من الصحافة الاسرائيلية
علق قادة إسرائيل على العملية العسكرية الكبيرة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، والتي بدأت فجر الخميس، واستهدفت حتى الآن العديد من المواقع الحساسة، وتسبب بوقوع قتلى وجرحى وأسرى.
وقال رئيس وزراء اسرائيل نفتالي بينيت: “هذه لحظات صعبة ومأساوية، وقلوبنا مع مواطني أوكرانيا، الذين وجدوا أنفسهم في وضع كهذا دون إثم اقترفوه”، وفق ما نقله موقع “i24” الإسرائيلي.
وطالب بينيت الإسرائيليين الذين لم يغادروا الأراضي الأوكرانية بعد إلى فعل ذلك “حالا، أنقذوا حياتكم”، مضيفا: “ممثلونا ينتظرون قدومكم إلى النقاط الحدودية في غربي البلاد”.
وتعهد أن تقدم تل أبيب “يد المساعدة في أي مساعدات إنسانية مطلوبة، وكل يهودي ويهودية، في كل مكان في العالم، يعرفون تماما أننا ننتظرهم هنا (فلسطين المحتلة)، باب إسرائيل مفتوح دائما”.
وأوضح رئيس وزراء الاحتلال أن “العالم أقل استقرارا، ومنطقتنا تتغير أيضا يوما بعد يوم، وهذه الأيام تعلمنا أن الحرب بين الجيوش ليست من عداد الماضي”.
من جانبه، اعتبر رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ، الذي بدأ صباح اليوم زيارة إلى اليونان: أن “هذه لحظة تاريخية معقدة جدا، أشعر بحزن شديد بسبب مخاوف من وقوع مأساة إنسانية، والمساس بالمدنيين الأبرياء”.
وزعم أن “إسرائيل تدعم سلامة الأراضي الأوكرانية، سنعرض كل تعاون إنساني ممكن للحكومة في أوكرانيا عن طريق شركاء آخرين، أكرر مطالبتي الإسرائيليين بالرجوع إلى إسرائيل عن طريق المعابر البرية”.
بدوره، أدان وزير خارجية اسرائيل يائير لابيد، “الغزو الروسي”، ووصف الهجوم بأنه “انتهاك للنظام الدولي”.
وأوضح أن “وزارة الخارجية الإسرائيلية على تواصل مستمر مع الدول المجاورة لأوكرانيا؛ بهدف استيعاب الإسرائيليين الفارين”، مضيفا: “إسرائيل مستعدة وجاهزة لتقديم مساعدات إنسانية إلى المواطنين في أوكرانيا”.
وذكر أن “إسرائيل تعلمت من الحرب، الحرب ليست طريقا لحل الصراعات، يوجد لإسرائيل علاقات عميقة، طويلة وجيدة مع روسيا وأوكرانيا، ويوجد عشرات آلاف الأوكرانيين في كلا البلدين، يوجد مئات آلاف اليهود في كلا البلدين، الحفاظ على أمنهم وسلامتهم على رأس اعتباراتنا”.
يذكر أن سفارة اسرائيل في أوكرانيا، أوصت الإسرائيليين الذين يرغبون في الخروج من أوكرانيا، بالوصول مباشرة إلى المعبر الحدودي مع بولندا، وعدم الوصول إلى “لفيف” التي تتواجد بها حاليا السفارة الإسرائيلية في أوكرانيا”.
حذر دبلوماسي وباحث إسرائيلي كبير، من إقدام “إسرائيل” على تحسين علاقاتها مع تركيا، اللاعب الإقليمي الكبير، على حساب علاقاتها الاستراتيجية، السياسية، الاقتصادية، والأمنية، مع العديد من الدول الأخرى في شرق البحر المتوسط.
وأوضح عوديد عيران، وهو باحث كبير في “معهد بحوث الأمن القومي” الإسرائيلي، في مقال بصحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، سيزور في الأسابيع القادمة 3 دول مجاورة هي: اليونان، قبرص وتركيا، سيكون مطالبا، مثل الدبلوماسية الإسرائيلية كلها، بأن يجند كل كفاءاته كي يتصرف مع الجيران الذين لديهم علاقات مشحونة ومتوترة فيما بينهم”.
وأكد أن “تركيا هي لاعب إقليمي بارز، نشاطها يلمس وأحيانا يتناقض مع المصالح الإسرائيلية، وحتى 2010 اتسع التعاون الأمني بيننا، بل وأودعت إسرائيل في أيدي الأتراك الوساطة السياسية بينها وبين سوريا، وقضية “مرمرة” في 2010 وضعت حدا لهذا الفصل الغني والمشوق في العلاقات بيننا، فإلى جانب الانخفاض في صفقات السلاح، في التدريبات الجوية المشتركة وفي السياحة، شطب عن جدول الأعمال مشروع تسويق الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى أوروبا بواسطة منظومة تسيير موجودة منذ الآن في تركيا”.
ولفت عيران، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق، ترأس فريق التفاوض مع الفلسطينيين في 1999-2000، وعمل سابقا سفيرا إسرائيليا في الأردن والاتحاد الأوروبي، إلى أن “اليونان تعوض بقدر كبير ضياع تركيا كشريك استراتيجي، أمني واقتصادي، وكذا قبرص”.
وأضاف: “في العقد الأخير، حيث توقف على نحو شبه تام الحوار على المستوى السياسي الأعلى بين بروكسل وتل أبيب، أصبحت اليونان وقبرص ضمن أمور أخرى، شريان التفافي حمانا من قرارات معادية لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي”، كما أن حكومة اليونان صادقت لسلاح الجو الإسرائيلي أن يتدرب في مجالها الجوي، وصناعة الأمن وسعت نشاطها في الدولة”.