من الصحافة الاسرائيلية
تعطلت مواقع إلكترونية تابعة للحكومية الإسرائيلية عن العمل، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”) وعدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأعلنت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلي “حالة الطوارئ” لمواجهة ما وصف بـ”أكبر هجوم سيبراني تتعرض له إسرائيل”.
في المقابل عقد وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوعاز هندل، جلسة مداولات لتقييم الوضع، في حين أفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي وسائر الأجهزة الأمنية، تشارك في محاولات لـ”صد الهجوم”.
المحافل العسكرية والأمنية الإسرائيلية متابعة تفاصيل الهجوم الإيراني على ما قيل إنه قاعدة استخبارية تابعة لجهاز الموساد في أربيل شمال العراق، وما قد يتركه من تصعيد ميداني عملياتي بين طهران وتل أبيب.
ويأتي الهجوم الإيراني بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقاعدة في دمشق، أسفرت عن مقتل اثنين من كبار ضباط الحرس الثوري، ما دفع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إلى أن ترفع مستوى اليقظة والاستنفار لديها خشية من انتقام طهران.
القناعة الإسرائيلية السائدة تشير إلى أن الرد الإيراني على هجوم دمشق سيأتي، لكنه لن يكون بالضرورة قريباً، في ضوء التعهدات الإيرانية بأن الهجوم لن يمر دون عقاب، الأمر الذي يزيد من حدة التوترات الإقليمية المتصاعدة في المنطقة، خاصة مع تعثر إنجاز الاتفاق النووي في فيينا. لكن انتقال الرد الإيراني إلى شمال العراق، يعني أن الإيرانيين قرروا عدم الرد في قلب دولة الاحتلال، على الأقل حتى الآن، لاعتبارات غير معروفة بعد.
أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري، ذكر في تقرير أن “هجوم أربيل جاء استمرارا لما شهدته السنوات الأخيرة من تهديدات أطلقها الإيرانيون بالثأر لمقتل جنودهم وضباطهم على الأراضي السورية، وأنهم لن يتركوا حساباً مفتوحاً مع إسرائيل، وقد أثبتت الوقائع الميدانية دقة هذه التقديرات، ونجاعة القدرات الإيرانية، لأنها أثبتت أنها قادرة على الرد على إسرائيل بعدة وسائل، من بينها إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار وهجمات مسلحة”.
أكد خبير عسكري إسرائيلي أن الحرب الدائرة بين طهران وتل أبيب بعد هجوم أربيل فجر الأحد، انتقلت إلى مستويات علنية وعنيفة، وأصبحت عديمة الحدود.
وقال يوآف ليمور في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية: “ينبغي أن نأخذ إيران على محمل الجد، حين توضح أن الصواريخ التي أطلقتها فجر الأحد كانت تستهدف منشأة إسرائيلية سرية في المنطقة الكردية شمال العراق”.
وأشار إلى أن “جهاز “الموساد” ينشط في هذه المنطقة، ومن المعقول أن إيران سعت للمس به ردا على قتل ضابطين من الحرس الثوري الأسبوع الماضي، في هجوم لسلاح الجو الإسرائيلي في دمشق”.
وأضاف: “لإيران حساب مفتوح طويل مع إسرائيل، يتعلق أساسه بآلاف الهجمات (الإسرائيلية) التي نفذت ضد تهريب الوسائل القتالية في سوريا”.
ورأى الخبير، أن “إيران عملت عدة مرات في السنوات الأخيرة ضد ما شخصته كأهداف إسرائيلية (سفن بملكية إسرائيلية)، لكن الهجوم بالصواريخ هو تصعيد إلى درجة مقلقة في أعمالها”.
وأكد أن هذا الهجوم الإيراني “يشهد على ثقة عالية بالنفس في طهران نتيجة ضعف الغرب في محادثات النووي والحرب في أوكرانيا التي تصرف الاهتمام العالمي إلى مناطق أخرى، وربما أيضا تشهد على إحساس معين بالحصانة، ونتيجة لذلك، فإن إيران تسمح لنفسها بأن تكون أكثر قوة من الماضي؛ سواء في شكل الرد أو الكشف عنه”.