الضربات الإيرانية للقواعد الأميركية الصهيونية في العراق
غالب قنديل
إنها مرحلة يحتدم فيها الصراع الكبير والوجودي في المشرق بين الأخطبوط الاستعماري الصهيوني الرجعي ومعسكر المقاومة والتحرّر، الذي يسجّل نقلات هجومية متلاحقة في صعوده، أهمها الانخراط العسكري المباشر للقوة الإيرانية الجبارة والمقتدرة في ملحمة تحرير المنطقة، والتي أكسبها التطور الصناعي والتقدم التكنولوجي مزايا متفوّقة.
باتت التقنيات الحديثة تنوب عن نقل الجيوش والوحدات المقاتلة أو حتى الوقوف خلف وحدات محلية مقاتلة. فبعد امتلاك ايران لتقنيات صناعية متقدمة وابداعها في تصميم وتطوير صناعة الطيران المسيّر، التي نقلتها ونشرتها في بلدان المحور.
إن انتشار الوسائل القتالية الحديثة في جبهات محور المقاومة والتحرّر بفضل الدعم الإيراني يوفر عناصر تفوّق واقتدار، تتبدّى ملامحها ونتائجها المبهرة في العراق واليمن وفلسطين ولبنان.
حين تستهدف ايران جهارا قواعد العدو الأميركي الصهيوني في العراق، فهي تقدّم مساهمة ثمينة في معركة تحرير العراق، وفي تنبيه الغافلين إلى وجهة التسديد الواجب ضدّ العدو الوجودي الذي يستهدف الشرق شعوبا وثروات وميراثا حضاريا، ولاسيما العراق الشقيق.
دكّت الصواريخ الإيرانية التي أصابت القواعد الأميركية جدران وهم وكذب أشيدت لصدّ عصف التحرّر الثوري في المنطقة. ولمنع انبثاق شرق جديد محرّر من الاستعمار والصهيونية، ومن أنظمة العمالة والاستتباع والخضوع للمستعمر.
ايران تؤكد دورها التحرّري النهضوي في المشرق، وتصميمها من هذا الموقع على استهداف الوجود الأميركي الصهيوني بكلّ الوسائل العسكرية والسياسية والثقافية، وهو فعل وجوب نهضوي في بلداننا، توفّر الجمهورية الشقيقة جميع مقوّماته وموجباته لسائر الأخوة المناضلين، وتضعه في تصرفهم ليواصلوا النضال بأدواتهم الخاصة.
ضرب القواعد الأميركية الصهيونية في أي نقطة من بلدان المشرق بقرار إيراني هو تعبير عن وحدة المصير. ولتخرس أبواق العمالة، التي تثور نخوتها السيادية عندما تُخدش سطوة المستعمر الأميركي، وتُزلزل دعائم هيمنته وسطوته، ولا تثيرها استباحة بلادها ونهبها أو المسّ بالكرامة الوطنية والشرف القومي.
يوم انتصار الثورة الإيرانية هتفنا لبشائر التحرّر في المشرق، ومع قيام صروح البنيان العظيم لدولة إيرانية حديثة قوية مقتدرة ومتطورة كنّا وما زلنا نقف باحترام أمام منجزاتها ومساهماتها التقدمية في نهضة شعوب الشرق، ونشر التقنيات الحديثة، وتنمية قوة فصائل المقاومة والتحرّر في المشرق، على الأرض وفي الجو كما في عرض البحار.
الجمهورية الإسلامية كانت وما تزال، منذ قيامها، حصنا للتحرر والمقاومة، وهي نموذج وقدوة للتنمية والاقتدار، وستبقى منارة مشعّة في منطقتنا، تستحقّ كلّ الاحترام والعرفان والتضامن.