من الصحافة الاسرائيلية
أكدت كاتبة إسرائيلية أن غزو روسيا لأوكرانيا لا يأتي في صالح تل أبيب التي وجدت نفسها الآن في مشكلة كبيرة مع تنامي المخاوف من المس بحرية العمل في سوريا والتحول النووي الإيراني الذي لن يتوقف.
وقالت ليلاخ شوفال في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم”: “كيفما نظرنا، الغزو الروسي لأوكرانيا لا يبشر بالخير بالنسبة للمصالح الإسرائيلية، التي أساسها منع تحول إيران للنووية، والتموضع الإيراني في سوريا”.
وأضافت: “سطحيا، مع أن إسرائيل تعلن على رؤوس الأشهاد بأنها تعارض بشدة الاتفاق (بين إيران والدول العظمى) لأنه مليء بالثغرات، وبعد بضع سنوات سيسوغ النووي الإيراني؛ لكن عمليا، في الأحاديث المغلقة، يأملون في جهاز الأمن بأن يوقع الاتفاق بسرعة؛ كي يتوقف الاندفاع الإيراني نحو النووي ويكون تحت الرقابة ولو لزمن قصير”.
وأوضحت الكاتبة أن “الخطة الإسرائيلية، كانت استغلال نافذة الفرص الناشئة لأجل السماح لجهاز الأمن بكسب الوقت، بهدف استكمال الاستعدادات لعملية عسكرية محتملة في إيران. أما التطورات الأخيرة في أوكرانيا، فهي تضع علامة استفهام كبيرة على التوقيع على الاتفاق النووي، ولكن، معقول الافتراض بأن فرض عقوبات شديدة على روسيا سيقلص جدا استعدادها للتعاون مع الغرب في الموضوع النووي الإيراني”.
وقدرت أن “نجاح روسيا في أوكرانيا كفيل بأن يعطي ريح إسناد أيضا لقبضتها في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تتعلق فيه إسرائيل بقدر ما بالنية الطيبة لموسكو لمواصلة هجماتها في سوريا، علما بأن إسرائيل في السنوات الأخيرة، حرصت على عدم المس بالمصالح الروسية في المنطقة، وهذا لم ينجح دوما، والعلاقات بين موسكو وتل أبيب بالنسبة لنشاط الجيش الإسرائيلي في سوريا شهدت ارتفاعات وهبوطات”.
وتابعت: “لكن هذا ليس مضمونا إلى الأبد، فقبل بضعة أسابيع فقط أجرت طائرات قتالية روسية جولة مشتركة مع طائرات سورية، ما بعث تساؤلات؛ إذا كانت هذه محاولة روسية للتضييق على إسرائيل في المجال الشمالي. وعمليا، الجولة الروسية-السورية لم تعرقل حرية العمل الإسرائيلية في سوريا، وكل هذا عليه علامة استفهام الآن، وبخاصة بعد أن اختارت إسرائيل الوقوف إلى جانب أوكرانيا”.
شددت صحيفة على أهمية أن تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت، من أجل منع روسيا من إعادة تشكيل النظام العالمي وفق تطلعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في مقالها الافتتاحي الذي أعده الكاتب الإسرائيلي شمعون شيفر: “على خلفية الصور المخيفة للمباني المهجورة وقوافل الناس الذين يحاولون الفرار من قصف الروس، يجري عندنا جدال أين ينبغي لإسرائيل أن تقف في الحرب التي شنها بوتين على أوكرانيا”.
وأضاف: “هناك من يقترح عدم اتخاذ موقف ومواصلة السير؛ خوفا من المس بمصالح حيوية لإسرائيل فروسيا من شأنها أن تضيق على خطى إسرائيل في المعركة التي تخوضها ضد الإيرانيين في سوريا، وهناك من يطرح تخوفات من ضرر قد يصيب اليهود في روسيا”.
ورأت أنه في “حال كانت إسرائيل تريد المحافظة على مكانها في الأسرة الدولية، عليها أن تطلق صوتا واضحا لا لبس فيه ضد محاولة بوتين العنيفة بخرق النظام العالمي، بهدف إعادة تشكيل الاتحاد السوفياتي المنهار”.
وطالب من “يقرر السياسية في إسرائيل بالتوقف عن التلعثم؛ إذ إننا في نهاية المطاف سنبقى مع بوتين، لوكشنكو من بلاروسيا ومع زعماء إيران وروسيا”، منوها إلى أن “إسرائيل ملزمة بأن تطلق موقفا لا يقبل التأويل، إذا كانت تنتظر أن يتعاملوا معها هكذا في لحظة الخطر”.