من الصحافة الاسرائيلية
انعقد الكنيست الإسرائيلي لبدء الدورة الصيفية، وسط تقديرات متزايدة بشهر حاسم بالنسبة لحكومة بينيت -لابيد، حيث يحاول رئيس الوزراء وقادة الائتلاف التوافق مع التحديات القادمة، بينما يريد الليكود استغلال الفرصة للتصويت لحل الكنيست، تمهيدا للدخول في جولة انتخابات مبكرة جديدة، مع العلم أنه خلال الفترة الماضية شهد الائتلاف الحكومي اضطرابات سياسية غير مسبوقة، ويجد نفسه اليوم أمام اختبارات كبيرة.
في الوقت ذاته، فإن أكبر اختبار للائتلاف الحكومي الإسرائيلي سيبدأ الاثنين مع الافتتاح الرسمي للدورة الصيفية للكنيست، حيث ستتجه كل الأنظار إلى الائتلاف الذي سيحاول تثبيت وضعه البرلماني، والعمل بصورة حاسمة للغاية لاستمرار ولاية الحكومة، خاصة فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان من الممكن الاحتفاظ بالأغلبية الضيقة التي تعتمد على عضو واحد في الكنيست (60 مقابل 59)، وما إذا كان من الممكن الاستمرار في العمل.
موران أزولاي الخبيرة في الشؤون الحزبية ذكرت في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن “المعارضة الإسرائيلية التي تتربص بالحكومة بذلت جهودا مضنية خلال الإجازة الأخيرة لتدوير النظام البرلماني والسياسي بأكمله على أمل إسقاط الحكومة، التي تعاني أصلا تحت وقع العمليات الفلسطينية المتصاعدة والاشتباكات في المسجد الأقصى، وسط تقديرات تشير إلى أن منصور عباس سينهي تجميد عضويته في الحكومة والكنيست مع عودة البرلمان للانعقاد خشية انهيار الحكومة، مع استمرار محاولات المعارضة استغلال الفرصة لإحراج الائتلاف في عدد من القضايا”.
وشهدت الأيام والساعات الأخيرة محادثات حثيثة من قبل رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع كبار مسؤولي الائتلاف وقادة الأحزاب بغرض توحيدهم في مواجهة التحديات المقبلة، لا سيما وأن في الخلفية توجد سلسلة طويلة من مشاريع القوانين الخاصة والحكومية التي تنتظر الموافقة، وفي ظل الأغلبية البرلمانية الضيقة فإن الحكومة ستكون أمام إشكالية جدية تهددها بالانهيار في أي لحظة، مع العلم أن أحزاب الائتلاف قامت بإجراء تقييمات للوضع لفحص التشريعات التي يمكن تعزيزها بالإجماع، والتشريعات التي يمكن التنازل عنها حتى لا تتحدى التكوين الهش بالفعل للائتلاف.
أُسقِط مقترح حجب الثقة عن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يترأسها نفتالي بينيت وذلك في جلسة هي الأولى للكنيست بدورتها الصيفية، بعد عطلة استمرت لشهرين.
وسقط مقترحا حجب الثقة عن الحكومة، واللذيْن قدّمهما حزبا الليكود و”شاس”، بأغلبية 61 نائبا صوتوا ضد مقترح الليكود، بمن فيهم أعضاء القائمة المشتركة، مقابل 52 صوتا لصالحه. كما سقط مقترح “شاس” بأغلبية 56 مقابل 52 عضوا.
وتغيّب عن التصويت كل من عضو الكنيست، عاميحاي شيكلي، الذي أعلن الكنيست في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أنه منشق عن كتلة حزب “يمينا”، وعضو الكنيست عيديت سيلمان عن الحزب ذاته، والتي كانت قد انشقت عن حزبها وعن الائتلاف في السادس من الشهر الماضي، بالإضافة إلى تغيّب أعضاء القائمة الموحدة برئاسة منصور عباس.
من جانبها، أصدرت القائمة المشتركة مساء اليوم بيانًا في أعقاب التصويت، قالت فيه: “هناك كذب وتضليل كبير وتصويتنا اليوم هو على اقتراح حجب الثقة عن الحكومة الحالية، وليس على قانون حلّ الكنيست. وبموجب اقتراح حجب الثقة سيتم تتويج وإعادة نتنياهو رئيسًا للحكومة، ونحن كقائمة مشتركة لن ندعم أي خطوة تعيد نتنياهو للحكم، ونحن نعمل فقط وفق مصلحة المجتمع العربي وتحصيل حقوقه بكرامة”.
وأضافت المشتركة: “نحن ضد نهج نتنياهو ولن ندعم أي اقتراح حجب ثقة يقدمه الليكود ولن نكون ولا بأي شكل من الأشكال طوق نجاة لنتنياهو ولحزبه. موقفنا من نتنياهو وسياسته العنصرية واضح وهو ليس البديل لهذه الحكومة”.