من الصحافة الاميركية
نشرت صحيفة “صندي تايمز” تقريرا للصحفي تيم شيبمان، قال فيه إن أزمة أوكرانيا لم تكن تأتي في وقت أفضل لرئيس الوزراء بوريس جونسون، معتبرا أنها خلصته من أزماته المتعلقة بحفلات الإغلاق وتداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي وكل الأسئلة الصعبة حول مصيره السياسي.
ورأى الصحفي أن جونسون بدا في مؤتمر ميونيخ للأمن أكبر داعية لمواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال إنه يخطط لحرب على أوروبا أكبر من حرب 1945.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، كان قبل أسابيع، محل سخرية في البيت الأبيض بسبب حفلات 10 دوانينغ ستريت أثناء الإغلاق لمواجهة كوفيد-19، لكن مشاركته في مؤتمر أوروبي ودعوته إلى مواجهة بوتين ساعداه في تغيير كل هذا، على الأقل دوليا.
واعتبر أن أزمة أوكرانيا أسهمت في حذف فضيحة الحفلات من العناوين الرئيسية للأخبار، مشيرا إلى أن تحركات جونسون الأخيرة، هي محاولة منه لإقناع النواب بقدرته على قيادة الأزمة، وأن المساعدين له في داخل الحكومة قد تعلموا من دروس مهزلة الخروج من أفغانستان.
ولفت إلى أن المسؤولين البريطانيين يرون أن خروج بريطانيا من النادي الأوروبي منحها مرونة واتخاذ موقف متشدد، حيث دعا جونسون في خطابه أمام مؤتمر ميونيخ إلى “إظهار تضامن غامر” من الغرب.
ونقلت “صندي تايمز” عن مصدر في 10 دوانينغ ستريت أن شركة غازبروم خفضت من إمداداتها للغاز إلى أوروبا منذ وقت طويل، ما يعني أن بوتين كان يحضر لحشوده على أوكرانيا منذ أكثر من عام.
تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستراتيجيا ماكرا أم زعيما مظلوما ومتهورا، في ظل الحديث عن غزو محتمل لأوكرانيا.
واوضح مدير مكتب الصحيفة بموسكو، أنطون ترويانوفسكي، إن بعض المحللين يقولون إن بوتين مخادع ولن يقوم بغزو أوكرانيا، لكنه يشير في تقريره إلى أن البعض مقتنعون بأن بوتين شخص عقلاني في الأساس، ولذلك فهو يعرف أن مخاطر غزو أوكرانيا ستكون كبيرة جدا، وبالتالي فإن حشوده العسكرية الضخمة لا تكون منطقية إلا إذا جاءت في سياق خدعة مقنعة جدا.
وهناك آخرون ممن يعتقدون أن بوتين تغير تغيرا كبيرا، لكنه قد يكون مصابا بجنوب العظمة وبالتالي أكثر تهورا.
ويعتقد هؤلاء أن الطاولة التي يبلغ طولها 6 أمتار، التي استخدمها بوتين خلال اجتماعاته مع القادة الأوروبيين الذين زاروه للحديث عن الأزمة، هي أكبر دليل على اعتقادهم بتهوره. ويعتقد محللون أن ذلك يرمز إلى انفصاله عن بقية العالم، خصوصا مع التزامه الكبير بعدم الاختلاط بأي زعيم آخر أو التواصل عن قرب من الوزراء والمسؤولين في بلاده بسبب الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا.
ونقلت الصحيفة عن أستاذة العلوم السياسية والعضوة السابقة في مجلس حقوق الإنسان التابع لبوتين، إيكاترينا شولمان، قولها في معرض الحديث عن المظاهر العلنية الأخيرة للرئيس إن هناك إشارات عن انزعاجه، وقلة اهتمامه، إذ يُظهر للجمهور أنه كان في عزلة عملية.
كما نقل عن محلل السياسة الخارجية البارز في موسكو الذي يقدم المشورة للكرملين، فيودور لوكيانوف، قوله إن هدف بوتين حاليا هو فرض مراجعة جزئية لنتائج الحرب الباردة، مستبعدا في الوقت ذاته حدوث الغزو الشامل، ومشيرا إلى أن بوتين قد يلجأ لما سماها “وسائل خاصة أو غير متكافئة”، بما في ذلك دفع الغرب للاعتقاد أنه يتحضر للهجوم.
في السياق، قال ديمتري ترينين رئيس مركز أبحاث مركز كارنيغي في موسكو إن بوتين نجح بشكل كبير في استخدام الصورة السلبية التي أنشئت حوله كشيطان، مضيفا “كانت الخطة هي خلق تهديد، لإيجاد شعور بأن الحرب يمكن أن تحدث”.
وكان أنطون ترويانوفسكي قال في صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخرا إن الرئيس بوتين يراهن بشكل متزايد على إرثه في عكس التحول المؤيد للغرب في أوكرانيا. حتى لو لم يأمر بغزو هذا الشتاء، فإنه جعل من الواضح أنه سيواصل الضغط، مدعوما بتهديد القوة، طالما أن الأمر سيستمر في طريقه مهما طال الوقت لتحقيق مراده.
واعتبر المحللون إن الحشد العسكري الروسي الحالي حول أوكرانيا واسع للغاية لدرجة أن بوتين يتعين عليه أن يقرر في الأسابيع المقبلة ما إذا كان سيأمر بغزو أو يسحب بعض القوات. ولكن حتى لو سحبهم، فستكون لديه وسائل أخرى لإبقاء خصومه في حالة تأهب، مثل تدريبات قواته النووية أو الهجمات الإلكترونية أو الحشود المستقبلية.