من الصحافة الاسرائيلية
أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب الأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد عملية بئر السبع التي وقعت، وأدت إلى مقتل أربعة مستوطنين، واستشهاد منفذ العملية، الأسير المحرر محمد أبو القيعان.
ووصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في تقرير لها، العملية بأنها “الأقوى منذ سنوات”، موضحة أن أحد سكان النقب دهس راكب دراجة، ثم شن حملة طعن في وضح النهار بالقرب من المجمع التجاري في بئر السبع، أدت لطعن خمسة مستوطنين إسرائيليين توفي منهم أربعة، بينهم حاخام.
وعقب العملية، اعتقلت قوات الاحتلال شقيقي منفذ العملية، “بشبهة أنهما كانا على علم بنواياه وشاهداه يغادر المنزل ومعه سكين في طريقه لتنفيذ العملية”، بحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلي الرسمي “كان”، التي نوهت إلى أن “تقديرات الشرطة تشير إلى أنه تصرف بمفرده”.
وذكرت “كان” أن “الشرطة الإسرائيلية قررت رفع حالة التأهب في جميع أنحاء البلاد، خشية من تصعيد أمني عشية شهر رمضان المبارك، والذكرى الأولى لاندلاع الاضطرابات في مدن الداخل” المحتل، أي أنها تقصهد “هبة القدس”.
وأوضحت أن “قوات إسرائيلية معززة ستنتشر في الأسواق ومحطات المواصلات العامة والمجمعات التجارية الكبرى وأماكن أخرى”.
ونوّهت إلى أن سبع عمليات وقعت منذ مطلع الشهر الجاري، في مؤشر على تصاعد العمليات الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في مختلف المناطق المحتلة.
من جهتها، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” في خبرها الرئيس الذي كتبه ايتسيك سبان وآخرين، أن “المخاوف التي سادت في أوساط محافل جهاز الأمن بعد عمليات الطعن التي وقعت مؤخرا في القدس، تحققت مع العملية”.
يشكل تزايد التهديدات الأمنية المحيطة في دولة الاحتلال، مناسبة ملائمة لتذكير الإسرائيليين بما يعتبرونها الإخفاقات الحكومية التي تتراكم كل يوم، مع العلم أن هذا الموقف لا يتخذه فريق حزبي دون آخر، لكن هناك حالة من شبه الإجماع بأن الحكومة تعاني من حالة ترهل لا تخطئها العين.
وتسببت حكومة الاحتلال بظهور انتقادات متلاحقة من مختلف الإسرائيليين، سواء بسبب مخاوف اندلاع حرب مع غزة، أو حصول هبة شعبية في القدس والأقصى، أو توقيع الاتفاق النووي مع إيران، أو مخاطر مواجهة عسكرية مع حزب الله، فضلا عن المخاوف من خسائرها المتوقعة من إمكانية استمرار الحرب الأوكرانية الروسية.
ليمور سميميان دورش، الكاتبة في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكرت في مقالها الذي أن “أقل من عام من الفشل الحكومي أعاد إلى أذهان الإسرائيليين ما قالوا إنها إخفاقات الحكومات المتعاقبة التي ترأسها بنيامين نتنياهو منذ 2009 بصورة متتالية، رغم ما أنجزه من اتفاقيات تطبيع مع أربع دول عربية، لكن ذلك لم يمنع اليسار الإسرائيلي من توجيه النار عليه بصورة دائمة، بزعم أن أداء حكوماته يعرض الإسرائيليين للخطر الداهم”.
وأضافت أن “الجهود الدعائية والإعلامية التي تبذلها حكومة بينيت- لابيد لإنتاج صورة مزيفة عن الهدوء لم تنجح بعد، لأن الإخفاقات والأضرار المتراكمة التي تتسبب بها تصرخ في أعين جميع الإسرائيليين”.
وتابعت: “من المفارقات أن هذه الحكومة التي تصف نفسها بأنها “هادئة”، لكنها أشبه بموجات المد، فهناك لحظة هدوء أمني وجيزة، مع انحسار البحر، يتبعها دمار سريع وقوي، وطويل المدى، سواء في المجال السياسي أو الأمني، حيث تضعف قوة إسرائيل بشكل مخيف”.
ويرصد الإسرائيليون ما يقولون إنها مجالات الإخفاق السياسي والأمني الذي تورطت فيه الحكومة الحالية، وأسفرت ضمنيا عن تخلي الولايات المتحدة عن كل شيء في طريق عودتها للاتفاق النووي مع إيران، في حين أن الحكومة الإسرائيلية صامتة، حتى أن اليونان وقبرص بدأتا بتجديد العلاقات مع تركيا، ما قد يهدد الحلف الإسرائيلي معهما، وصولا إلى تسبب وزير الخارجية يائير لابيد بتفسخ حلف “فيتشغراد” مع دول شرق أوروبا؛ بسبب أزمته المفتعلة مع بولندا.
ونبهت إلى أن منتقدي الحكومة الإسرائيلية الحالية يتهمونها بانتهاج سياسة ضعيفة، أسفرت عن توقيع اتفاقية إشكالية للمياه والكهرباء مع الأردن، وصولا إلى إعادة الاتصالات مع السلطة الفلسطينية من خلال لقاءات وزير الحرب بيني غانتس النشط مع محمود عباس، فضلا عن الاستمرار بإصدار قوانين الموازنة من قبل وزير المالية أفيغدور ليبرمان، وعدم تعويض أصحاب الأعمال المتضررين من كورونا.
وعلق وزير الأمن الداخلي عومر بارليف بقوله: “هذه عملية طعن قاسية، من نفذها كان من الأفضل لو لم يتحرر من السجن في 2019″،