الرئيس عون “جبل” وصمّام أمان وطني
غالب قنديل
يؤكد الرئيس ميشال عون جدارة مكانته الوطنية المرجعية، وهو يجسّد عمق التزامه السياديّ التحرّري، مرسّخا جدارته بثقة المقاومة، التي تعاملت مع التفاهم الوطني بمبدئية بعيدة كليا عن الحساب المصلحي الضيق، وقد مدّت جسور ثقة مع الشركاء، تعمّدت في معارك ومحطات كثيرة متلاحقة خلال السنوات المنصرمة، وظلّ معها وخلالها العماد الرئيس بثباته لا تهزّه التقلّبات ولا الغوايات أو التهديدات.
الرئيس الشجاع والحكيم لا يخشى التهديد، وهو أمين للشراكة مع حزب الله بكامل الثقة والاحترام المتبادل، وهي وسم ملازم لعلاقة تحالف وتفاهم، تعمّقت وتشعّبت في سياق الصراع ومسار الأزمات المتعاقبة، فبات الرئيس رمزا للمصداقية والأمانة.
الحوارات الصحافية والإعلامية التي تجريها وسائل إعلام غربية مع فخامة الرئيس تحفل بمواقفه المبدئية دون أي ارتجاج أو ارتجاف، وهو نفسه على الدوام، شريك المصير والجنرال السيادي الاستقلالي، الذي لا يساوم على المبادئ الوطنية. وقد عرفنا ساسة ورموزا يبدّلون الخطاب، ويتوسلون أوراق اعتماد عند الأجانب، بحسب هوية المراسل والوسيلة التي يمثّلها.
لم يزحزح الرئيس عون عن مبادئه وقناعاته حول القضايا الوطنية أيُّ ضغط أو تهديد، ولم يهزّه غبار العملاء والرجعيين، الذي لا يستحقّ حركة من طرف إصبعه أو إيماءة أو حتى كلمة ولا جهدا في ردّ أو سجال، لأن الأبواق يؤدّون وظائف مدفوعة من مشغّليهم في الداخل والخارج، وهم دون مستوى الرد. والأجدى هو فضح المشغّلين والمحرّكين وغاياتهم لتحصين الرأي العام اللبناني.
الزلزال الخطير الذي ضرب لبنان أدْعَى لاتخاذ خيارات جذرية جديدة، تبدأ بالتوجّه شرقا، وتمرّ بإعداد خطط جذرية لإحياء مرافق الإنتاج وإنهاض موارد الثروة بعد الخراب لإطلاق مسار تراكم جديد، ينهض بالبلد في جميع المجالات. وفخامة الرئيس الرؤيوي تاريخيا، وعلى امتداد سيرته القيادية والسياسية، هو الأقدر على فهم أهمية التوجّه شرقا، وطرق أبواب عواصم يحظى فيها بكلّ الاحترام والثقة.
نتطلّع واقعيا إلى حركة رئاسية مبادرة نحو ايران وروسيا والصين، وكلنا ثقة بأن البلد سوف يحصد من ثمارها ومردودها ما ينمّي الثروة، ويُحرّك الاقتصاد، وينتشل البلد من هوّة الخراب. وبكلّ تأكيد، ستكون مبادرة الرئيس نحو هذه الدول الصديقة والشريكة محطّ ترحيب وتجاوب، والحاصل حشد موارد مضاعفة، وفرص جديدة لنهضة اقتصادنا وتعافيه.
لقد أظهر هؤلاء الأصدقاء الشرقيون حميّة عالية اتجاه بلدنا، وتوافرت لنا فرص سخيّة وعروض مجزية، ولا سيما من الشقيقة إيران والأصدقاء الروس، وكالعادة تحرّك طابور العمالة والارتهان لقطع الطريق على التجاوب معها بدافع ارتهان وتبعية عمياء. ومن المشين أن يصمتَ أيّ لبنانيٍّ على تلك الخيانة الفاضحة، التي تُختَرع لها الذرائع الساقطة والواهية.
نتمنى، ونتطلّع الى حركة رئاسية في اتجاه شركاء الشرق، تفتح مسارات نهضة منتجة، وتطرق أبوابا موصده بقرار أميركي غربي يبغي خنقنا في نفق الخراب والانهيار الخطير.