من الصحافة الاسرائيلية
فيما تتطلع الأنظار السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية باتجاه الحرب الروسية الأوكرانية، فإن أنظارا عسكرية وأمنية تراقبها عن كثب لمعرفة تداعياتها العملياتية على أي حرب أخرى قد تندلع مع حماس في غزة، وقد بلغ هذا الاهتمام مستوى أن تطرح هذه المسألة خلال اجتماع لمجلس الوزراء السياسي والأمني المصغر “الكابينت”، حيث جرت مناقشة مثيرة للاهتمام بشكل خاص حول حرب أوكرانيا، وتداعياتها على إسرائيل.
صحيح أن الوزراء الإسرائيليين الذين حضروا المناقشة، وفقا لتسريبات صحفية، أطالوا النظر كثيرا في مشاهد الدمار الذي ألحقه الجيش الروسي في جميع أنحاء أوكرانيا، وخاصة في مدينة ماريوبول، لكنهم في الوقت ذاته أجروا مقارنة بين ردود الفعل الدولية على الهجوم الروسي، خاصة باتجاه الأهداف المدنية، وإمكانية أن يكون له تأثير على الحرب الإسرائيلية القادمة على غزة، وسط اتفاق رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع مسؤولين أمنيين ومعظم الوزراء على أن الحرب الجارية ستغير المعايير.
شالوم يروشاليمي الكاتب في موقع “زمن إسرائيل”، ذكر في مقاله أن “إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين في أي مواجهة عسكرية قادمة في غزة، حتى لو لم يتم بشكل متعمد، لم يعد مقبولاً على المجتمع الدولي، ويمكن أن يجر إسرائيل إلى حالة عقوبات فورية، وهو استخلاص إسرائيلي من مجريات الحرب الأوكرانية، رغم أن علاقة العالم بإسرائيل تختلف عن روسيا، وتعامل الغرب مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منفصلا عن هجوم روسيا على أوكرانيا”.
وأضاف أن “أحد النتائج العملية للحرب الدائرة في شرق أوروبا على إسرائيل وأدائها العسكري المقبل في غزة، أن أبراج القطاع الشاهقة لن تسقط بعد الآن، وأي فيديو يظهر الفلسطينيين في محنة، أو صورا لعائلة فلسطينية أمام منزل مدمر بعد غارة جوية إسرائيلية، أو أطفال لا حول لهم ولا قوة، فإنها ستذكر العالم على الفور بصور اللاجئين في أوكرانيا، ما سيعني كارثة لإسرائيل، واتهام جيشها بأنه يطلق النار عشوائياً، وبالتالي فقد بات يعاني من مشكلة أخلاقية، لأن أدواته عفا عليها الزمن، ولم تعد دقيقة”.
كشفت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن تصاعد حالة القلق لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة اليميني نفتالي بينيت من أداء الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” في خبرها الرئيسي أن “رئيس الوزراء بينيت، عاد الأحد وهاجم رغبة إدارة بايدن في إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية”.
وقال خلال جلسة لحكومته: “نحن قلقون جدا من نية الولايات المتحدة الاستجابة للمطلب الإيراني “الوقح”، فالحرس الثوري هو أكبر منظمة إرهابية وأكثر إجراما في العالم”، وفق زعمه.
ونوهت الصحيفة إلى أن “بينيت انتقد بايدن دون أن يذكر اسمه، وذلك على الحماسة للتوقيع على الاتفاق النووي”.
وقال بينيت: “للأسف، نحن نرى تصميما للتوقيع على الاتفاق النووي مع إيران تقريبا بكل ثمن، بما في ذلك القول عن منظمة الإرهاب الأكبر في العالم، إنها ليست منظمة إرهاب، هذا ثمن باهظ جدا”.
وأشارت إلى أن “إسرائيل سلمت منذ زمن بنية بايدن العودة إلى الاتفاق النووي، ولكن تبييض الحرس الثوري هو أكثر مما ينبغي”.
وقال مصدر سياسي لـ”إسرائيل اليوم”: “إخراج الحرس من القائمة الأمريكية السوداء، عمل غير أخلاقي وسيسهل على المنظمة تنفيذ العمليات وسيضخ إليها مليارات الدولارات، وعليه فإن بينيت محق”.
وأوضحت أن الغضب والقلق من أداء بايدن لم يتوقف عند تل أبيب بل امتد إلى الرياض وأبوظبي، بسبب “التجلد الأمريكي تجاه الهجمات عليهما من جانب إيران، وإضافة إلى قصة غرام بايدن وقطر، صديقة إيران في الخليج، وردا على ذلك فإنهما يطرقان لبايدن الباب”.
وزعمت الصحيفة أن “إسرائيل في هذه الظروف الصعبة تتمزق بين مصالح متضاربة؛ فهي تتفق مع الحكام العرب بالنسبة لإيران، ولكنها تشعر بأنها جزء من الغرب بالنسبة لروسيا، وهي لا تنضم إلى العقوبات على روسيا، ولكن ليس لأنها تعاقب الإدارة مثل العرب بل لأن روسيا هي جارتها الشمالية عمليا”.
وأضافت: “النتيجة؛ هي سياسة إسرائيلية شبه حيادية بالنسبة لروسيا، ولكن بالتوازي فتح الفم على الإدارة في مسألة إيران، وهذا تحول تام في نهج بينيت ومائير لابيد تجاه إدارة بايدن، وحين تحل لحظة الحقيقة، فسيخرج رئيس الوزراء ووزير خارجيته (لابيد) أصلعين من كل الجوانب؛ لقد سكتا كل هذه الفترة على الإدارة وفي النهاية فإنهما سيصطدمان معها بفظاظة، وفي نفس الوقت سيتلقيان اتفاقا تعيسا”.
وأشارت إلى أن “بينيت و لابيد قاما بجولات لا تحصى في الاستوديوهات، موضحين أن رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو سمم العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب حملة الضغوط الدولية التي قام بها ضد اتفاق النووي، وها هما -عندما صارت المسؤولية عليهما- يتبنيان سياسة مشابهة”.