من الصحافة البريطانية
عرضت الصحف البريطانية من التايمز التي نشرت مقالا بعنوان “أوكرانيا بحاجة إلى الدعم بدلا من الخطاب الانهزامي”.
ورأى الكاتب إيان مارتن أن مطالبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وشعبه بالتوصل إلى تسوية مع روسيا “كلام فارغ، فأمامنا رحلة طويلة”.
وقال مارتن “هناك خطر في التشاؤم المفرط، دعونا نسميها الواقعية الفائقة، إذ قد يؤدي ذلك إلى سلبية بشأن احتمالات النصر واستخفاف بشأن فكرة مبدئية مفادها أن أوكرانيا لها الحق في الدفاع عن نفسها وينبغي أن تتوقع أقصى دعم منا في القيام بذلك”.
وقال إن هذه النبرة تظهر “في الدعوات الموجهة لأوكرانيا للتوصل إلى تسوية من أجل سلام يتحقق عبر نوع من التفاوض”.
وأضاف أن وجهة النظر القائلة بأن الأوكرانيين يجب أن يعقدوا صفقة مع بوتين لا تبدو منطقية. فحتى لو تيسر التوصل إلى اتفاق ذي مصداقية، فإن التاريخ يشير إلى أن بوتين لن يتوقف عند هذا الحد.
وتساءل مارتن “لماذا يجب على الأوكرانيين السعي من أجل سلام مع طاغية لا يمكن الوثوق بكلماته؟ لقد قال بوتين أكاذيب سخيفة قبل بدء هذه الحرب. نفى أنه سيغزو، ويقول إن حربه ليست حرباً في الحقيقة. كلمته لا تساوي شيئا”.
وقال “لحسن الحظ، الانهزامية ليست سياسة الحكومة البريطانية. يُحسب لشخصيات بارزة في وستمنستر أنها تدرك أن القتال وجودي بالنسبة للديمقراطيات الأوروبية ويقولون إننا يجب أن نتوقع مشوارا طويلة”.
وأضاف “هناك انتقادات عديدة يمكن توجيهها إلى رئيس الوزراء… لكن في ما يتعلق بأوكرانيا، كان هو ووزير الدفاع، بن والاس، يتخذان باستمرار القرارات الصحيحة”.
وقال مارتن “من خلال تقديم الدعم، اتخذ صانعو السياسة البريطانيون خياراً أخلاقياً يتماشى مع التقاليد البريطانية في مقاومة الطغاة وإنفاق الكثير للدفاع عن أوروبا خلال الحرب الباردة. إذا كنا نميل إلى الاستهزاء بهذا الأمر، فقد أوضح الرئيس زيلينسكي نفسه مدى تقديره لما تفعله بريطانيا”.
واعتبر أنه “إذا باع الغرب أوكرانيا في صفقة واقعية للغاية وقذرة، فلن يجعلنا ذلك أكثر أمانًا. سوف يعلن بوتين الإمبريالي أو خليفته النصر ويطالب بالمزيد من خلال إثارة الفتن بين جيوب المتحدثين بالروسية في البلدان الأخرى، وتسميم المعارضين الأجانب ومضايقة أعضاء الناتو”.
وختم الكاتب قائلاً “أوكرانيا محقة في أن هذه هي معركتنا أيضا. يجب دحر الطغيان. يجب أن نبذل قصارى جهدنا لضمان فوز زيلينسكي وشعبه”.