من الصحافة الاميركية
قالت مجلة “نيويوركر” في مقال أعده ستيفن ويت، إن الطائرة التركية المسيرة “بيرقدار” نفذت غارات جوية دقيقة في أوكرانيا ودول أخرى، كما أصبحت أداة للدبلوماسية التركية ما سمح بصعود أنقرة.
وأشارت إلى أن “بيرقدار” هي طائرة دون طيار مسطحة رمادية اللون بأجنحة مائلة ومروحية خلفية ومزودة بقنابل موجهة بالليزر وهي صغيرة الحجم، وتكلف أقل من طائرات أمريكية وإسرائيلية مماثلة.
ولفتت إلى أن طائرة “بيرقدار” تحولت إلى أسطورة في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الطائرة بيعت لأكثر من 13 دولة حيث أدخلت تكتيكات الغارات الجوية الدقيقة إلى دول العالم النامي وحرفت ميزان عدد من الحروب.
ونبه محللون إلى أن مسيرات “بيرقدار” تحلق على مستويات منخفضة غير معتادة في الحروب التقليدية، وتستطيع تدمير أنظمة مضادة للطائرات مصممة لتدميرها.
وعند سؤال مصمم الطائرة، سلجوق بيرقدار، عن دور المسيرات في أوكرانيا أجاب أنها “تقوم بالدور الذي من المفترض أن تقوم به.. تدمير بعض أهم الدفاعات الجوية المتقدمة وأكثر العربات المصفحة تقدما في العالم”.
وقال فريدريكو دونيلي، الباحث في العلاقات الدولية بجامعة جنوى، إن “البعض يعتبر سلجوق بيرقدار مثل إيلون ماسك”.
وزادت الصناعة العسكرية خلال العشرين عاما الماضية عشرة أضعاف ويتم تصنيع معظم السلاح التركي محليا.
وقال الدبلوماسي التركي السابق ألبر كوشين إن “طائرات بيرقدار وبالتحديد تي بي2، أصبحت علامة على الصناعة الدفاعية التركية”.
وأشار إلى أن التحول في التحالفات بالمنطقة ذكرته بأوروبا قبل الحرب العالمية الأولى وبوجود بيرقدار فلديهم عبقري يمكنه تغيير المسار التاريخي لتركيا التي تحدها سوريا والعراق وأرمينيا وجورجيا وإيران والاتحاد الأوروبي وروسيا على الجانب الآخر من البحر الأسود.
نشرت مجلة “ذي أتلانتك” مقالا للصحفي توم ماك تاغيو قال فيه إن الفكرة السائدة بأن الغرب في حالة انحدار حتمي أصبحت محل تساؤل مع تعثر قوات بوتين في مستنقع أوكرانيا وفشله في هزيمة واحدة من أفقر الدول في أوروبا، والإغلاق الذي تفرضه الصين على ملايين الأشخاص لاحتواء مرض كوفيد-19.
هذه، على الأقل، هي الرسالة التي تريد بريطانيا أن تصل إلى الولايات المتحدة وحلفائها من الفوضى الدموية والاضطراب الذي يميز السياسة العالمية اليوم. وتريد بريطانيا من الغرب التخلي عن محاولة إقناع موسكو وبكين باللعب وفقا لقواعد اللعبة، فهما لن تفعلا. وينسون فكرة أن الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية مناسبتان لهذا الغرض، فهما ليستا كذلك. وينسون المعتقدات الطوباوية حول التقدم الحتمي للديمقراطية، إنها مخطئة.
بدلا من ذلك، يعتقد القادة البريطانيون أنه يجب على الناتو توسيع مهمته، وأنه يجب تحويل مجموعة السبع إلى سلاح اقتصادي، وأن الغرب الذي ظل محرجا لفترة طويلة بشأن تاريخه وثروته، فإنه يجب أن يبدأ بالثقة بنفسه مرة أخرى، والتصرف كذلك.
إن الرسالة مدهشة من بلد أصيب بالشلل، ربما أكثر من أي بلد آخر، على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب انقسامه، والارتباك الاستراتيجي.. لكن يبدو أن الحرب في أوكرانيا أعطت لندن حقنة من الطاقة والطموح (أو، كما قد يفضل منتقدوها، الغطرسة وخداع الذات)، وهو تحول جذب انتباه موسكو وكييف.. فأثارت هذه الثقة بالنفس مقاييس متساوية من الازدراء والابتهاج.