نحو بناء كتلة سياسية شعبية تفرض الاتجاه شرقا
غالب قنديل
يقابل الواقع السياسي ببلادة وادارة ظهر كثيرا من الفرص والمبادرات التي ينفرد قائد المقاومة السيد نصرالله بالإشارة اليها وفي الدعوة الى اعتمادها بل والعمل عليها مباشرة مع اخوانه لفتح مسارات يمكن عبرها أن تتاح فرص كثيرة .
تحمل طروحات السيد وأفكاره امكانات تنهض البلد من هوة الانهيار السحيقة وتنتشله من الكارثة الجاثمة على صدور اللبنانيين بعدما سد الانهيار الكثير من منافد العيش والتنفس المغلقة بقيود الاستتباع المانعة للنمو والنهوض بعد الوقوع في دوامة التآكل والخراب المقيم.
التوجه شرقا خيار واقعي وعملي تعبر عنه ملفات العروض التي تكومت على مكاتب المسؤولين اللبنانيين ومصادرها الصديقة معروفة وموثوقة من روسيا إلى ايران فالصين وأحيانا بتسهيلات ومنح خيالية في فعل وفاء وامتنان للشعب المقاوم.
فالعروض والتقديمات الإيرانية السخية شملت مجالات كثيرة واحيانا مجانا او بالليرة اللبنانية كما اعلن السيد نصرالله سابقا وكانت وما تزال تمثل فرصة نادرة أدير لها ظهر السلطة اللبنانية بصورة تثير التعجب وبتبريرات لتورية خيارات ليست سوى الصدى لإملاءات الهيمنة الأميركية وقيودها المانعة التي تخنق البلد وتمنعه من التململ او التنفس.
واذا وسعنا دائرة الفحص والتمحيص تلفت الانتباه سلوكيات النأي الرسمي عن الخيارات والعروض الشرقية الأخرى كالعروض الصينية والروسية التي يفترض ألا تستفز عملاء الغرب المنخلعين والمغتربين عن الواقع في ظل الاستماتة الغربية والأميركية خصوصا على مد حبال الوصل وفتح منافذ الشراكة مع موسكو وبكين وتوسعتها إلى أقصى حد ممكن.
على الرغم من السوابق الغربية والأميركية الصارخة والنافرة بعدائيتها فقد شنت في لبنان حروب وحملات كثيفة ضد الشراكات الشرقية عبر الإعلام ونثرت الأكاذيب والتلفيقات المفبركة حتى تهمل العروض الشرقية وتلقى جانبا ويرمى البلد في براثن الهيمنة وفي هوة الخراب.
ما كشفه سيد المقاومة من تفاصيل ومعلومات عن تضمن العروض الروسية انشاء مصفاة نفط وتقديم شحنات النفط الخام التي يمكن أن تتحول الى كميات ضخمة من المشتقات النفطية لتغذي رافدي تغطية حاجات الاستهلاك اللبناني واعادة التصدير بمردود مالي غير بسيط وأكيد وبالعملات الصعبة عدى عن وفر مالي كبير وهذا منفذ انتعاش مالي هائل ومجال تشغيل كفاءات وأيد عاملة وطنية وقد سبق لمصفاتي الزهراني وطرابلس ان شغلتا مئات العمال والمهندسين اللبنانيين وتوفير أعباء وضخ واردات اضافية على الخزينة العامة وهي فرصة إسعاف اقتصادي ومالي كماهي انشاء لمرفق اقتصادي منتج يعزز دور لبنان الاقتصادي وشراكاته الإقليمية.
الغرب الذي يسد الطرق في وجه هذه الفرص هو نفسه الذي يعصر البلد ويخنقه في حشرة مالية واقتصادية تشتد صعوباتها وتتفاقم تبعاتها ومرتباتها ونتائجها الكارثية بينما تفضح الوقائع تواطؤ غالبية قوى النظام المهترئ التافه لمنع الشراكات الجديدة والمشاريع الواعدة.
يتربع أخطبوط العملاء والسماسرة ومصاصي الدماء على ركام الوطن المنهوب المنكوب بينما المرجع الأميركي اللصوصي المهيمن لا يرحم ولا يترك للرحمة مجالا أو فسحة تنفس وبانصياع أعمى يواصل الواقع السياسي خضوعه الكلي ويستجيب لأوامر واشنطن وطلباتها السياسية مذعنا لمشيئتها في الشاردة والواردة حتى لو قاد الأمر إلى ارتكاب تجاوزات ضد المصالح الوطنية والإساءة لدول صديقة كانت مع بلدنا في سائر المفاصل الصعبة.
بكل صراحة ووضوح باتت موجبة ومستحقة عملية قلب وتغيير البنى والقوى السياسية الرابضة على صدور اللبنانيين والقابضة على خناق الحاضر والمستقبل اللبناني اقتصاديا وسياسيا وبات مستحقا نفير التحرك الشعبي والسياسي لقلب التوازنات وفرض معادلة جديدة تقوم عليها سلطة سياسية وطنية في مستوى الطموحات والأهداف الوطنية المنشودة والمستحقة التي لا تحتمل التأجيل ودون ذلك تسريع الانزلاق الكارثي في هوة خراب سحيقة.