السيد نصرالله: السفارة الأميركية وقوى سياسية تسعى إلى تعطيل الإنتخابات ولولا المقاومة لا توجد دولة
كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له حول آخر التطورات عن أن “هناك جو ينقل عن السفارة الاميركية وبعض السفارات وعن اجواء بعض الجهات السياسية أن الفريق السياسي الذي ننتمي إليه سيحافظ على الأغلبية النيابية”.
وتابع السيد نصرالله أن “بعض الرؤساء السابقين ذهب إلى القول بأن هناك خطر بأن يحصل الفريق السياسي الذي ننتمي إليه على الثلثين وعلى الفريق الأخر أن يخوض معركة الحصول على الثلث”، وأوضح أن “الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي وهذا الهدف ليس منطقياً وليس واقعياً ولا أحد من القوى السياسية الموجودة في البلد يعتبر أن هدف الحصول على ثلثين أعضاء المجلس النيابي هو هدف واقعي أو منطقي”.
واكد السيد نصرالله أن “ثقافتنا وموقفنا هو أن أي تغيير اساسي يتعلق بالنظام والدستور ومقومات البلد وبهويته يجب أن يحصل عليه تفاهم واجتماع وطني ولا يحصل بالاستقواء لا بالأغلبية ولا بالسلاح ولا بالشارع”.
ولفت السيد نصرالله إلى أنه “هناك حديث عن تأجيل الإنتخابات النيابية ولو لعدة أشهر حتى يمكن تحسين ظروف الفريق الآخر ونحن من حقنا لنا ان نتهم السفارة الأميركية وقوى سياسية في الفريق الآخر بأنها تسعى إلى تعطيل الإنتخابات”، وقال “الرجاء من القضاة ومن المعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية ان لا تجعلوا الإنتخابات النيابية المقبلة رهينة لمطالبكم المحقة التي لا أناقش في أحقيتها”.
وأكد السيد نصرالله أن هناك “مئات ملايين الدولارات أنفقت في الانتخابات النيابية عام 2009 في الأسابيع الأخيرة على الإعلام وعلى الحملات الانتخابية وعلى شراء الأصوات وكثير منها في الحقيقة وضع في أرصدة السياسيين وكان هذا المال سعودي”، وأشار إلى انه “قد يكون الحديث عن حصولنا على الأكثرية هو طمأنة مؤيدينا أن لا حاجة لذهابهم للاقتراع ويجب الالتفات لذلك”
ودعا السيد نصرالله مؤيدي المقاومة إلى “عدم الركون إلى استطلاعات الرأي ولا لمراكز الدراسات ويجب أن تدخلوا هذه المعركة السياسية بكامل العدة وبكامل الحماسة وبكل الجهد حتى لحظة إغلاق الصناديق”، وأكد أن “هدفنا في هذه الانتخابات انجاح مرشحينا بالتأكيد وانجاح مرشحي أصدقائنا وحلفائنا وأصدقاؤنا أقوياء ليسوا بحاجة إلى مساعدتنا في كتير من الدوائر”.
وقال السيد نصرالله “نحن نريد أن ننجح ولا نريد أن نشكل كتلة كبيرة ولو على حساب حلفائنا وأصداقائنا لأننا جميعاً نستطيع أن نتعاون ونتحمل المسؤوليات الوطنية المتوقعة”، وأضاف “لا يوجد لدينا شيء تحت الطاولة وإذا كنا نريد أن ندعم لائحة في بعض الدوائر ووجدنا مصلحة أن ندعم لائحة أخرى في نفس الدائرة سيكون هذا بعلم الجميع”.
وشدد السيد نصرالله على أنه “في تشكيل اللوائح رفضنا إعطاء إلتزام مسبق لأي طرف بأن نعطيه الصوت التفضيلي والبعض أبدى زعله وهذا حقه”، وأضاف “تصويتنا في الإنتخابات سيكون واضح وعلني وأي شيء يكتب عن حزب الله لا تصدقوا ذلك على الإطلاق واهم ما عندنا هو هذه المصداقية التي صنعتها دماء الشهداء وعرق المجاهدي ونحن لن نمس هذا الصدق والمصداقية”.
وأكد السيد نصرالله “نحن حريصون بأن يتمثل الجميع بأحجامهم الطبيعية ولا نريد إلغاء أحد خصم أو صديق”، وقال إن “القانون النسبي الذي ناضلنا لأجله لا يعطي فرصة لإلغاء أحد فيما القانون الأكثري هو الذي كان يشكل البوسطات والمحادل التي كانت تلغي الآخرين وأغلقت البيوت السياسية وقضت على زعامات تاريخية”.
وتابع السيد نصرالله “نحن لم نكن الغائيين منذ الـ 2005 حتى عندما كنا في التحالف الرباعي وقوى 14 آذار هي التي منعت التيار الوطني الحر من المشاركة في الحكومة، و”ومن 2005 كنا ننادي بحكومة وحدة وطنية وعندما أصبحت الغالبية لنا عام 2008 شكلنا حكومة وحدة وطنية شارك فيها الجميع حتى هؤلاء الذين يتحدثون عن الإلغاء”، وأكد “الإلغائي هو من كان يراهن في حرب تموز عام 2006 على سحق المقاومة وبيئة المقاومة ومن كان يطالب في جلساته مع الأميركيين بعدم وقف الحرب في تموز واستمرار المعركة حتى النصر الإسرائيلي الكامل”.
