من الصحافة الاسرائيلية
بعد إعلان القائمة العربية الموحدة عن تجميد عضويتها في الحكومة، احتجاجا على اعتداءاتها في المسجد الأقصى، ورغم أنها خطوة رمزية للضغط على رئيس الوزراء نفتالي بينيت، فإنها شكلت دافعا للمعارضة الإسرائيلية للدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، كما جاء على لسان رئيس الصهيونية الدينية بيتسلئيل سموتريتش، الذي قرر الاستفادة من إعلان رئيس القائمة منصور عباس، ليعلن أن الحكومة أو الائتلاف ليس لهما أغلبية.
وفي الوقت ذاته، خاطب سموتريتش رئيس الكنيست ميكي ليفي، لسن مشروع قانون لحل إجازة الكنيست، والعودة للالتئام لإسقاط الحكومة في ظل افتقادها للأغلبية، رغم أن تجميد عضوية القائمة العربية الموحدة مفهوم تفسيري بحت، وليس له أهمية سياسية عملية، لكن سموتريتش كتب إلى ليفي قائلا، إنه لا مفر من حل الكنيست الـ24، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، نظرًا لوجود 61 عضوًا في الكنيست ليسوا أعضاء في الائتلاف، ما يستدعي عقد جلسة للكنيست بعد العطلة مباشرة.
موران أزولاي مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكرت في تقرير أن “تجميد عضوية القائمة العربية الموحدة تقف خلفها ضغوط مارسها أعضاؤها على رئيسها عباس، ما سيضطر رئيس الحكومة لإجراء مناورة بين أطراف الائتلاف الذي وصل إلى منطقة خطرة، رغم خروج تسريبات مؤكدة مفادها أن خطوة عباس حصلت بعد تنسيق وثيق مع وزير الخارجية يائير لابيد”.
أعربت أوساط إسرائيلية عن قلقها من تعثر العلاقات التركية بعد تحسن بسبب الأحداث الجارية في المسجد الأقصى والقدس، وحالة عدم الاستقرار التي تواجه حكومة بينيت.
وتراقب المحافل الدبلوماسية والسياسية الإسرائيلية الحراك الحاصل في المنطقة على خلفية التقارب بسبب اتفاقيات التطبيع ومشروع الغاز الإقليمي، ما دفع دولا أخرى في الشرق الأوسط، خاصة تركيا، إلى أن تدرك أنه من أجل الحفاظ على أهميتها في المنطقة، فهي قد تضطر لتغيير سياستها الخارجية تماما.
في الوقت ذاته، لا تخفي دولة الاحتلال أن تركيا تعمل جاهدة لتسخين العلاقات معها، بعد أكثر من عقد من الزمن، وكانت قد انتقدت بشدة السياسة الإسرائيلية على المسرح الدولي، من خلال الخطاب المعادي لإسرائيل من جانب كبار مسؤوليها، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي اتخذ خطوات أثارت غضب كبار المسؤولين الإسرائيليين خلال السنوات الماضية قبيل خطوات المصالحة الأخيرة التي توجت بزيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ لأنقرة، بوصفها نقطة تحول في علاقاتهما.
ليزر بيرمان الكاتب في موقع “زمن إسرائيل”، ذكر في تقرير مطول أن “أنقرة واصلت محاولاتها التودد لتل أبيب، حيث اصطحب مدير الاتصالات التركي 7 صحفيين إسرائيليين لسلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين وجولات في المواقع الشعبية في البلاد، وركزت الزيارة على الأماكن المقدسة في تركيا خاصة المعابد اليهودية التاريخية، ويبدو الأتراك حريصين على تعزيز صورة التسامح الديني.
في الوقت الذي تواجه فيه اسرائيل تصاعد الأحداث في القدس المحتلة، وتنامي عمليات المقاومة في الضفة الغربية، والداخل المحتل، تتوجه الأنظار الإسرائيلية الى قطاع غزة، والخشية من الانضمام لهذه الموجة من المواجهة الدائرة، في ضوء التقديرات الإسرائيلية المتزايدة من إمكانية تكرار نموذج عملية “حارس الأسوار” التي شهدها القطاع في مثل هذه الأيام من 2021.
وتزعم محافل الأمن الإسرائيلي أن إمكانية انخراط قوى المقاومة ضد الاحتلال في هذه الجولة، إنما يأتي في محاولة منها لإثبات وجودها من جهة، وعدم الاستفراد الإسرائيلي بالضفة الغربية والقدس، فضلا عن رغبة بقاء غزة دائما في بؤرة الاهتمام الإعلامي والسياسي.
دانا بن شمعون خبيرة الشؤون الفلسطينية، ذكرت في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم أن “تفاقم الأوضاع الأمنية في القدس والضفة الغربية المحتلتين وضع حركات المقاومة الفلسطينية في غزة، لا سيما حماس، في حالة تأهب خلال الأسابيع الأخيرة، وفي هذه الحالة فإن من الواضح أن حماس بحاجة لتحقيق جملة إنجازات، وقد تحقق لها هذا “الإنجاز” من خلال انطلاق سلسلة الاحتجاجات والمظاهرات في المسجد الأقصى، وإطلاق الصواريخ قبل ساعات باتجاه مستوطنات غلاف غزة”.