يأس روسي من المفاوضات: الحرب طويلة طويلة أحمد الحاج علي
تراوح الأزمة الروسية ــــ الأوكرانية مربّع الجمود، على المستويين الميداني والدبلوماسي، في ظلّ بطء وتيرة التقدُّم الروسي والمترافق مع انسحابات من محيط العاصمة كييف مع وضْع هدف يبدو وحيداً للعملية العسكرية، وهو السيطرة على الشرق الأوكراني، التي باتت وشيكة. ولا يقلّ المسار الدبلوماسي سوءاً، وسط توقعات أطلسية بحربٍ قد تستمرّ على مدى سنوات، وفق تقدير الأمين العام لـ»الناتو»، ينس ستولتنبرغ، يوازيها، في المقابل، تريّث روسي في إبداء أيّ تفاؤل إزاء العملية التفاوضية المتواصلة
لم تعد موسكو تبدي تفاؤلاً إزاء المحادثات الجارية بينها وبين كييف، في ظلّ تعقيدات يتقدّمها الاستثمار الغربي في مجزرة بوتشا، وما سيترافق معه من عقوبات هدَّد الاتحاد الأوروبي، أوّل من أمس، بتشديدها، لخنق الاقتصاد الروسي. مع هذا، تؤكد واشنطن على لسان وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا يمكن رفعها في حال نجاح المفاوضات بينها وبين أوكرانيا. وفي هذا الجانب من التصريح، إغراء للجانب الروسي، لم يَعُد، بطبيعة الحال، ينطلي عليه، بالنظر إلى سوابق كثيرة، ليس الاتفاق النووي مع إيران إلّا إحداها. لكنّ الوزير الأميركي عاد ليعلن أن بلاده ستقدّم لكييف شحنة إضافية من صواريخ «جافلين» المضادّة للدبابات بقيمة 100 مليون دولار، بعدما «صُدم العالم ورُوّع بالفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في بوتشا وسائر أنحاء أوكرانيا». ويرى رئيس تحرير مجلّة الدفاع الوطني، العقيد إيغور كوروتشينكو، أنه بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إنقاذ أوكرانيا، هناك ضرورة لأن تتواصل العملية العسكرية الروسية حتى القضاء الكامل على القوات المسلحة الأوكرانية، واستسلام النظام القائم في كييف، «وإلّا، فإن روسيا ستكون في انتظار احتمالات سيّئة للغاية». مردّ ذلك، بحسبه، إلى التناقض في التصريحات الغربية، وما تصريح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بأن «توصُّل روسيا إلى سلام مع أوكرانيا لن يَصلح أساساً لرفع العقوبات عنها»، إلّا واحد من الأمثلة، بحسب كوروتشينكو.