وتابع السيد نصرالله “الإلغائي هو من كان يجلس مع الأميركي ويقم لهم اقتراحاته للإسرائيليين وهو دائما جاهز ويقدم نفسه للخارج بأنه بعمل حرب أهلية وهو من يعتبر ثلث الشعب اللبناني جالية ايرانية”، وأن “الالغائي هو الذي يعلن أنه لا يوجد داعي لبرنامج إنتخابي وبرنامجه هو الغاء المقاومة”.
وأكد السيد نصرالله أن “هناك لوائح برنامجها رفع هيمنة حزب الله عن الدولة ومواجهة حزب الله ونزع سلاح المقاومة، وهذه التيارات تحالفت مع حزب الله في الـ2005″، وأضاف أن “البعض تضليلا يحاول أو يقول للبنانيين إن سلاح المقاومة هو سبب في أزمات لبنان”، وقال “هذه اللوائح وهذه القوى السياسية تركز على هذه العناوين التي هي جاذبة خارجياً وهدفها استرضاء السعودية والمجتمع الغربي وأميركا وذلك لأجل الدعم السياسي والمعنوي والمالي”.
وتمنى السيد نصرالله في الأسابيع المقبلة “أن نعود ونرى برامج انتخابية ونحن قدمنا برامج في كل انتخابات يتحدث عن بناء الدولة والنهوض بالبلد من هذه الأزمة”، وأضاف “نحن أنجزنا خلال الأربع سنوات الماضية وهذا ما نظهّره للناس ولكن القوى السياسية المخاصمة لنا لم تنشر شيئًا لأنها لم تنجز شيئاً”.
وأكد السيد نصرالله أنه “ولا يوم طلبنا من الدولة أن تحمي المقاومة والمقاومة هي التي تحمي البلد وحمت الدولة ولولا المقاومة لا توجد دولة وهي من ضمن المعادلة الذهبية تحمي البلد ولا تطلب حماية الدولة”، وأوضح “نحن نريد المشاركة في الدولة لنمنع أي أحد من القوى السياسية أو من الخارج بأن يستخدم الدولة ضد المقاومة ونريد من الدولة أن لا تطعن المقاومة وهذا كاد أن يحصل عام 1993 وعام 2006”.
إقليمياً، أعلن السيد نصرالله الوقوف “بكل إجلال واعتزاز أمام بطولات رجال وشباب ونساء وأطفال وشيوخ فلسطين”، وتابع “إذا كنتم تراهنون على يأس واحباط الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون وإذا كنتم تظنون أن الخذلان الرسمي العربي سيؤدي إلى تراجع الشباب الفلسطيني فأنتم واهمون”، وأضاف “ما يجري في فلسطين المحتلة وحولها يحتاج إلى وقفة طويلة وإلى مزيد من الدعم والتضامن”.
وأشار السيد نصرالله إلى ان المقاومة “استطاعت في حرب نيسان 1996 أن تفرض على العدو وعلى ما يسمى بالمجتمع الدولي معادلة حماية المدنيين في لبنان مع استمرار المقاومة فيما عرف في ذلك الوقت بتفاهم نيسان”، وأوضح “أجاز تفاهم نيسان للمقاومة أن تقاتل الأرض اللبنانية المحتلة وأن تستهدف جنود الاحتلال وعملائه ويمنع على العدو أن يقصف قرانا وبلداتنا”، وقال “في مجزرة قانا وقفت اميركا ومنعت ان يقوم مجلس الامن باصدار قرار يدين العدو الاسرائيلي لارتكاب هذه المجزرة وهذا هو موقف اميركا والمجتمع الدولي منذ مجزرة دير ياسين إلى اليوم”، وتابع “الولايات المتحدة تدافع عن العدو والمعتدي وعن الذي يشن الحروب وتمنع حتى من ادانته فضلاً عن اتخاذ قرارات عقوبات بحقه”.
وتساءل السيد نصرالله “من الذي يخرب العلاقات العربية العربية ؟ وأوضح هناك دولة اسمها السعودية شنت حرباً وعدواناً عسكرياً ومدمراً على اليمن وعلى جزء كبير من الشعب اليمني، وتساءل “الذي يخرب العلاقات العربية – العربية هو الذي قام بالحرب أو من يأخذ موقفاَ مع المظلومين ويطالب بوقف الحرب؟”.
وأشار السيد نصرالله إلى أن اليمنيين “فرضوا أنفسهم على العالم وصنعوا هذه النتيجة السياسية”، وقال “نحن سعداء للهدنة في اليمن وكل خطابنا السياسي كان وقف العدوان ونأمل ان تفتح الهدنة بابا للحوار السياسي وأن تكون مدخلاً لوقف الحرب ورفع الحصار والذهاب إلى الحل السياسي”، وتابع “أوجه نصيحة إلى الحكام في السعودية وأقول لهم لا تراهنوا ولا تتوقعوا أن يقوم اصدقاء الشعب اليمني المظلوم بالضغط عليه لتنازل على حقوقه”. كما تساءل السيد نصرالله “من الذي يخرب العلاقات العربية – العربية ؟ من فتح الباب وأدار حرباً كونية على سوريا أو من وقف إلى جانب سوريا في هذه الحرب الكونية ؟”.
وختم السيد نصرالله “في ذكرى شهادة السيد محمد باقر الصدر نستحضر ذكراه ولا تزال آثاره الفكرية حاضرة وكان يفكر بكل المظلومين والمستضعفين في العالم ومسؤوليتنا أن يبقى اسمه متداولًا بيننا”.