نصر الله يطوّر معادلة الرّدع بقرار الردّ الفوري
غالب قنديل
يوم القدس من كل عام، هو المحطة الفاصلة التي يُجري فيها سيد المقاومة كشفا شاملا بأحوال المحور ومسار المواجهة المستمرّة والمتعرّجة في سائر الساحات والجبهات بين محور المقاومة والتحرّر والثالوث الاستعماري الغربي الصهيوني الرجعي.
هذا العام أعلن السيد انتقال المقاومة الى مرحلة الردّ الفوريّ على أيّ اعتداء صهيوني من غير أن يكشف أيّا من التفاصيل عن ميدان الردّ أو محتواه أو مداه، ليزيد في حيرة العدو، الذي سيكون على قادته وخبرائه وضع أسوأ الاحتمالات في الحساب، وارتقاب العقاب الشديد والمحتوم على أيّ تحرّش أو عدوان بصورة فورية ودون سابق انذار.
رفع سيد المقاومة وتيرة الرّدع للجم العربدة، وعزّزها بنسق هجومي متقدّم لتحصين الوضع الدفاعي بكلّ ثبات واقتدار وحزم، في إضافة نوعية تُطوِّر حصون الثقة بقوة المقاومة وقدرتها المتفوّقة والقاهرة، وهي إن لازمت وضعيتها الدفاعية، لا تخفي امتلاكها لقدرات، يمكن أن تنقلها الى سوية الهجوم في التوقيت الذي تعتبره ملائما. وهذا ما يدركه الخبراء والقادة الصهاينة على أعلى المستويات، ويخافونه.
سبق أن كانت، قبل هذا الإعلان، صدمة الصواريخ النقطية، بعد تعاظم منظومة الطيران المسيّر، وتأكيد القدرة على تطويرها وتسليحها بالصواريخ. وبذلك فإن الثقة أكيدة بجاهزية المقاومة واقتدارها الحاسم، والردّ الفوريّ الذي أعلنه السيد بات على الطاولة.
سيكون على قادة العدو وخبرائه ارتقاب الضربة، والتكهّن بها قبل المفاجأة الصاعقة الواقعة حكما، حتى بات يصحّ بالكيان وصف الشاعر ابن الرومي للأحدب، اذ قال: “كمن طأطأ وقد أوشك أن يصفعا”. وهكذا سيكون الكيان في أسر الردع وارتقاب الصفعات أحدبا واجفا قاصرا، تسكنه الكوابيس.
حدبة الكيان الصهيوني لا علاج لها ولا شفاء منها، طالما سجال القوة والمعادلات مفتوح مع جيش من العقول والسواعد، التي تطوّر وتبني وتبدع في مراكمة الخبرات والابتكارات وامتلاك التكنولوجيا الأحدث والأرقى، وتأصيل القدرات وتطويرها.
بالانتقال الى الردّ الفوري، تختصر المقاومة المهل، وتمسك بناصية المعادلات، بينما تحمي حقّ شعبها في الحياة، وتحصّن السيادة الوطنية بهيبة لم يسبق للوطن الصغير أن تمتّع بها من قبل.
إذا كان الحصار والخنق الاقتصادي، هو الردّ الأميركي الغربي والتدبير الصهيوني للنّيل من بلد المقاومة، فهي تمسك بناصية التوجّه شرقا برصيد علاقات وخبرات. وسوف يكتشف القاصي والداني أن ثروة لبنان القابلة للتوظيف في الانقاذ، هي رصيد، وهيبة سمعة، وعلاقات قيادة حزب الله.
لبنان سيكون منارة مشعّة وينهض ويزدهر لأنه وطن المقاومة والقائد نصر الله. نقولها ونكرّرها بملء الثقة واليقين. ومن هذا الموقع، ستكون لبلدنا مساهمات أكيدة وواثقة في نهوض المشرق كلّه من خلال شراكات محور المقاومة، التي ندعو بإلحاح إلى ضرورة وضعها في دوائر الدراسة والعناية العلمية والميدانية، للانتقال من شراكة خيار الصمود الى شراكة الإنتاج والتنمية، التي تحقّق طموحات الشعوب، وتطوّر إمكاناتها بالتكامل والتناغم، ضمن تكتّل اقتصادي واستراتيجي عابر للبلدان والدول. وعلينا في لبنان بلورة السبيل إلى سلطة سياسية وطنية بكفاءة الشراكة العضوية والريادية في هذا التحوّل التاريخي.