حول الاختراقات الصهيونية الخليجية
غالب قنديل
ليس الأمر عاديا ولا هو بالحدث الهامشي حتى لو وقع بعيدا عن قلب المنطقة وميادينها المركزية وبالتأكيد لامجال للمقارنة بين ما حصدته الاختراقات الصهيونية مؤخرا في الواقع العربي بما أحدثته سوابق تاريخية كاتفاق 17 أيار ومعاهدة كمب ديفيد أو اتفاق أوسلو التي لم تفلح في اخراج الكيان من عزلته الخانقة رغم الاحتضان الأميركي والغربي الواسع.
يعمل الكيان الصهيوني منهجيا على تكريس السوابق وخرق جدران التحريم الخانق التي تحيط به وتمنع التعامل معه وهو يواكب بالدعاية والضجيج كل خرق يحدثه تحت الرعاية الأميركية المباشرة وما يهم العدو الاستعماري الصهيوني هو تكريس السوابق وتهشيم فكرة المقاومة وخنقها ومنع امتداد نزعة التحرر وانتشار الأفكار التي حملتها وبذرتها ورسختها بالشواهد الحية وبالإنجاز التراكمي تاريخيا.
على الرغم من حصاد الإعلام المقاوم وتعاظم صروحه ومنصاته المتشعبة والمتنوعة بتعبيراتها وخطابها السياسي والفكري والثقافي المتنوع ما تزال ثغرات كثيرة موجودة ونافرة في الواقع السياسي والثقافي تتيح توسل الاختراق والتسرب رغم أسوار المناعة والحصانة التي أقمتها المقاومة حزبا وخلفا وطنيا وحالة شعبية.
درجة المناعة والحصانة الراسخة بقوة الإنجازات والتضحيات باتت حالة وطنية جامعة ومتجذرة وهي تتحرك وتترسخ بالابتكار والابداع في شتى المجالات التي تهم الناس وتعني شؤونهم وقضاياهم المحورية ولن تحدث جميع المحاولات ما يزحزح المعادلات الكبرى أو يزعزعها.
بهارج احتفال العدو الصهيوني بخروقاته الطرفية تعكس الحاح التحايل المشهدي على المأزق الوجودي الذي يقلق الكيان ويقض مضجعه بتعاظم قدرات محور المقاومة الذي توسع وتنامت قوته الهادرة والفاعلة نوعيا في المنطقة.
تترسخ المعادلات القاهرة في لبنان وسورية وتتوالى المفاجآت السعيدة من العراق واليمن وفي قلب فلسطين بحيث يواجه العدو عصفا ثوريا واعصارا متشعب الأجنحة والأذرع متعاظم القدرات قلب الصورة الاستراتيجية جذريا
هذا التحول الثوري في البيئة الإقليمية انطلق وتنامى وتعاظم مع المقاومة وحزبها المقتدر وقائدها العظيم المبدع وللمرة الأولى تنقلب الصورة وتتفتح الآفاق الجديدة الواعدة بينما يتلطى الكيان المرعوب القاصر خلف الجدر ويرتعد خوفا من هطل الصواريخ الذي قد تستجلبه أي حماقة في التعامل مع لبنان بلد المقاومة وحصنها المكين المقتدر.