من الصحافة الاسرائيلية
زعم خبير إسرائيلي أن الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب، تتنافس على التقرب من اسرائيل.
آساف غيبور خبير الشؤون العربية في صحيفة مكور ريشون، ذكر في تقرير أن “هذا التطبيع العربي الإسرائيلي ينطلق من فرضية خشية دول الخليج تحديدا على أمنها، وتراجع الالتزام الأمريكي بحماية المصالح الأمنية في المنطقة، خاصة أمام تهديدات الحوثيين في اليمن الذين يهددون الخليج والسعودية، وبالتالي فقد وجدت إسرائيل نفسها في وضع تراها الدول العربية وسيلة للاقتراب من الأمريكيين، أو التأثير عليهم”.
وأضاف أن “مشاركة وزير الخارجية الأمريكي في قمة النقب أوضحت أن الجميع على نفس الموقف من التهديدات الأمنية، بجانب حاجتها لتعزيز مصلحة واشنطن في الحد من أزمة الطاقة التي اندلعت عقب حرب أوكرانيا، والحد من ارتفاع أسعار النفط، حيث طلبت الولايات المتحدة من السعودية زيادة إنتاجه، لكن المملكة أعلنت خفضه جزئيًا بسبب معاملة الأمريكيين للحوثيين الذين يهددون الرياض”.
إيتان نائيه، السفير الإسرائيلي في البحرين، قال للصحيفة إن “المنامة تنظر لإسرائيل على أنها جزء من الحل لمواجهة مخاوفها الأمنية، وإن عقد الاجتماع في النقب بحضور أمريكي يشير إلى أهمية إسرائيل كمحور إقليمي مركزي، خاصة بعد تنامي النفوذ الإيراني، والخروج البطيء للولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط، بزعم الانتباه للتهديد الصيني، والآن انضمت أيضًا قضية أوكرانيا وروسيا وحلف الناتو، بمعنى أنه من المريح للأمريكيين مغادرة الشرق الأوسط، مع تحميل إسرائيل المسؤولية عن أمنه”.
في الوقت ذاته، تعتبر المحافل الإسرائيلية أن الدول العربية المطبعة معها باتت شريكة في الحفاظ على مصلحة الأمن القومي للمنطقة، حتى إنها أصبحت ترى نفسها شريكة موثوقة لإسرائيل، بزعم تعزيز الرخاء الإقليمي، تمهيدا لإقامة شبكة أمنية واسعة بين هذه الأطراف مجتمعة، حتى وصل الأمر بالإسرائيليين إلى الادعاء أن تنافسا نشأ بين الدول المطبعة ذاتها في التقرب من دولة الاحتلال، خاصة بين مصر ودول الخليج، التي باتت أكثر قربا من إسرائيل، وارتباطا بها.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه المغرب نفسها بوابة المجتمع الدولي لأفريقيا، فإنها معنية بتوثيق علاقاتها الأمنية مع الاحتلال، بزعم مواجهة المخاوف القادمة من الدول المجاورة، أما الأردن فقد شهد في الآونة الأخيرة جملة زيارات إسرائيلية مكثفة للحيلولة دون انفجار الأوضاع الأمنية في القدس المحتلة في شهر رمضان، لكن كل هذا التطبيع كفيل بأن يتبدد فور أي مواجهة فلسطينية إسرائيلية قد تنشأ في الأراضي المحتلة.
مع تصاعد التهديدات العسكرية المحيطة بدولة الاحتلال، لا سيما مخاطر اندلاع حرب قتالية مفتوحة مع واحدة من الجبهات الحربية، شمالا مع لبنان، وجنوبا مع غزة، تتزايد الدعوات الإسرائيلية بضرورة الاستعداد للذهاب إلى الخيار البري في أي عملية عسكرية متوقعة.
وبحثت الأوساط العسكرية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة نهجين متناقضين في ما يتعلق بالعملية البرية، وعلاقتها بالتعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية التي تواجه دولة الاحتلال، ورغم أن هذا الخيار البري قد يخدم أهدافًا استراتيجية وتشغيلية محددة، فإنه لا يضمن للاحتلال الإسرائيلي التفوق في مواجهة التحديات والصراعات التي تواجهها.
الضابط السابق غال فرينكل، والباحث في مركز دادو، ذكر في مقال بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب،” أن “الدعوات الإسرائيلية للاستعداد للعملية البرية، السريعة والحاسمة، قد تكون شرطا ضروريا لتقصير أي حملة عسكرية، وليس تمديدها، خاصة عند استخدام القوة الكاملة منذ بداية الحرب، وليس مجرد خيار محتمل للاستمرار فيها، لأنه في العديد من المواجهات العسكرية التي تورطت فيها إسرائيل خلال العقود الثلاثة الماضية، خرجت كلها عن نطاق السيطرة، أو من سوء تقدير”.
وأضاف أن “الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة لا تنوي احتلال أراض من أعدائها لفترة طويلة، لأنها تحمل كلفة باهظة من دماء جنودها، ولذلك ينبغي أن تكون الخطة التشغيلية لعملية محدودة فقط، ما قد يتطلب تعبئة قوات الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي، رغم ما قد يصيبها من أضرار، وتعطيل أنشطتها العملياتية، والتأثير السلبي على عمليات صنع القرار السياسي، خاصة بالتزامن مع تحسين القوى المعادية لقدراتها على التسلل نحو الحدود الإسرائيلية، وهذا يشكل تهديدا يستدعي من دولة الاحتلال التصرف وفقًا لجدول زمني قصير لإزالة التهديد باستخدام جميع الأدوات المتاحة لها”.