من الصحافة الاميركية
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن السعودية وجهت دعوة للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة الرياض، في وقت تعرف فيه علاقة المملكة بالولايات المتحدة توترا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن تتم الرحلة بعد شهر رمضان، الذي يبدأ في أوائل نيسان/ أبريل المقبل.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله إن الرياض تخطط لتكرار الاستقبال الحار الذي لقيه للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2017 عندما زار المملكة، فيما لم تتحصل “وول ستريت جورنال” على تعقيب من الرياض وبكين.
وقال مسؤول سعودي: “ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس الصيني صديقان حميمان، وكلاهما يدرك أن هناك إمكانات هائلة لعلاقات أقوى”، مضيفا أن الأمر ليس مرتبطا بشراء النفط من المملكة والأسلحة من الصين.
وأوضحت الصحيفة أن الزيارة تأتي وسط تحول جيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تتطلع الولايات المتحدة إلى تركيز المزيد من الاهتمام والموارد على آسيا، بينما توسع الصين وروسيا نفوذهما في المنطقة.
وأشارت إلى أنه وسط شكوك حول بقاء واشنطن في السلطة خاصة بعد الانسحاب الأمريكي السريع من أفغانستان، يسعى العديد من شركائها الإقليميين إلى إقامة علاقات أمنية واقتصادية جديدة.
وأفادت “وول ستريت جورنال” بأن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على التغييرات الجارية في التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط، مبينة في السياق أن المملكة العربية السعودية رفضت طلبات أمريكية لضخ مزيد من النفط للمساعدة في ترويض أسعار الخام، كما تجاهلت الإمارات الضغط الأمريكي، وامتنعت عن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن شبكة السكك الحديدية الأوروبية -التي بنيت طوال أكثر من 150 عاما من صراعات حددت معالم أوروبا الحديثة- تلعب دورا محوريا في تكامل بلدان القارة في زمن السلم، وعادت الآن لتؤدي دورها في زمن الحرب.
ونقلت الصحيفة في تقرير لمديرة مكتبها في بروكسل مارتينا ستيفيس غريدنيف -التي قامت برحلة على متن القطار الرابط بين العاصمة التشيكية براغ وبلدة برزيميسل على الحدود البولندية الأوكرانية- كيف تحول هذا الخط وغيره من خطوط السكك الحديدية الأوروبية إلى وسيلة لنقل المساعدات الإنسانية والمقاتلين المتطوعين إلى الحدود الأوكرانية ذهابا، واللاجئين الهاربين من الحرب الباحثين عن الأمن إيابا.
وأشارت إلى أن شبكة السكك الحديدية في أوروبا ازدهرت في زمن الحروب الماضية، فمنذ النصف الثاني من القرن الـ19 فصاعدا حملت الجنود من وإلى الخطوط الأمامية، وأوصلت الإمدادات للجيوش في جبهات القتال، ونمت لتلبية احتياجات الصراعات الفاصلة في القارة.
والآن -تضيف الصحيفة- حولت العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا قطارات أوروبا ومحطاتها المزخرفة التي تعود للعصر الإمبراطوري إلى شبكة “أزمة لاجئين جديدة” على وقع الحرب، إذ فتحت لهم ما لا يقل عن 12 شركة مشغلة للقطارات مملوكة للدولة والقطاع الخاص خدماتها مجانا، كما خصصت قطارات الشحن الخاصة بها لإيصال المساعدات الإنسانية للأوكرانيين.
وتقدم شركة “دويتشه باهن” (Deutsche Bahn) الألمانية بالتعاون مع خطوط السكك الحديدية الأوروبية الرئيسية الأخرى مثل “آي سي إي” (ICE) و”تي جي في” (TGV) و”طاليس” (Thalys) رحلات مجانية عابرة للقارة للأشخاص الفارين من الحرب إلى كل من ألمانيا والدانمارك وبلجيكا وفرنسا وبولندا وجمهورية التشيك والنمسا ولوكسمبورغ وهولندا وسويسرا وإيطاليا، كما تحمّل الشركة الألمانية أيضا الطعام والماء والأدوات الصحية في قطارات الشحن التابعة لها وترسلها إلى أوكرانيا.