من الصحافة البريطانية
تناولت الصحف البريطانية من مقال افتتاحي في صحيفة الغارديان حول ما يطلق عليه “فضيحة حفلات الإغلاق” في بريطانيا.
وتقول الغارديان إن “رئيس الوزراء (بوريس جونسون) ووزير الخزانة ريشي سوناك انتهكا القانون، بحسب نتائج تحقيق شرطة العاصمة”.
وأضافت قائلة: “خالف بوريس جونسون القواعد المنقذة للحياة التي وضعها، والتي قدّم آخرون تضحيات لا حد لها لاتباعها، في المكان الذي تمت صياغتها فيه، ثم نفى القيام بذلك. ومن خلال أفعاله وتصريحاته اللاحقة، تعامل مع الجمهور بازدراء”.
وتضيف الصحيفة “في كل يوم يظل فيه جونسون في منصبه، يقوم بالانتقاص من قيمة أعلى منصب في البلاد. ومع ذلك، لا أحد يتوقع منه أن يقوم بالشيء المشرف. نزاهة الحكومة البريطانية هي الآن في أيدي النواب المحافظين. وبينما أظهر وزراء الحكومة هدوءا ملحوظا يوم الثلاثاء، تراجع النواب الذين طالبوا سابقا باستقالته، مستشهدين بأوكرانيا، على الرغم من أن بريطانيا غيرت رؤساء الوزراء في السابق حتى عندما كانت في حالة حرب. ويشير آخرون إلى ندرة البدائل المناسبة. وينتظر الكثيرون حكم الجمهور في الانتخابات المحلية في مايو/أيار”.
وتذكر الصحيفة أن سوناك طلب هذا الأسبوع إجراء تحقيق في شؤونه المالية الخاصة بعد تناول الوضع الضريبي لزوجته، والكشف عن البطاقة الخضراء الأمريكية للزوجين. لا يمكن أن يكون هناك تناقضا صارخا أكثر من ذلك بين معاملته لأفقر الناس في البلاد مع استمرار أزمة تكلفة المعيشة، ونمط حياة عائلته المترفة”.
وتختم “ستؤدي انتهاكات الإغلاق إلى تضخيم الغضب العام المتزايد على نوع البلد الذي تبنيه هذه الحكومة: الإحساس بوجود مجموعة واحدة من القواعد لمن هم في السلطة ومجموعة أخرى لنا، الشعور بأنه عالمهم، الذي بنوه هم ومن أجلهم، والذي لا يستطيع البقية إلا النضال من خلاله”.
وتقول: “من الصعب التفكير في نتيجة أكثر تآكلا للديمقراطية ولمجتمع ممزق بالفعل. يمكن لنواب حزب المحافظين اختيار تجاهل مدونة السلوك الوزارية، والقضاء على معايير الحكومة. يمكنهم اختيار تجاهل تصرفات جونسون. لكن يجب أن يتذكروا أن الجمهور سيحكم عليهم في النهاية. عامل الناخبين بازدراء ويجب أن تتوقع منهم أن يردوا بالمثل”.
نشر مقال رأي لريتشارد كمب في التلغراف، بعنوان “ضعف الناتو ترك الباب مفتوحا أمام هجوم كيمياوي”.
ويقول الكاتب في مطلع مقاله “لا تزال مزاعم القوات الأوكرانية بأن روسيا شنت هجوما كيمياويا على جنود ومدنيين في ماريوبول يوم الاثنين قيد التحقيق. إذا تم تأكيده، فكيف سيكون رد فعل الناتو؟”
وذكر المقال بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن “أعلن أن الأسلحة الكيمياوية خط أحمر”، إذ قال في مارس/آذار إنه من شأن استخدامها أن يجلب ردا بالمثل.
وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن أي استخدام للأسلحة الكيمياوية من قبل روسيا في هجماتها على أوكرانيا ‘سيواجه برد وجميع الخيارات مطروحة على الطاولة”.
ويسأل الكاتب “هل جميع الخيارات مطروحة بالفعل، بما في ذلك الخيار العسكري؟ ربما ضربة ضد القوات الروسية بدون طيار أو القوة الصاروخية المسؤولة عن هجوم كيمياوي، أو حتى مصانع الأسلحة الكيمياوية المعروفة أو مخزونها داخل روسيا؟ قد يكون من غير المرجح أن يؤدي مثل هذا الهجوم إلى رد الفعل النووي الذي يحب بوتين التهديد به والذي أخضع الناتو له. لكن من المرجح أن ترد موسكو بضربة مضادة ضد قوات الناتو في أوروبا، مما يؤدي إلى تصعيد يحتمل أن يؤدي إلى حرب عالمية”.
“إذا كان ذلك في واقع الأمر في تفكير قيادة الناتو، فعندئذ كان ينبغي عليهم الآن أن يأمروا بالتعبئة العامة لقواتهم، وخاصة القوات الجوية، ويجب أن تكون حاملات الطائرات المحملة بالكامل في البحر بالفعل”، بحسب الكاتب.
واشار إلى أن “الحقيقة هي أن بايدن وزعماء الناتو الآخرين أوضحوا أنهم لن يتدخلوا عسكريا في الحرب في أوكرانيا، ولا شيء قالوه عن الأسلحة الكيمياوية يوحي بأن جريمة الحرب هذه ستكون استثناء. ففي حديثهم الغامض عن الردود، كان الجميع حريصين على تجنب أي إشارة إلى أن تجاوز هذا الخط الأحمر قد يؤدي إلى ضربة عسكرية”.
وخلص إلى أن “الضعف الكامن في حلف الناتو الذي يستبعد فعليا العمل العسكري في أي ظرف من الظروف، بما في ذلك الهجوم الكيمياوي، يمنح بوتين شيكا على بياض سيحصل عليه مع افتتاح المرحلة التالية من هجومه في أوكرانيا”.