من الصحافة الاسرائيلية
ما زالت المواجهة التدريجية المتصاعدة بين دولة الاحتلال وإيران، وتأخذ أبعادا متزايدة، على جبهات مختلفة، تثير نقاشات إسرائيلية، لاسيما بعد الهجوم الإيراني على منشأة الموساد في شمال العراق، بالتزامن مع ما يراه الإسرائيليون من ضعف أمريكي أمام إيران، وصولا الى توقيع الاتفاق النووي.
في الوقت ذاته، يبدي الإسرائيليون قناعتهم بأن الإيرانيين سيصعدون هجماتهم في المنطقة بطرق وصفوها بأنها “إبداعية”، ما يؤكد أن الحرب الفعلية بينهما قد انطلقت على الأرض، انطلاقا من رغبة طهران في الانتقام من تل أبيب، وستواصل تصعيد هجماتها في الفترة المقبلة قبيل الشروع في تنفيذ الاتفاق النووي.
تسفي يحزكيلي الخبير في الشؤون العربية، ذكر في حوار مع صحيفة معاريف” أن “الفترة المقبلة ستشتد فيها الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل، وستتم كتابة المزيد من الدراسات التي تكشف كيف تمكنت إيران من خديعة العالم في مناورات تفاوضية، وتمكنت من إعادتها إلى اتفاقية عام 2015 التي لا قيمة لها اليوم، وتحصل على مئات مليارات الدولارات، ولعل الأمر الأخطر الذي ترقبه تل أبيب أن واشنطن تظهر ضعيفة أمام طهران، وستكون ضعيفة في اليوم التالي للاتفاقية”.
وأضاف أن “القراءة الإسرائيلية تتلخص في أن الولايات المتحدة لن يكون لديها “أسنان” لتطبيق الاتفاقية النووية، والإيرانيون أنفسهم لن يفعلوا أي شيء بعد الآن، لأنهم ببساطة ينجزون أهدافهم العليا، وهذا هو الواقع الجديد أمام إسرائيل، ومفادها أن إيران ستكون دولة عتبة نووية من خلال الاتفاق، ما يؤكد أننا في بداية عهد جديد، والنتيجة أن إيران ليست فقط لا تخاف من إسرائيل، لكنها باتت لديها خطة بالفعل لمواجهتها، والعالم يقف بجانبها”.
أظهر خطاب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي، أن السلطات في كييف تفضل الحصول على مساعدات نوعية من الجانب الإسرائيلي بما في ذلك الانضمام إلى العقوبات الغربية وإمداد كييف بالسلاح، عوضا عن خدمات الوساطة غير الفعالة التي يقدمها رئيس الحكومة، نفتالي بينيت.
كما كشف خطاب زيلينسكي بما لا يدع مجالا للشك، استياء الحكومة الأوكرانية من الازدواجية الإسرائيلية في سبيل الحياد الذي تنشده تل أبيب في محاولة لعدم استفزاز موسكو، وهروبها إلى مربع الوساطة، للامتناع عن الوقوف صراحة إلى جانب حلفائها الغربيين في دعم كييف.
ويضع خطاب الرئيس الأوكراني، بحسب ما لفت المحلل السياسي في موقع “واللا” الإلكتروني، باراك رافيد، السياسة التي تنتهجها إسرائيل في هذا الشأن، أمام العديد من التحديات الصعبة، وقد تتحول الانتقادات الأوكرانية، إلى انتقادات مماثلة شديدة اللهجة تجاه إسرائيل من قبل القوى الغربية.
وشدد رافيد على أن الحياد الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية على نفسها يضرها أكثر مما ينفعها، مشيرا إلى الدعم الكبير الذي لقيه خطاب زيلينسكي من قبل السفارة الأميركية في إسرائيل.
كما انتقد المحلل الإسرائيلي الازدواجية التي تعاطى من خلالها أعضاء الكنيست مع خطاب الرئيس الأوكراني، ورفضهم لإكثاره من استخدام المقارنات بين السلطات في موسكو وصعود النازية إلى الحكم في ألمانيا، وكأن التشبيهات والاستعارات من خلال استخدام جرائم النازية خلال الحرب العالمية الثانية حكر على الساسة الإسرائيليين.
وأفادت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيت، “ليس راضيا تماما” عن خطاب الرئيس الأوكراني، وما شمل خطاب زيلينسكي من انتقادات حادة للسياسة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية إزاء الغزو الروسي لبلاده.
وقال مصدر رفيع في الحكومة الإسرائيلية، تحدث للقناة 13 الإسرائيلية، إن إسرائيل ستواصل، على الرغم من كل ذلك، محاولة الوساطة بين موسكو وكييف، كما شدد على أن إسرائيل “لن تقدم الدعم العسكري لكييف”، معتبرا إلى أن تشبيهات “الجرائم الروسية في أوكرانيا” بالجرائم النازية خلال الحرب العالمية الثانية بأنها “ازدراء خطير للمحرقة”.
وعلى صلة، قال السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، إنه “كان على إسرائيل، التي تعرض نفسها كوسيط موضوعي بين السلطات في موسكو وكييف، أن تمنح ممثلي روسيا المجال لمخاطبة أعضاء الكنيست”، كما أعطت الفرصة للرئيس الأوكراني.