من الصحافة الاسرائيلية
في الوقت الذي تتأهب فيه قوات الاحتلال لاحتمالية اندلاع مواجهات جديدة بين الفلسطينيين الرافضين لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، فقد ساهمت هذه التخوفات الأمنية في جعل شوارع القدس المحتلة مقفرة من المستوطنين، رغم أنهم كانوا في مثل هذه الأيام من كل عام يأتون إليها بأعداد كبيرة.
وفي الوقت ذاته، يخطط نشطاء يمينيون لـ”مسيرة الأعلام”، فيما تواصل المقاومة في غزة إصدار تهديداتها بمنع حصول هذا الحدث الاستفزازي.
ويمر هذه الأيام عام تقريبا على الأحداث التي سبقت عملية “حارس الأسوار”، وهو العدوان الإسرائيلي على غزة، بسبب الأحداث ذاتها التي تتكرر هذه الأيام، والمتعلقة باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ومسيرات الأعلام الاستفزازية.
حاييم غولديتش، الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن “نتائج التوتر الذي تشهده المدينة المقدسة تمثلت في انخفاض أعداد كبيرة من اليهود، وهم يعبرون عن خيبة أمل شديدة بعد الأمل في إزالة قيود كورونا”.
وأضاف أنه “منذ بداية شهر رمضان، يسود الهدوء القدس ومحيطها، وينتشر الآلاف من رجال الشرطة كل يوم على جميع طرق النقل الرئيسة وسط المدينة، وهم مستنفرون لأي سيناريو، تحسبا لاندلاع أي هجوم فدائي، خشية زيادة التوترات الأمنية، مع إعلان عدد من المنظمات اليمينية اليهودية عزمها على تنظيم مسيرة أعلام حول أسوار المدينة، الأربعاء”.
الجنرال عاموس غلعاد الرئيس السابق للشعبة السياسية والأمنية بوزارة الحرب، زعم في حوار مع صحيفة “معاريف” ن “حماس لا تريد مواجهة مباشرة مع غزة، لكنها معنية بإشعال القدس، رغم أن الحركة لديها استراتيجية ثابتة ذات أجندة معروفة، وأيديولوجيتها هي تدمير إسرائيل، وهي تعني ذلك”.
وأضاف أنه “بالتزامن مع توترات القدس والأقصى فإن المؤسسة العسكرية تعمل في مواجهة ارتفاع مستوى الإنذارات الأمنية، وربط التحذيرات بالمعلومات الاستخبارية، وسط مخاوف من تكرار نموذج العمليات النابعة من فكرة المحاكاة والتقليد، خاصة تنفيذها في مدينة القدس”.
قالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن الأردن ورغم كل التصريحات القاسية التي أطلقها مسؤولون في عمان على خلفية التوتر الشديد في القدس، إلا أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لن يسارع إلى قطع العلاقات مع إسرائيل.
وزعمت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبتها الصحفية المتخصصة بالشؤون العربية سميدار بيري، أن الغضب الشديد الذي يسود الشارع الأردني والمسيرات المناهضة لإسرائيل وكذلك مجلس النواب الذي وقع 87 نائبا فيه على مذكرة لطرد السفير الإسرائيلي من عمان وقطع العلاقات، وكذلك التصريحات الشديدة غير المسبوقة لرئيس الوزراء الأردني، إنما تأتي في سياق محاولة القصر الملكي لفت الأنظار عن قضية الأمير حمزة وتخليه عن لقب الأمير في ظروف غير واضحة، وكذلك لفت الأنظار عن تقارير “باندورا” و”كرديدي سويس”.
وقالت بيري إنها تعرف رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة منذ مدة طويلة، “لكن تصريحه القاسي ضد إسرائيل تسبب للحظة واحدة بالعجب عندنا”.
وقال الخصاونة في جلسة لمجلس النواب: “أحيي كل فلسطيني وكل موظف في وزارة الأوقاف الإسلامية يلقي الحجارة نحو الصهاينة”، كما أعلن أن “إسرائيل تحاول تغيير الوضع التاريخي والقانوني في الحرم القدسي، وتنفذ تقسيما جديدا للزمان والمكان وهذا تصعيد خطير”. وعاد وقال إن “إسرائيل ستتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد”.
تعترف بيري أن الأوضاع في القدس تشكل أحداثا مهمة في عمان. فالأردن هو المسؤول عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.