ميقاتي: لبنان يعيش أزمة غير مسبوقة وننتظر من أشقائنا العرب تفهّم واقعنا جيدا والوقوف إلى جانبنا
أشار رئيس الحكمة نجيب ميقاتي، خلال رعايته حفل تكريم الفائزين بـ”الجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم القانونيّة والقضائيّة في الوطن العربي”، في السراي الحكومي، إلى أنّ “حفل اليوم مناسبة ورسالة من بيروت باعتزازنا وحرصنا على موقع لبنان العربي كدولة مؤسّسة لجامعة الدول العربية، وشريكة لجميع الاخوة الأعضاء من اجل العمل العربي المشترك”.
وأكّد “أنّنا نسعى على الدوام من اجل ان يكون لبنان فاعلا ضمن الواحة العربية. وإن إصراركم على عقد هذا اللقاء في عاصمتنا في هذا الظرف بالذات، هو تأكيد متجدد على إيمانكم بلبنان الدور والرسالة، وبالقيم التي يجسدها”، لافتًا إلى أنّ “من هذا المكان بالذات الملاصق لاول مدرسة حقوق في العالم، من بيروت أم الشرائع، التي تستضيف حفل تكريم الجائزة العربية، نعلن اعتزازنا بأن يكون لبنان دولة المقر للمركز العربي للبحوث القانونية والقضائية التابع لجامعة الدول العربية، ونؤكد التزام الحكومة بتنفيذ قرار مجلس وزراء العدل العرب بوضع خطة ورؤية حول إمكانية بناء مقرّ دائم للمركز، ونحن أخذنا القرار وحدّد العقار وباذن الله سيبدأ انشاء هذا المركز على هذا العقار قريبا”.
وشدّد ميقاتي على أنّ “لبنان، الذي كان وسيبقى جزءا من العالم العربي، يعيش ازمة غير مسبوقة على كل المستويات، وتحاول حكومتنا حلّها بكل الامكانات المتاحة، متكلة على دعم اشقائه العرب واصدقائه في العالم، ومن غير الانصاف تحميل وطننا ما لا طاقة عليه”، مبيّنًا “أنّنا ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، وأن يقفوا إلى جانبنا لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدتنا على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراتنا”.
وركّز على انّ “لبنان، ايها الاخوة العرب، بحاجة الى دعمكم ومؤازرتكم في هذه المرحلة بالذات، ليستعيد عافيته، ونحن واثقون أنكم ستحملون معنا هذه الهواجس وستكونون المدافعين عنها في كل المحافل”. وذكر “أنّنا أدركنا في لبنان، منذ البداية، أننا غير قادرين على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك. فاعتمدنا سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي، ونصر على تطبيقها، والخاسر في كل خلاف أو نزاع هو عالمنا العربي الذي لطالما كان ينشد الوحدة، فإذا ببعضه يتقوقع إلى كيانات داخل كل كيان”.
وأوضح “أنّنا أدركنا خطر الإنغماس في هذا الجحيم، لأننا نعلم بالتجربة المريرة التي عشناها أن التقاتل لن يوصل إلى رابح وخاسر، فالكل خاسر: الوطن خاسر، والشعب خاسر. ومخطئ كل من يظن في لحظة أنه منتصر على شريكه في العروبة وفي المواطنة”، ورأى أنّ “الانتصار لا يكون إلا بالتفاهم بين الشركاء وبالعناية بمستقبل اجيالنا الجديدة وبرسم مستقبل يحقق طموحاتها”. وتمنّى على الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، “بذل الجهود من أجل مؤازرة لبنان عربيا في هذه المرحلة الصعبة”.