بدأت تصدر اعترافات إسرائيلية متلاحقة بالمسؤولية عن التوتر الذي يشهده حي الشيح جراح بالقدس المحتلة، ليس بالضرورة تعاطفا مع الفلسطينيين، ولكن خشية من أن يتسبب هذا التوتر بدخول الاحتلال في جولة مواجهة عسكرية مفتوحة مع المقاومة الفلسطينية، في وقت لم يتعاف فيه بعد من حرب غزة الأخيرة.
وتركزت الاعترافات الإسرائيلية الأخيرة في الدور الذي تلعبه المؤسسة القضائية الإسرائيلية التي تغض الطرف عن تزوير الوثائق الخاصة بملكية المنازل في حي الشيخ جراح، ويقدمها المستوطنون، أو مسؤولية العناصر اليمينية التي تريد فرض أجندتها على الحكومة، لاعتبارات حزبية وسياسية داخلية بحتة، في حين أن الحكومة لديها حسابات داخلية وخارجية، ولا تريد أن تدخل في مواجهة مع الفلسطينيين في توقيت لا تريده هي.
وذكر بن درور يميني، الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، في مقال أن “العناصر اليمينية تفرض أجندتها في حي الشيخ جراح، ممثلة بعضو الكنيست اليمين إيتمار بن غفير، الذي يجر الدولة بأسرها لمواجهة أخرى غير ضرورية”.
وأضاف أنه “أكثر من ذلك، فإن بن غفير بسلوكه الأرعن هذا، فتح عيون فلسطينيي48 للمطالبة بشروط ومطالب جديدة داخل الخط الأخضر، لأننا لم نعد أمام مسألة قانونية، بل سياسية بحتة، وجرح نازف أصبح في السنوات الأخيرة محط تركيز كبير في الحملات ضد إسرائيل”.
كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي تزويد أوكرانيا بأسلحة ومنظومات دفاعية خوفا من ردة الفعل الروسية.
وذكر الكاتب والصحفي الإسرائيلي نداف ايال في المقال أن “إسرائيل تبذل كل ما في وسعها كي لا تجد نفسها في الوسط، بين الغرب وأوكرانيا من جهة والروس من جهة أخرى، وفي السنة الماضية وجدت إسرائيل نفسها أمام رغبة كييف بالتزود بمنظومة القبة الحديدية، وكان من الممكن أن يضع تزويد إسرائيل أوكرانيا بتلك المنظومة الاحتلال في أزمة شديدة للغاية حيال موسكو، خاصة في ذروة هذه الأيام وقبل لحظة من الغزو الروسي، وفق التقديرات”.
وأضاف: “منذ الصيف الماضي، بدأت إسرائيل سلسلة من الخطوات في محاولة لمنع الصدام مع الأمريكيين (ومع الأوكرانيين في القضية)، ونجحت في شطب الموضوع من جدول الأعمال، ومحافل في أوكرانيا أعربت عن خيبة أملها من موقف إسرائيل”.
ورأى أن “السلوك حول القبة الحديدية يعكس جيدا الوضع الاستثنائي الذي وجدت إسرائيل نفسها فيه، وبشكل عملي، هي لها حدود مشتركة مع موسكو، بسبب السيطرة الفعلية في سوريا، وفي إسرائيل يعتقدون أن إدارة بايدن وزعماء الكونغرس يفهمون الحاجة الإسرائيلية للحذر، ولهذا فقد تصرفوا بحذر ومسؤولية على حد تعبير هذه المحافل، بالنسبة للقبة”.
ونوه ايال، أن “منظومة الدفاع ضد الصواريخ وقاذفات الهاون، القبة الحديدية، تم تطويرها في إسرائيل ولكنها مشروع مشترك مع البنتاغون الأمريكي، والاتفاق بين الطرفين لا يسمح ببيع المنظومة لدولة ثالثة دون موافقة مشتركة”، كاشفا أن “أوكرانيا تعمل بجد في واشنطن لإقناع مشرعين أمريكيين بالمبادرة لنقل منظومة الدفاع ضد الصواريخ إليهم”.
وأشار إلى أن “أوكرانيا طلبت بشكل رسمي من إدارة جو بايدن نقل صواريخ باتريوت والقبة الحديدية إليها في الربيع الماضي، ولم يكن الغزو الروسي يظهر في الأفق، ولكن الإدارة الأمريكية – ديمقراطيين وجمهوريين – مالوا لنهج أكثر عدوانية تجاه الكرملين حول استمرار الصراع المسلح شرقي أوكرانيا، وهكذا أضيف إلى قانون الدفاع الأمريكي لعام 2022 تعديل يفترض أن يضغط على إدارة بايدن لكي تبيع لكييف منظومات دفاع جوية وأخرى ضد الصواريخ والقاذفات، أو إرسال بطاريات القبة الحديدية المأهولة بالجيش الأمريكي لاحقا، وهذا التعديل نفسه طلب من الإدارة رفع تقرير إلى لجنة القوات المسلحة يشرح لماذا لا تباع منظومات قائمة كهذه للأوكرانيين”.