من الصحافة الاسرائيلية
لا يزال الهجوم الإيراني على مقر جهاز الموساد في أربيل العراقية يثير نقاشات متلاحقة حول مدى نوايا إيران عن الهجمات الإسرائيلية على أهدافها العسكرية في سوريا، أو منشآتها الحيوية في قلب أراضيها، سواء من خلال عمليات “علنية” إسرائيلية عبر سلاح الجو، أو هجمات “سرية” عبر الموساد.
وأظهرت عملية تدمير الطائرات الإيرانية المسيرة المنسوبة لإسرائيل أن الحملة ضد إيران أصبحت أكثر عنفاً، وخلافًا لما كان عليه الحال في الماضي، فقد ظل هذا الهجوم سراً لمدة شهر تقريبًا، حتى تم الكشف عنه قبل أيام فقط.
وربما لم يكن الإيرانيون مرتاحين للاعتراف بأنهم أصيبوا مرة أخرى، وربما سعوا لإخفاء مدى الضرر في موقع كرمانشاه، حيث دمرت عدة مئات من الطائرات بدون طيار من أنواع مختلفة على الأرض، ولعلهم سعوا في البداية للرد، كما فعلوا في كردستان العراق.
وأكد الخبير العسكري، يوآف ليمور، في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم” أن “تسلسل الأحداث يظهر أن الحرب بين إسرائيل وإيران أصبحت أكثر عنفًا وعلنية، مما كانت عليه في الماضي”.
وأوضح أنه “رغم أن إسرائيل تحافظ على السرية في تنفيذ وتحمل المسؤولية عندما تعمل على الأراضي الإيرانية، ولكن يبدو أنها مستعدة لتحمل مخاطر أكبر مما كانت عليه في الماضي، لتعطيل القدرة العملياتية للإيرانيين، ومحاولة ردعهم”، بحسب الصحيفة.
وأضاف أن “الضربات الإيرانية العلنية ضد المواقع الإيرانية تتزامن مع قرب إنجاز الاتفاق النووي، الذي قد ينص على منع إسرائيل من اتخاذ إجراءات ضد منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، لكنها ستكون حرة باتخاذ إجراءات ضد أي شيء آخر يعرضها للخطر، مثل منظومة الصواريخ الإيرانية، ونظام الطائرات بدون طيار، وأنشطة فيلق القدس، وأي مشروع نووي آخر غير ذي صلة، وكل هذا سيلزم الموساد بالاستمرار في الحفاظ على قدرة عملياتية عالية في إيران”.
اعترف مدير عام سلطة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، تومير موسموفيتش، بأن “إسرائيل تميّز في سياسة الهجرة التي تتبعها لمصلحة مستحقي قانون العودة. فمن أجل ذلك تأسست”.
وتُوجه انتقادات لهذه السياسة من داخل إسرائيل ومن الحكومة الأوكرانية ومنظمات دولية، التي توصف بأنها غير إنسانية ولا تتلاءم مع القانون الدولي. وترفض إسرائيل دخول لاجئين أوكرانيين فروا من الحرب في بلادهم، فيما تسمح بدخول آخرين بشروط، بينها إيداع كفالة مالية بآلاف الشواكل. وفي المقابل تسمح بدخول لاجئين تصفهم بأنهم “من مستحقي قانون العودة”، الذي يسمح بهجرة اليهود وأشخاص غير يهود لكن لديهم قريب يهودي، حتى لو بقرابة بعيدة.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن 10 إلى 12 رحلة جوية، من بولندا ورومانيا وهنغاريا ومولدوفا وسلوفاكيا، تصل إلى إسرائيل يوميا، لنقل لاجئين أوكرانيين. وبمجرد وصولهم إلى مطار بن غوريون في اللد يخضعون لاستجواب: “من أين جئتم، لماذا جئتم، بماذا تعملون في أوكرانيا، هل ستعودون إلى بلادكم؟”.
لاجئون أوكرانيون في هنغاريا (أ.ب.)
وقال موسكوفيتش للصحيفة إن “أوكرانيا هي اليوم الدولة رقم واحد في العالم التي يأتي منها متواجدون غير قانونيين في إسرائيل. ويوجد هنا مجتمع مؤلف من 200 ألف إسرائيلي جاءوا (هاجروا في التسعينيات) من أوكرانيا. وهكذا، فإنه توجد هنا خلفية لتخوفاتنا”.
وادعى موسكوفيتش أنه إسرائيل “جمّدت إبعاد المتواجدين (الأوكرانيين) غير القانونيين”، مضيفا أنه “لا توجد قيود بشأن مستحقي قانون العودة. وبالنسبة للباقين، فقد سمحنا بدخول 2000، وارتفع العدد إلى 5000. والحديث هنا يدور عن حرب بأبعاد تاريخية وبظروف من انعدام يقين”.
واعتبر موسكوفيتش أن “المسألة ليست عدد القادمين في أعقاب الحرب في أوكرانيا الآن، وإنما كم سيصل إلى هنا في الحرب القادمة التي ستدور في مكان آخر في العالم. وكم تعين علينا أن نستقبل في أعقاب صعود طالبان إلى الحكم في أفغانستان؟ ورغك كل ما يقولونه عن بوتين، يبدو لي أن طالبان أسوأ”.
وبرر موسكوفيتش السياسة الإسرائيلية ضد اللاجئين من أوكرانيا بأنه “بوجد حروب في العالم وتوجد مجاعة وكوارث طبيعية ونساء تهربن من رجال عنيفين، وتوجد مصائب كثيرة. وتجري أمور رهيبة طوال الوقت، وأنا لا أتهكم. لكن ماذا يعني ذلك، هل علينا أن نستوعب من هناك أشخاصا من دون تمييز؟ أنا حارس حدود الدولة ولا يمكنني فتح البوابة للجميع”.