوم خلال اللقاءات التي عقدها في واشنطن، الأسبوع الماضي، إن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في العام 2018، جعل إيران أكثر قربا من سلاح نووي ونشوء وضع سيء للغاية.
وأضاف خلال هذه اللقاءات أنه عبر عن هذا الموقف نفسه في العام 2018، عندما كان رئيسا لدائرة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية، وأنه أبلغ موقفه هذا لرئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر أنه كان له تأثير كبير على ترامب لاتخاذ القرار بالانسحاب من الاتفاق النووي.
وتواجد رئيس الشعبة الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوش زاركا، في واشنطن أيضا في الفترة نفسها من الأسبوع الماضي، والتقى مع مسؤولين أميركيين بينهم المبعوث الخاص لشؤون إيران، روب مالي، ونقل زاركا خلال هذه اللقاءات رسائل معاكسة لتلك التي نقلها شالوم، وفق ما نقل “واللا” عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين.
وأفاد المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون بأن زاركا قال لمالي ومسؤولين أميركيين آخرين إن إسرائيل تقدر أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قرر عدم العودة إلى الاتفاق النووي من دون موافقة الولايات المتحدة على إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.