من الصحافة الاسرائيلية
لا زالت الصواريخ التي سقطت في شمال فلسطين المحتلة ومصدرها لبنان تشغل الأوساط العسكرية لاسرائيل، بزعم أن حماس تعمل بشكل مكثف في محاولة لإشعال النار في كل الجبهات المحيطة بالاحتلال، مما يعني أنه سيكون أمام أيام متوترة حتى تهدأ المعركة الدائرة حاليا.
يوآف ليمور الخبير العسكري ذكر في مقال في صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “المقاومة الفلسطينية كأنها استبدلت ساحة المسجد الأقصى الذي كان محور الاهتمام خلال الأسبوعين الماضيين، بالجبهة الشمالية، التي انضمت إلى أعمال المواجهة التي رعتها حماس في الآونة الأخيرة، بعد محاولتها إشعال النار في الساحة الداخلية بين فلسطينيي48، والضفة الغربية، والمسجد الأقصى، بنجاح كبير، وفي الوقت ذاته تحاول حماس أيضًا إشعال النار في الساحة الشمالية”.
وأضاف أن “الجناح العسكري لحماس عبر الأسرى المحررين الذين خرجوا في صفقة شاليط، وترحيلهم إلى الخارج، عملوا على تفعيل المحاور بين عواصم المنطقة، وأقام بنية تحتية قتالية، بما سمح له بالعمل انطلاقاً من لبنان في حال حدوث تصعيد في غزة أو القدس، رغم أن إسرائيل لا يمكنها أن توافق على هذا التطور، لأن العام الماضي تورطت بالرد على إطلاق صواريخ من لبنان، لكنها في المرة الحالية تحركت على الفور، ودون تصعيد في الرد على الأراضي اللبنانية”.
تشير المعطيات العسكرية الإسرائيلية إلى أنه رغم انخفاض الرد الإسرائيلي على القذائف التي انطلقت من لبنان باتجاهها، لكنه سعى لتوجيه رسالة إلى لبنان وحزب الله مفادها أن المسؤولية لن تقع فقط على العناصر المباشرة التي أطلقت الصاروخ، سواء كانت حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لأنهما تواصل مساعيهما للقيام بمثل هذه الهجمات بهدف إصابة إسرائيل بالصدمة.
تزعم التقديرات الإسرائيلية أن قوى المقاومة الفلسطينية تفعل ذلك بتشغيل الجبهة الشمالية انطلاقاً من اعتقاد بأنهم سينجحون بإثارة التصعيد في قطاع واحد وهو الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ويتجنبونه في قطاع آخر وهو غزة، حيث تكمن القدرة العسكرية الحقيقية لحماس.
تطالب محافل جيش الاحتلال بأن جهود حماس لإشعال باقي الجبهات المحيطة بدولة الاحتلال يعني أن تكون أمام معركة متعددة القطاعات، وسيكون لهذه اللعبة ثمن كبير على الصعيد الإسرائيلي، لأنه في حال تم تنفيذ هجوم كبير باتجاه أهداف إسرائيلية، بحيث يتم توجيهه وتمويله وقيادته من غزة، فسيكون الرد الإسرائيلي أيضًا في داخل غزة، الأمر الذي قد يدعوها لاستمرار التأهب الأمني المشدد، لكن المقاومة من جهتها قد يكون لها رأي آخر في إحاطة الاحتلال بمزيد من الحرائق المشتعلة في الجبهات المجاورة.
تحول دراماتيكي حصل في التقييم الإسرائيلي لفرص إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، في ضوء ما تتحدث به مصادر إسرائيلية بشأن اعتبار فرص التوصل إلى اتفاق الآن تبدو ضعيفة، بل معدومة، لأنه حتى قبل نحو شهر، كان التقييم السائد في النظام السياسي والأمني في إسرائيل أن الولايات المتحدة ستوقع مع إيران اتفاقية نووية، واستند هذا التقييم إلى الحماس الذي أبدته الإدارة الأمريكية للعودة إلى اتفاقية 2015 الأصلية.
أريئيل كهانا الكاتب السياسي في صحيفة “إسرائيل اليوم”، ذكر في مقال أن “الولايات المتحدة تخلت عن إيران في العديد من القضايا ذات البحث المشترك، أهمها شطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية، بعد أن قام المعهد الأمريكي لأبحاث الأمن القومي، وهو منظمة يهودية للتفكير في السياسة العامة في الولايات المتحدة، بصياغة عريضة من 45 جنرالًا أمريكيًا عارضوا نية إزالته”.
وأضاف أن “التطورات الأخيرة بين تل أبيب وواشنطن ساهمت في استبعاد فرص التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، بما في ذلك إجراء محادثة هاتفية بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن، وفي سلسلة من الاجتماعات التي عقدها المستشار السياسي لبينيت، شمريت مائير، مع مسئولي الإدارة العليا، من حيث إجراء اتصالات صامتة في محاولة لتقليص الفجوات”.
من الواضح أن هناك ارتياحا إسرائيليا لفشل الاتصالات الإيرانية الأمريكية، خاصة بعد أن رفعت إيران مطالب جديدة، ولكن على خلفية تصلب المواقف لدى الجانبين، تعتقد اسرائيل الآن أن فرص التوصل إلى اتفاق باتت ضئيلة للغاية، بزعم أن إيران ترفع المزيد والمزيد من المطالب، ما يظهر المزيد من الصعوبات الداخلية في الولايات المتحدة لإنجاز الاتفاق، لذلك فإنه مع مرور الوقت ستزداد صعوبة إبرام الاتفاق.